يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

وقوفه على "تلة الانتظار" لن يجنبه خيار الاعتذار.. ميقاتي في مهبّ انقلابين اميركي وايراني

Monday, August 23, 2021 8:47:23 AM


خاص اللبنانية
 
لم ينبث الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي ببنت شفة بعد تأييداً او رفضاً لا لدخول باخرة المحروقات الايرانية المبحرة في طريقها من ايران الى لبنان حسبما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولا للقرار الاميركي باستجرار الكهرباء للبنان من الاردن عبر سوريا الذي ابلغته السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وجاء وكأنه رد على اعلان نصرالله. ولذلك يقف ميقاتي حائرا ومحتارا بين الامرين غير قادر على تحديد موقف من اي منهما فيما تعثرت مساعيه لتاليف حكومته وقد ازدادت تعثرا بعدهما.

فميقاتي غير قادر على ان يقول "لا" للمحروقات الايرانية فيما لبنان يعيش ازمة خانقة نتيجة فقدان او شح هذا المادة وما يعاني اللبنانيون بسببها من مخاطر على معيشتهم في كل المجالات، وان قال هذه الـ"لا" فإنه سيجد نفسه في مواجهة بعض الكتل النيابية والقوى السياسية التي سمته لتأليف الحكومة وعلى رأسها حزب الله. وكذلك اذا قال "نعم" للقرار الاميركي فيعني ذلك انه قال "لا" للمحروقات الايرانية، الامر الذي يضعه ايضا في مواجهة مع تلك القوى نفسها المناهضة للسياسية الاميركية في لبنان والمنطقة.
ولذلك يرى فريق من السياسيين ان ميقاتي هو الآت في موقف حرج، بحيث لا يمكنه التوفيق بين القرار الاميركي بإستجرار الكهرباء من الاردن وبين قرار نصرالله باستقدام النفط الايراني فيما كل من الطرفين يريد منه  ان يسير بقراره دون الاخذ بقرار الآخر.

واكثر من ذلك فإن ميقاتي الذي يعتقد انه يحظى (كما قال) بضمانات دولية لتأليف حكومته، بدأ يتخوف من فقدان هذه الضمانات في حال وافق على دخول الباخرة وربما البواخر الايرانية الى لبنان محملة بالنفط وغيره. وربما كان كلام مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق ديفيد شينكر لاحد المواقع الاخبارية الالكترونية اللبنانية رسالة اميركية مشفرة لميقاتي تدعوه الى رفض دخول هذه البواخر الى لبنان وذلك عندما قال هذا المسؤول الاميركي السابق أنّ "التحدّي الأبرز أمام الرّئيس المُكلّف نجيب ميقاتي يكمن في مواجهة حزب الله بموقف واضح من خلال رفضه استقبال النّفط الإيراني في لبنان، وهذا ما يُمكن أن يدفع حزب الله إلى نسف الجهود الحكوميّة".

وبالفعل لن يكون حزب الله مسروراً ابداً من ميقاتي اذا رفض دخول النفط الايراني الى لبنان، وربما يلجأ الى عرقل مسيرته لتأليف الحكومة خصوصا انه، أي الحزب، سماه لرئاسة الحكومة وهي المرة الاولى منذ مشاركته في الحكومات التي يسمى فيها رئيسا للحكومة في الاستشارات النيابية الملزمة  التي يجريها رئيس الجمهورية عادة لاختيار رؤساء الحكومات.
 
وفيما لن يكون مستبعدا إنقلاب حزب الله على ميقاتي اذا رفض دخول النفط الايراني، ومعالجة الامر عبر حكومة حسان دياب التي نصرف الاعمال، فإنه في المقابل لن يكون مستبعدا ايضا ان ينقلب الاميركيون على ميقاتي ان هو قبل هذا النفط الايراني فيتراجعون عندئذ عن مواقفهم التي تستعجله تأليف الحكومة الى جانب المواقف الفرنسية المماثلة.     
علما ان شينكر قال في هذا السياق ايضا "أنّ العوائق أمام ميقاتي ليست محصورة بحزب الله فقط، فهناك مطلب الرّئيس عون والنّائب جبران باسيل بالحصول على الثّلث المُعطِّل في الحكومة، وفي حال لم يُنفِّذ ميقاتي هذا المطلب فإنّ كلّ الاحتمالات مفتوحة".وأضاف: "أنّ الرّئيس ميقاتي يعرف الظّرف الطّارئ الذي يمرّ به لبنان والحاجة المُلحّة إلى تشكيل حكومة، لكنّ أمامه عقبات أساسيّة عنوانها "رفض الإصلاحات الجدّيّة في لبنان".

ولعل يدل الى هذه العقبات ايضا ان الطريقة التي يعتمدها ميقاتي لتأليف حكومته قد تؤدي به الى الاعتذار لانها لا تأخذ بتطلعات ومطالب الشارع اللبناني العريض الناقم على الطبقة السياسية التي ينتمي هو اليها والتي يحملها اللبنانيون المسؤولية عن انهيار البلاد اقتصاديا وماليا  ومعيشياٍ، فهناك فارقاً كبيراً بين تأكيد ميقاتي ان حكومته ستتكون من اختصاصيين غير حزبيين وبين سعيه  الدال الى تأليف حكومة سياسية بأثواب اختصاصيين خصوصا، فبعضهم ذوو صبغة حزبية وليسوا مستقلين، ما يعني ان حكومته ان شٌكِّلت لن تكون مختلفة عن حكومة حسان دياب الذي كان وزيرا للتربية في حكومته السابقة  التي شكلها عام 2011.
وفيما يلتزم ميقاتي  الصمت حتى الآن هاربا من تحديد اي موقف ومتصرفا كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال وتظن ان أحدا لن يراها، فإن فريقا من السياسيين يراه واقفا على التلة منتظرا ومراقبا لمعرفة الفريق الذي ستميل الدفة اليه حتى  يسارع الى الالتحاق بركبه. 

لكن هناك من يقول ان لا وقت ولا هامش متاحا لميقاتي للوقوف طويلا على "تلة الانتظار" لان المطلوب منه ان يحدد موقفا سريعا وحاسما مع هذا الفريق او ذاك، علما انه يدرك انه حتى في الخيار الذي يتخذه سيكون امام خطر انقلابين عليه: الاول اميركي في حال سيره بالخيار الايراني. والثاني ايراني (على يد حزب الله وحلفائه) في حال سيره في الخيار الاميركي. علما ان هذين الانقلابين سيمنعانه في كل الحالات من تأليف حكومته وبالتالي ذهابه الى الاعتذار.

وفي اي حال يقول سياسيون في هذا السياق انه عندما ستدخل الباخرة الايرانية مياه البحر الابيض المتوسط بعد أيام سيُعرَف أين سيكون ميقاتي؟ وفي أي مقام؟

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!