يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

إسرائيل تحذر إعلامها من إختراقات "حزب الله"

Friday, July 30, 2021 2:33:08 PM

لا يكاد يمر يومٌ في الشهر الأخير إلا وتخرج الصحافة الإسرائيلية بعنوان، على الأقل، يواكب تطورات المشهد السياسي والمعيشي اللبناني الآخذ بالتعقيد، حيث تمحورت المعالجات حول تساؤلين: هل اقترب لبنان من الانهيار؟ وما تداعيات الانهيار، إن وقع، على اسرائيل؟

 ولأنّ الخشية الامنية المباشرة هي الدافع الأبرز للاهتمام الإعلامي والرسمي في اسرائيل بالموضوع اللبناني، فإنّ الإذاعة الرسمية "مكان" تلقفت تصريحاً لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أدلى به لقناة "المنار"، فأصبح عنواناً بارزاً استحق التحليل والقراءة في نشرات الأخبار بالإذاعة والتلفزيون الرسميين في الدولة العبرية، وهو "نائب الامين العام لحزب الله: لن نبادر الى حرب مع اسرائيل".

والحال، أن أحد الأهداف من النشر المستمر لتهديدات أو تخوفات امنية اسرائيلية من ذهاب حزب الله إلى حرب مع الكيان نتيجة ضعف الدولة اللبنانية، هو ما دفع حزب الله نفسه إلى الرد على ذلك عبر تصريحات إعلامية من أجل معرفة ما يدور في خلجاته. 

فالاعلام الاسرائيلي الذي يراقب ويحلل مآلات الوضع الاقتصادي والمعيشي اللبناني، توقف عند جملة اخرى قالها قاسم وهي نفيه للتقديرات التي تتحدث عن ان الانهيار الحاصل في لبنان سيؤدي الى سيطرة حزب الله على هذا البلد. اللافت أن اقتباس الإذاعة الإسرائيلية من حديث قاسم، لم يقتصر فقط على نقل كلامه، وإنما شمل أيضاً بث مقتطف من صوته. 

هذه الآلية في نقل الاعلام العبري لكلام مسؤولي حزب الله دفع أوساطا يمينية وعسكرية في اسرائيل إلى توجيه انتقادات لاذع للإعلاميين والإعلام العبري في الآونة الاخيرة، باعتبار أن نقل كل شيء مما يصدر عن حزب الله "يُعدّ ترويجاً لرسائل الحزب وصولاً إلى مسامع الجمهور الاسرائيلي". وتساءلت هذه الانتقادات الحادة، كما رصدتها "المدن": "لماذا تروجون لحزب الله وتخدمون دعايته؟.. إنه يستخدمكم بذلك لإيصال صوته!".

لكنّ القائمين على صناعة الأخبار في الاعلام العبري يبررون فعلتهم بالقول إن الوضع اللبناني استثنائي وأن المخاوف الأمنية أكبر من ذي قبل، ما يستدعي اقتناص اي شيء وكل تصريح صادر من لبنان وخصوصاً "حزب الله". عدا عن انه بذلك، يساهم في خلق ردة فعل اعلامية أحياناً من قبل حزب الله، وهو ما تحقق بالفعل لمجرد إطلاق الشيخ قاسم تصريحه الأخير.

وتذهب شاشات وإذاعات إسرائيلية أحياناً الى بث تصريحات صوتية لأمين عام حزب الله حسن نصر الله أو نائبه، حتى لو كانت عبارة عن تهديدات لاسرائيل، لكن بشرط ألا تشتمل على "تحريض"، حسب مقاييس حُرّاس البوابة في الإعلام العبري.

والواقع، ان ما قاله قاسم لم يلجم مخاوف واستعدادات اسرائيل للمعركة القادمة مع حزب الله انطلاقا مما ستؤول إليه الحال اللبنانية؛ خصوصاً وأن هناك اتجاهين في اسرائيل، كما تعكسه مجموعة من المقالات الاسرائيلية أخيراً: الاول يتخوف من سيناريو بأن يستغل حزب الله وإيران الوضع الهش لتعزيز قوتهما والسيطرة على الدولة اللبنانية وتوتير الميدان مع اسرائيل.. وأما الاتجاه الثاني فيعتقد أن الوضع الاقتصادي الضاغط بشدة على الشعب اللبناني وأيضاً حزب الله، سيؤخر المواجهة بين الحزب واسرائيل، ويجعل الحرب خارج الاولويات، مهما كانت الارتدادات المستقبلية على دولة الاحتلال.

