خاص اللبنانية

حملت النتائج التي أفرزتها انتخابات نقابة المهندسين في المرحلتين انتصاراً أكيداً ولكن مبتوراً لإرادة التغيير وشكّل إدانة سياسية موصوفة للمنظومة الحاكمة بأحزابها وقواها الأساسية سياسياً ونقابياً من دون أن يعني ذلك حكماً تغييراً نحو أفضل ما يمكن، بل قفزة نحو مجهول غامض هرباً من معلوم هذه المنظومة المأساوي.

في قراءة البُعد السياسي لهذه الإنتخابات يمكن استنتاج أن المنظومة الحاكمة تلقت ضربة قاسية في عقر نقابتها التي لطالما كانت انعكاساً وتمثيلاً لقوى السلطة إذا استثنينا منها مجلس النقابة السابق برئاسة النقيب السابق جاد تابت الذي ينتمي إلى نفس المجموعة من المستقلين التي ينتمي إليها النقيب الجديد عارف ياسين، وبالتالي إنتصار "النقابة تنتفض" يأتي استكمالاً وتثبيتاً للتوجّه النقابي نفسه المستقل والمتحرر من هذه المنظومة.

أكبر الخاسرين سياسياً ونقابياً هما ثنائي المنظومة الذين شكلا واجهة السلطة خلال هذا العهد ونعني تيار المستقبل والتيار الوطني الحر الذين تقاسما حصة الأسد في مرحلة تناغمهما وخلفهما "حزب الله" الذي تجرّع مكرهاً وصول عارف ياسين الشيعي من خارج بيئته الحاضنة إلى منصب النقيب مع ما يعنيه ذلك من ارتخاء القبضة الحديدية للحزب.

القوات اللبنانية من ناحيتها تركت الحرية لمهندسيها في اختيار من يعترونه الأفضل نقابياً ولا يحتاج الأمر لكثير من التفكير لمعرفة أن من تخلى طوعاً عن جنّة السلطة سياسياً لن يمنحها بركته نقابياً.

أما محاولات بعض الأحزاب والشخصيات من أمثال الكتلة الوطنية والنواب المستقيلين بولا يعقوبيان، ميشال معوض وسامي الجميل في ركوب موجة انتصار "النقابة تنتفض" والترويج لأنفسهم كعامل حاسم في هذا الإنتصار فتأتي في غير محلها ومصادرة لدور غير موجود بل استئثار واستثمار لفوز لا علاقة لهم به يسترون به عوراتهم.