بقلم المحامي الياس سليم طعمه

من إنبثاق فجر الإستقلال في العام١٩٤٣ وحتى يومنا الحاضر وفي ظروف مغايرة وأوقات مختلفة كان لهذا البلد الحزين بائعي أحلام تناوبوا على قاطنيه فأستطاع كل بائع منهم أن يزرع في نفوسهم بأن مصلحتهم وقوتهم كمجموعات قبلية بالعداء أو التباعد عن سواهم من المجموعات الأخرى بحجة الحفاظ على وجودهم، وكان لهم صولات وجولات في بث الضغينة وروح التفرقة والتشرذم وأحيانا" كثيرة بين أفراد المجموعة نفسها، فتربعوا أمراء وحكام مبجلين لسنين طويلة، وكان من بينهم من هو أكثر تأثيرا" ليدغدغ مشاعر الجماهير الأبية بأحلام الوحدة العربية والعداء للغرب والإفرنجية، حتى تعاظم نجاح تجارة الأحلام وأصبح لها فروع طائفية ومذهبية بأشكال وألوان بهية، وتنتقل عبر الأيام من الأب إلى أفراد الأسرة الملكية ليحافظوا على الأمانة الذهبية، حتى أطل علينا من يدعي كسر الصمت وتغيير مسار الكرة الأرضية بمواقفه الشعبوية البطولية حتى أستطاع سحر عقول البشرية فلا إنتصارات نبوخذ نصر تقف أمامه ولا فتوحات صلاح الدين العربية أو حتى جحافل هتلر الإلمانية، فكانت له معاركه الكبرى الدونكيشوتية في سبيل تحرير المجرات الفلكية من براثن الكائنات الفضائية سطر فيها الملاحم الأسطورية ليتربع واحدا" أوحدا" على عرش مملكة تجار الأحلام اللبنانية.