يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
ارتفاع "كارثي" لأسعار المحروقات: زيادة 60 ألف ليرة

Wednesday, October 20, 2021 11:16:35 PM

مِن سيّء لأسوأ، تتّجه أزمة المحروقات، على وقع تخطي سعر برميل النفط عالمياً 80 دولاراً، وارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان إلى ما يقارب 21 ألف ليرة. وإن كان تعديل سعر البنزين والمازوت والغاز مُتوَقَّعاً بشكل أسبوعي، في ظل عدم قدرة مصرف لبنان على تأمين الدولارات الكافية للدعم، ومطالبته برفعه كلياً، إلاّ أن لا قدرة للمواطنين على احتمال الأرقام الجديدة. فاللافت هذا الأسبوع، هو القفزة القياسية. فهل اقتربنا من مرحلة تسعير سائر المشتقات النفطية والغاز المنزلي بالدولار أسوة بالمازوت؟

أسعار خيالية
اعتاد المواطنون ارتفاع هذه الأسعار بنسبة تدور في محيط الـ10 آلاف ليرة. وهو ما شهده جدول تركيب الأسعار في الأسبوع الماضي، حين ارتفعت الأسعار بين 9000 ليرة و9300 ليرة، ليتراوح سعر صفيحة البنزين بين 242 ألف و250 ألف ليرة.
أما جدول يوم الأربعاء 20 تشرين الأول، فحلّقت فيه الأسعار بزيادة نحو 60 ألف ليرة لصفيحة البنزين عيار 95 أوكتان، لتصبح 302700 ليرة، و62 ألف ليرة للصفيحة من عيار 98 أوكتان، ليصبح سعرها 312700 ليرة. فيما رفعت وزارة الطاقة سعر المازوت 35500 ليرة، لتصبح الصفيحة بـ270700 ليرة. أما الغاز فارتفع بمعدّل 9400 ليرة لتصبح القارورة بـ229600 ليرة.

"هذا الارتفاع كان متوقّعاً"، يقول عضو نقابة أصحاب المحطات، جورج البراكس، في حديث لـ"المدن". لكن ما لم يكن في الحسبان، هو "ارتفاع الأسعار بهذا المستوى خلال يوم واحد. وكان من المفترض أن يتوزّع هذا الارتفاع على أسبوعين أو ثلاثة". ويتوقّع البراكس أن لا تشهد الأسابيع المقبلة تقلّبات بهذا المستوى، بل سيعود تعديل السعر إلى مستواه المعتاد، أي بمعدّل 10 آلاف ليرة.

لا تسعير بالدولار
يؤّمن مصرف لبنان الدولار للشركات المستوردة، لكن ليس بالكميات الكافية، ما يضطرها للبحث عن الدولار في السوق، بما يسهم في ارتفاع سعره، لتعود وزارة الطاقة وتزيد أسعار المحروقات في جدولها.

هي دوامة مستمرة سيرتفع على إثرها السعر بشكل متواصل. لكن يستبعد البراكس وصول الأمور إلى حدّ تسعير البنزين بالدولار "فمصرف لبنان سيواصل تأمين الدولار، والتسعير بالدولار سيعني ارتفاع الدولار في السوق إلى ما يفوق الـ50 ألف ليرة".

الإبقاء على التسعير بالليرة لم يحجب تداعيات أزمة المازوت والغاز، حيث تُدرِج وزارة الطاقة أسعار المازوت والغاز في جدولها بالليرة، فيما المبيع في السوق بالدولار، وتحديداً للمازوت الذي يُباع مباشرة للمستهلكين بواسطة الخزانات الصغيرة للمحطات، التي تلجأ أحياناً إلى تخزين المازوت وبيعه عبر العدّادات، باحتساب الليترات وليس الأسعار المعتمدة من قبل الوزارة. وحسب أحد أصحاب المحطات، "وزارتا الطاقة والاقتصاد والقوى الأمنية يعرفون ذلك، ويغضّون النظر، لأن التضييق على أصحاب المحطات سيؤدي إلى شح إضافي في السوق، وهو ما يمكن المخاطرة به".
الالتفاف على التسعير بالليرة بهذه الطريقة، "يوفّر المازوت بكميات طبيعية نسبياً، فالصفيحة تُباع بنحو 14 دولاراً، والدفع بالدولار الطازج حصراً، لأن الشركات المستوردة تطلب الدولار من المحطات التي بدورها لا تجد خياراً سوى البيع بالدولار للزبائن".

الضغط على المواطنين
من ناحية ثانية، لا يُباع الغاز حتى اللحظة بالدولار، لكن المحطات تقفل أبوابها ولا تُفرج عن الغاز إلا بالقطّارة، وتلوّح بالسوق السوداء في حال استمر الوضع على ما هو عليه. فالتسعيرة الصادرة بجدول تركيب الأسعار، ما زالت أقل من سعر صرف الدولار في السوق، بالنسبة إلى نقابة موزعي الغاز. ويعتبر رئيس نقابة موزعي الغاز، فريد زينون، أن الحل يبدأ بـ"إصدار تسعيرة يومية وفق سعر صرف الدولار في السوق".

تخطّي الأسعار الحواجز التي يمكن للمواطنين احتمالها، يعني زيادة الضغط عليهم. فارتفاع أسعار البنزين سيخفّف حدّة الطوابير بمعدّل لافت للنظر، لكنه في المقابل سيعني شل حركة المواطنين وارتفاع أسعار النقل، وخصوصاً نقل الطلاب إلى المدارس والجامعات. فيما أسعار المازوت ستعني تقليص فرص ساكني المرتفعات، في تأمين التدفئة في المنازل والمدارس، وهي معضلة كان حلّها صعباً قبل الأزمة، فكيف خلالها؟

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

حركة الأسواق التجارية خجولة!

ارتفاع سعر الذهب بشكل جنوني!

لماذا تتعمّد شركة توتال تأخير تقرير الحفر بالبلوك 9؟

"الزومبي»:شبح سلبي يعبرعن واقع المصارف في لبنان

بالتعاون مع وزارة الاتصالات اختتام النسخة السابعة من مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في لبنان

"مشروع وطن الإنسان" احذروا إحياء الشوائب..

بروتوكول تعاون بين جمعية بيروت بخير وجامعة بيروت العربية لتوفير الخدمات الصحية للمرضى المحتاجين

جمعية تجار صيدا أعلنت فتح الأسواق ليلا بدءا من الإثنين وحتى ليلة عيد الفطر