ولعلّ هذا ما جعل وزير الجيش الاسرائيلي يناقش الموضوع اللبناني وكذلك الايراني مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي في زيارته الخاطفة لباريس، الخميس، ضمن مساعي تل ابيب لإقناع الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية للتدخل في إنقاذ الدولة اللبنانية بما يجعل هذا البلد موالياً للغرب وليس لايران او غيرها.

وإدعت مصادر سياسية اسرائيلية في حديثها للإعلام العبري بان اسرائيل تولي أهمية للحوار مع فرنسا في الملف اللبناني والايراني "نظرا للدور التاريخي لباريس في لبنان وللعلاقات الجيدة بين فرنسا وإيران".. مضيفة أن "هناك آذانا صاغية في باريس للموقف الاسرائيلي من الملفين".

وكان معهد دراسات "الأمن القومي" الإسرائيلي، أعرب عن اعتقاده في الاسبوع الماضي أن المطلوب من تل أبيب هو بلورة سياسة يمكن من خلالها الدعم موقتاً لمصلحتين مركزيتين لإسرائيل لا يزال من الممكن الدفع بهما قدماً: أولاً، المصلحة الأمنية في مواجهة تهديد حزب الله بالإضافة إلى المصلحة بوجود دولة مجاورة مستقرة موالية للغرب في الشمال.

بموازاة ذلك، لم يتوقف الضخ الاعلامي الاسرائيلي الذي يتحدث عن استعدادات تل ابيب للحرب ضد لبنان باعتباره أحد السيناريوهات لتداعي الدولة اللبنانية بغض النظر عن دقته من عدمه. وراح موقع "واللا" العبري إلى نشر تقرير عن استعدادات الجيش الإسرائيلي عبر التجنيد في وحدة عسكرية جديدة تسمى "رفائيم"، وهي الوحدة التي أقيمت في العام 2019، والهدف منها القتال البري، بمساعدة استخباراتية وجوية معا.

عند التعمق في هذا الخبر في الموقع المذكور عن الوحدة الإسرائيلية المشار إليها فإنه ليس جديداً، بل تم نشره في مواقع عبرية أخرى سابقاً.. لكن يبدو ان إعادة نشره من زاوية التجنيد في هذه الوحدة تحت عنوان "رفع الجاهزية"، يُراد به أن يوصل رسالة تحذيرية ومفادها "أن اسرائيل جاهزة أكثر للحرب المقبلة".

كما أن خبر موقع "واللا" لم يوضح جيداً بأن الهدف من إنشاء الوحدة هو معالجة خلل وقع في حرب 2006 وقد تمثل بوجود فجوة زمنية بين معلومات سلاح "الجو" الاسرائيلي والقوات على الميدان، وهي ثغرة زمنية عكسها سوء التواصل بين الطرفين، وقد استثمرها عناصر الحزب في تلك الحرب لالحاق ضربات موجعة بأهداف اسرائيلية. ولذلك انشأت اسرائيل وحدة عسكرية تمزج بين سلاح البر وكذلك الجو مع قدرات قتالية واستخبارية في آن، ما يتيح سرعة رصد واقتناص لـ"العدو".

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

بالفيديو.. حادث مروري "مأساوي" في جنوب إفريقيا يخلف 45 قتيلا

تجنيد "الحريديم".. معضلة شائكة تهدد حكومة نتنياهو

بالصورة... شاهدوا ما يجري قرب الحدود مع لبنان

محكمة العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل

مقرب من السنوار.. إسرائيل تعلن مقتل "مسؤول كبير" في حماس

نتنياهو يتراجع.. وفد إسرائيلي إلى واشنطن من أجل رفح

"الريجي" واصلت ضبط المنتجات التبغية المهرّبة والمزوّرة

بالفيديو: شجار كبير في مطار باريس