لا خلاص للبنانيين إلا بتلقي اللقاح، الذي بات متوفراً للجميع ومن مختلف الأعمار، كما تقول مصادر وزارة الصحة لـ"المدن"، تعقيباً على إعلان وزير الصحة، حمد حسن، عن أن عدد الحالات، اليوم الثلاثاء، وصل إلى 1500 إصابة، معتبراً أن عدم الالتزام بالإجراءات الوقاية الرسمية نسف كل الهيكلية التي عملت عليها الوزارة خلال سنة ونصف السنة.

لا إجراءات تتعلق بإقفال البلد في الوقت الحالي، تؤكد المصادر، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بما تقرره لجنة كورونا الوزارية. أما بما يتعلق بوزارة الصحة فالإجراء الوحيد الذي يمكن أن تتخذه، فهو دعوة المواطنين للإقبال على التلقيح لأنه طريق الخلاص الوحيد. فقد تبين للوزارة أن الوفيات التي تحصل تقتصر على كبار السن، وغالباً بين من لم يتلق اللقاح. أما الذين يدخلون إلى المستشفيات فهم أيضاً بغالبيتهم العظمى من غير الملقحين. ما يعني أن اللقاح ينقذ حياة المواطنين.
وكشفت المصادر أن نسبة الإقبال على تلقي اللقاح ارتفعت في بعض المناطق أربعة أضعاف، وهي مناطق كانت تشهد تمنعاً كبيراً بين المواطنين لتلقي اللقاح. ومرد الأمر إلى انتشار متحور دلتا الذي أدى إلى ارتفاع الإصابات، وعودة الخوف من الجديد بين المواطنين.

قرارات قاسية
عدد الإصابات، حتى لو بقي على ارتفاعه، غير مهم بحد ذاته، خصوصاً أن الغالبية العظمى من المصابين هم من غير الملقحين، وبين الفئات الشابة. ومن يدخل المستشفيات هم من غير الملقحين. لكن مشكلة انتشار الوباء تتمثل في وصوله إلى فئات عمرية معرضة للمخاطر وما زالت مترددة في تلقي اللقاح.

إلى حد الساعة تعتبر المصادر أن عدد المرضى في المستشفيات ما زال ضمن إمكانيات الوزارة، لكن ارتفاع الإصابات سينعكس على ارتفاع عدد المرضى، وخصوصاً في غرف العناية الفائقة، في وقت لا إمكانيات مادية ولوجستية لمواجهة أي سيناريو مشابه لموجة تفشي الوباء سابقاً. حتى أن المستشفيات تعاني من انقطاع مادة المازوت، في وقت لا يوجد كهرباء الدولة. لذا فأن مسألة اللجوء إلى قرارات قاسية تتعلق بكيفية اتجاه هذا الأمر في الأسابيع المقبلة.

أرقام غير مسبوقة
وفي جديد المؤشرات الوبائية المقلقة، وتزامن دخول لبنان مرحلة التفشي بالمستوى الثالث، سجل يوم أمس 1502 إصابة جديدة، بينها 73 لوافدين من الخارج. وهو رقم قياسي منذ أكثر من شهرين، وفق التقرير اليومي لوزارة الصحة العامة، اليوم الثلاثاء في 27 تموز. وبات العدد التراكمي للوفيات 7891، والإصابات الكلية 554458، منذ بداية الأزمة في شباط العام 2020.

أما على مستوى الفحوص، فتم إجراء 24564 فحصاً، لكن نسبة الفحوص الموجبة التراكمية واصلت الارتفاع ووصلت إلى 5 في المئة. وكذلك ارتفعت نسبة الحدوث لكل 100 ألف شخص إلى 163.

وفيما لم يسجل القطاع الصحي أي إصابة بين العاملين، واصل عدد المرضى في المستشفيات ارتفاعه، مسجلاً 225 حالة، منها 94 في العناية المركزة، يحتاج 16 منهم لتنفس اصطناعي.

حملة التلقيح
على مستوى حملة التلقيح، نُفّذت يوم أمس نحو 37 ألف جرعة، فتلقى 8525 شخصاً الجرعة الأولى و27613 الجرعة الثانية. وبات العدد التراكمي للملقحين بالجرعة الأولى نحو مليون و176 ألف شخص، بنسبة وصلت إلى 24.7 في المئة من السكان، ونحو 827 ألف شخص بالجرعة الثانية، جعلت نسبتهم 17.3 في المئة.

تحذيرات أبيض
من جهته، لفت مدير عام مستشفى الحريري، فراس أبيض، إلى أن ستة أشخاص من العاملين في المستشفى أصيبوا هذا الشهر، أربعة منهم كانوا بين عاملين تم تطعيمهم بالكامل، وواحد فقط احتاج دخول المستشفى، وهو عامل أكبر سناً يعاني من أمراض مصاحبة.

وأضاف أنه على الرغم من أن اللقاحات تحمي بالفعل من عدوى كورونا الشديدة، إلا أن الأفراد الذين أخذوا اللقاح لا يزالون عرضة للإصابة بالمرض، وإن كان ذلك أقل احتمالية مما لو لم يتم تلقيحهم. كما يؤدي انخفاض احتمالية الإصابة بالعدوى إلى انخفاض احتمالية نقل العدوى إلى الآخرين، مثل المرضى.

وأوضح أن اللقاحات آمنة، وتميل الآثار الجانبية إلى أن تكون خفيفة. وحتى عندما تم الإبلاغ عن آثار جانبية خطيرة، فإنها ذلك يكون نادرًا.

تلقيح الصغار بالسن
بعد وصول كميات كبيرة من اللقاحات، أعلنت اللجنة التنفيذيّة للقاح عن بدء إرسال مواعيد للقاح "​فايزر​" لجميع الأشخاص الّذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عامًا (مواليد 1992- 2005)، والّذين تسجّلوا على المنصّة قبل 1 آذار، على أن يتمّ استكمال إرسال الرسائل خلال الأسبوع الحالي، وفق خطة ​وزارة الصحة العامة​".