خاص اللبنانية

إعلان وزير الخارجية الإيراني "أمن إيران من أمن لبنان"، يشير إلى ربط إيراني بين استقرار وأمن البلدَين بشكل لا يمكن فصله، ورسالة مبطّنة أنّ الخط الأوّل للدفاع عن إيران هو في لبنان عن طريق حزب الله. يكشف هذا التصريح عن واقع أعمق، يتجذّر في استراتيجيّة إيران الإقليمية التي تسعى لتوسيع نفوذها وإثبات حضورها في الشرق الأوسط، وذلك عبر استغلال سياسي وعسكري للأوضاع في دول المنطقة، بما فيها لبنان.

دبلوماسي سابق إعتبر أن هذا التصريح يُعيد إلى الأذهان تسويق إيران لسنوات أن القضيّة الفلسطينيّة قضيّتها المركزيّة، وهو ما أثبتت الأحداث الجارية زيفه، إذ لم يتعدَّ كونه تصريحات فارغة لم يُترجَم أفعالاً ملموسة على أرض الواقع لدعم القضية فعليّاً. بالمثل، يبدو أنّ الربط بين أمن إيران وأمن لبنان لا يعكس توجّهاً حقيقيّاً نحو تعزيز الاستقرار في لبنان بقدر ما يُظهر محاولة من إيران لتوظيف لبنان كخطّ دفاع عنها ولتحقيق مصالحها الخاصّة، متجاهلةً بذلك سيادة لبنان و حاجات شعبه الأساسية إلى الأمن والاستقرار.

وختم قائلا ان ايران تستمرّ في اتّباع سياسة الكلام المنمّق الذي يُخفي وراءه أجندات استغلاليّة. ويُشير تصريح وزير خارجيّتها إلى محاولة لجذب الرأي العام من جهة عبر خلق صورة زائفة عن التضامن والدعم، بينما الحقيقة تكمن في سعي إيران لتعزيز نفوذها على حساب استقلاليّة وأمن الدول الأخرى.