خاص اللبنانية

لا يدع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مناسبة منذ أكثر من عام إلا ويرفع التحدي في وجه الجميع بالدعوة لإعادة الأمانة للشعب من خلال انتخابات نيابية مبكرة يبدو أن "القوات" جاهزة لخوضها منذ اليوم التالي لإعلان نتائج انتخابات العام ٢٠١٨ والتي فاجأت قواتياً أكثر الدراسات والإحصاءات تفاؤلاً.

هل الثقة القواتية في مكانها، أم أن القوات غافلة عن كمائن منصوبة لها وبالتالي حسابات حقل معراب لن تطابق حسابات بيدر صناديق الإقتراع؟

أحد خبراء الإحصاءات كشف لموقعنا أن هناك نقاطاً عدة تصبّ في مصلحة القوات انتخابياً من دون أن يعني ذلك بالضرورة إمكانية الإفادة منها، وتوقّع الخبير تبدّل الخطاب السياسي باتجاه المنحى الطائفي وقد بدأت بشائره تطلّ من بوابة السجال الحكومي بعد أن فشل التيار الوطني الحر وقوى المعارضة في محاصرة النمو القواتي في البيئة المسيحية، كما في عدم انجراف "القوات" إلى رفع الشعارات الطائفية لتجييش الشارع من خلال طروحات تغيير النظام في وقت يمتلئ الشارع بصفوف اللبنانيين المنتظرين في طوابير لا تنتهي وهذه المأساة تعتبرها "القوات" هاجساً وأولوية على ما عداها توجب المعالجة اليوم، والمحاسبة غداً في صناديق الإقتراع.

في المحصلة، لا تخفي "القوات" اطمئنانها إلى ثقة اللبنانيين التي سيولونها إياها، ولكنها في المقابل ترفض القول أن هذا الإطمئنان هو دافعها للمطالبة بالإنتخابات التي يجب أن تحصل بعد أن وصلنا إلى حائط مسدود على مستوى العلاقة بين أطراف المنظومة الحاكمة الأمر الذي انعكس شللاً غير قادر على تأمين صفيحة بنزين وعلبة حليب وحبة الدواء، وغداً سنفقد رغيف الخبز، ومن لديه حلاً آخر فليفعل أو فليرحل.