يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

نقابة المهندسين.. انتخاب بالعقل لا بالعاطفة

Wednesday, July 14, 2021 7:07:42 PM

بقلم الدكتور المهندس محمد أرناووط

لا تتحمل الطبقة السياسية الحاكمة لوحدها مسؤولية الانهيار الذي يعصف بلبنان، هناك فريقان أساسيان يشاركانها المسؤولية، الأول: خارجي ويتلخص في الغطاء الدولي الذي أمّنته دول إقليمية وأجنبية لهذه الطبقة منذ سنوات طويلة، والثاني: داخلي ويتعلق بالسلوك الانتخابي الذي مارسه كثير من اللبنانيين، وأنتج في النهاية تمديداً متواصلاً لهذه الطبقة منذ سنوات طويلة.
وإذا كنا لا نملك أي تأثير على قرارات الدول، فإن العكس هو الصحيح فيما يتعلق بالشأن الداخلي، وتحديداً في خلال المحطات الانتخابية بألوانها كافة.
كثير من اللبنانيين ينتخبون بالعاطفة وليس بالعقل، تتحكم في أصواتهم الاعتبارات العائلية أو الحزبية أو الطائفية أو المذهبية.. وأحياناً كثيرة الرشى الانتخابية...والشواهد أكثر من أن تحصى ولا تتسع هذه العجالة لذكرها، وهي شواهد معروفة للجميع..
هذا الانتخاب بالعاطفة يسري على كل انتخابات، نيابية أو بلدية أو نقابية.. ثم يشكو "المنتخب بالعاطفة" من سوء الحال والأحوال.
إذا لم يتغير هذا السلوك في الانتخابات النيابية القادمة، فلا يتوقع أحد أن يهزم الطبقة الحاكمة الفاسدة في لبنان.
وإذا لم يتغير هذا السلوك في أي انتخابات نقابية، فلا يتوقع أحد أن تستعيد النقابات دورها المُصادر لتنطلق الى عالم التطور.
الانتخابات النقابية تحدد الى حد كبير صورة الانتخابات النيابية القادمة، فغالبية اللبنانيين منتسبون الى نقابات مهنية وعمالية وجمعيات وأحزاب.... والقاعدة ثابتة "كما تكونوا يُولى عليكم"، لا تقبل دحضاً ولا تأويلاً مختلفاً.
لبنان كي ينهض من الانهيار ويتغلّب عليه، يحتاج الى كفاءات وقيادات ليس فقط في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وإنما أيضاً على مستوى مكونات المجتمع المدني العامة كالأحزاب والنقابات والجمعيات والنوادي، والخاصة كالشركات والمؤسسات... كفاءات تملك مواصفات النزاهة والشفافية والسيرة الحسنة، وتمتلك مقومات القيادة ورؤى الحلول والنهوض والتطور، وتبدع في الإدارة والمتابعة ومعالجة المشكلات.. وما أكثر الكفاءات في لبنان، لكن وصولها الى مكانها المناسب يتطلب سلوك طريق الانتخاب بالعقل لا بالعاطفة...في لبنان ما أكثر الشواهد على استباحة القاعدة الذهبية "الشخص المناسب في المكان المناسب"..
مجمل هذا الكلام ينطبق أيضاً على انتخابات نقابة المهندسين في بيروت المقررة في 18 تموز 2021، ومن هو أجدر من المهندس ليسلك طريق الانتخاب بالعقل لا بالعاطفة، ويشكل قدوة ونموذجاً للآخرين.
نقابة المهندسين في بيروت تحتاج إلى كفاءات وقيادات تستعيد دورها المهني والنقابي والوطني، وهي التي عانت كثيراً من نتائج الانتخاب بالعاطفة..
إنها دعوة من العقل، لكل الزملاء المهندسات والمهندسين، لانتخاب المرشح الذي يتمتع بالكفاءة والقيادة والنزاهة والرؤية والإدارة، وبكل أمانة ومسؤولية وبعد متابعة للمرشحين وتدقيق ببرامجهم وتمحيص بتاريخهم، بمساعدة فريق متخصص، وصلنا إلى خلاصة ان المهندس عبدو سكرية هو الشخص المناسب لمركز النقيب.
آن الأوان لانتخاب مرشح تحتاجه النقابة ولا يحتاج هو الى النقابة... عبدو سكرية في حال فاز بمركز النقيب سيشكل علامة فارقة في تاريخ النقابة، هو لا يحتاج الى النقابة كما ينظر اليها البعض، النقابة تحتاجه وتحتاج الى أمثاله كي ينتشلها من براثن الانهيار... اللهم إني بلّغت.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