بلغت وقاحة النظام السوري مع اللبنانيين حدًّا لا يُطاق. ففور انتخابه مجددًا لرئاسة سوريا، اشتكى بشار الأسد لشعبه من ظلم لبنان واللبنانيين وبأنه يريد فعلًا إنماء سوريا... "بس ما خلّوه"!

لم يُرد بشار الأسد أن يُصارح شعبه بالحقيقة، بأنه هو من ساهم بتدمير عملتهم وإقتصاد بلدهم بالبراميل المتفجّرة، وأنه هو من هجّرهم الى اصقاع الدنيا! اختار بشار بدل أن يساعد اللبنانيين في محنتهم أن يُبرر فشله على حسابهم. ادعى بكل وقاحةٍ انه يريد من لبنان 40 الى 60 مليار دولار لينعش اقتصاد بلاده فيها، لكن هذه الودائع محتجزة في المصارف اللبنانية!


لكن مهلًا...

هل نسيت يا بشار الأسد أن تلك الودائع هي ليست املاكًا عامة بل خاصة لشعبك؟ هل نسيت أنها هُرّبت من سوريا بفعل الحرب وبفعل قصفك لشعبك؟ هل نسيت أن مسيرة سقوط إقتصادنا الصغير بدأت مع بدءِ الحرب في بلادك؟

لا يا سيادة الرئيس، لقد اخترت العنوان الخطأ! فإذا كنت تريد من لبنان 40 مليار دولار أو أكثر، وتمتلك من الوقاحة ما يكفي لتطالبنا بها، فإدفع ما عليك اولًا!

هل من الجيد تذكيرك بأن لبنان دفع باهظًا ثمن النزوح السوري، الأمر الذي كلفه 46.5 مليار دولار وفق وزارة المال، ما رأيك بأن تدفعها لنا اولًا؟

سنزيدك يا سيادة الرئيس من الشعر بيتًا، انت ضارب عالعالي كتير! ويؤسفنا القول ان ودائع السوريين غير المقيمين بلغت 7 مليارات فقط وليست 40 مليار دولار كما ادعيت!

بشار الأسد، الرئيس السيئ السمعة في لبنان، تناسى أن اللبنانيين اليوم مهددون بالجوع بسبب استباحته للبنان، وإصراره على التحكم بكل شاردةٍ وواردة ٍفيه، وبسبب اختياره لبلدنا مكانًا لتمرير رسائل المحور الذي ينتمي اليه وساحةً لتنفيذ الإغتيالات وإرسال هدايا المتفجرات!

حسنًا...

من سيدفع للبنان اعباء النزوح السوري، وثمن إغلاق مصالح مئات العائلات اللبنانية لهذا السبب؟
من سيدفع التعويضات المعنوية والمادية لذوي المخفيين قسراً والمحررين والمقتولين داخل السجون السورية والتي لا تُعوّض بمليارات الدولارات؟

من سيسدد فاتورة الإحتلال السوري للبنان أقله منذ عام 1990 حتى اليوم؟
من سيدفع ثمن تشويه صورة لبنان من خلال استخدام مرافئه في تهريب الكبتاغون؟
أين هي التعويضات المعنوية والمادية للمدن اللبنانية من الأشرفية وعين الرمانة إلى زحلة التي "فظّع" فيها الضباط السوريون؟
كيف ستُعوّض سوريا للبنان المليارات التي صُرفت على دعم البنزين والمازوت والمواد الغذائية وتمّ تهريبها إلى سوريا؟

بالمختصر المفيد، نطالبك يا سيادة الرئيس أن تردّ لنا أموالنا وتدفع التعويضات المتراكمة عليك قبل أن تتفوّه بما تفوّهت به!