بقلم المحامي حنا البيطار

في نداء ٍ الى المحامين المعترضين على قرار نقابة المحامين بالاضراب، والذين وجّهوا دعوة ً للاعتصام امام قصر العدل في بيروت، وجّه المحامي حنا البيطار الكتاب التالي :
ان بعض الزملاء اختار الإعلام مسرحا ً لتحرّكه والتعبير عن مواقفه في ما يتّصل بالمهنة والظروف الحرجة التي تمرّ بها وقد كان عليهم مراجعة نقابة المحامين وأخذ الاذن بالتحرّك وفقا ً لما ينصّ عليه القانون ،
وعليه، فلا بأس من التوجّه الى الزملاء عبر الإعلام ايضا ً ببعض اسئلة وتساؤلات تضجّ بها مجالس المحامين ومكاتب النقابة :

عن أي قضاءٍ تتحدثون ؟ واي قضاءٍ تلهجون به وتسعَون للمثول امامه، أهو القضاء الذي لم يحرّك اي من ملفات الفساد ام ذاك الذي يسكت عن جريمة ســرقة اموال المودعيـــن، أم ذاك القضاء الذي عَزَل القاضي صوّان وكفّ يده ويتحضّر لكفّ يد القاضي البيطار ؟؟؟

اين انتم والداعين للتجمّع امام قصر العدل، اينكم من الدعاوى والاخبارات التي قدّمها المحامون امام النيابات العامة التمييزية والمالية بحق مجرمي لبنان وناهبي امواله العامة والخاصة البالغة اكثر من ثلاثماية مليار دولار ؟؟؟

اين انتم والداعين زملائي الاحبة ، من مطالباتنا كمحامين وكنقابة محامين دول الاتحاد الاوروبي بفتح ملفات السياسيين الناهبين لاموالنــا المهرّبة الى الخارج والى المصارف الاوروبية بشكل خاص ؟؟ لماذا لا تعتصمون لهذه الغاية ، ولماذا لا تقفون معنا ومع النقابة من أجل تحقيق هذا الهدف الوطني الكبير ؟؟

اين الزملاء الداعين للتجمّع من مطالبة نقابة المحامين باستقلالية السلطة القضائية وتحرّرها من قبضة السياسيين ؟؟ وتفلتها من سطوة المنظومة السياسية المصرفية الفاسدة ؟؟
-2-

أينكم من مطالباتنا والنقابة باحترام وبتطبيق القانون المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة وبالاخص لناحية حماية المحامي من جَور السلطة وبطشها ؟ ولماذا تتقاعسون عن مطالبــــــة مجلس القضاء وسلطة الملاحقـــــة والنيابة العامة التمييزية باصـــدار بيان (موقف) التزام باحترام القوانين لناحية الادعاء على المحامين وملاحقتهم بأساليب قانونية مشروعة وليس بأساليب بوليسية ميليشياوية مذلّة ومعيبة .

هل تعلمون ان خطوتكم سوف تكون مَدخلا ً لانقسام " وتقسيم " نقابة المحامين، أُمّ النقابات، فتقدّمون أعظم خدمة للسلطة التي تسعى منذ زمن لتفكيك كل النقابات فنجحت الاّ في نقابة المحامين، نقابة الاحرار الشرفاء الشجعان الاقوياء . أنا اعرف ان ليس هذا هدفكم ومبتغاكم لكن النتيجة قد تكون على غير ما تتمنّون ، فانتبهوا ... أيها الاعزاء، ان التواصل مع النقيب ومجلس النقابة هو الطريق الافضل والأسلم والأرقى لتحقيق المطالب التي تهمّنا وتخصّنا كلنا وكل الناس وكل الوطن .