يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

لودريان يلتقي "القوى السياسية البديلة": لن أجتمع بالكذّابين

Thursday, May 6, 2021 9:49:59 PM


للمرة الأولى تعير فرنسا اهتماماً خاصاً بالمجموعات السياسية المعارضة، التي برزت خلال انتفاضة 17 تشرين، مخصصة لها لقاء مع وزير الخارجية جان إيف لودريان، الذي زار لبنان، اليوم الخميس في 6 أيار، رافضاً الالتقاء بالقوى السياسية، مفضلاً التشاور والبحث مع المجموعات الناشطة في 17 تشرين. وكان لودريان غرّد عشية الزيارة قائلاً: "سأكون في لبنان يوم غد موجّهًا رسالة شديدة اللهجة إلى المسؤولين السياسيين، ورسالة تعبّر عن تضامننا التام مع اللبنانيين. سنتعامل بحزم مع الذين يعطّلون تشكيل الحكومة، ولقد اتّخذنا تدابير وطنية، وهذه ليست سوى البداية".

القوى البديلة
وسبق هذه الزيارة تحضيرات للسفارة الفرنسية في بيروت التي رتبت لقاءً له مع مجموعات ناشطة. ولدى استفسار المجموعات عما إذا كان هذا اللقاء مخصصاً للقاء مع "المجتمع المدني" أُبلغوا أنه سيكون محصوراً بـ"القوى السياسية البديلة" في لبنان، للوقوف عند رأيها وقراءتها للواقع الحالي للبنان ورؤيتها للحل. 

ورغم أن لجوء لودريان إلى هذا الخيار أتى بعد فشل المبادرة الفرنسية، وعدم إعارة القوى السياسية أي اعتبار لها، اعتبرت مجموعات عدة أن هذه الدعوة مؤشر يدل على تبدل في السياسة الخارجية الفرنسية. ففي السابق، كانت الدعوات للقاء المسؤولين الفرنسيين تقتصر على مجرد الوقوف عند رأي "المجتمع المدني". لكن هذه المرة تعترف فرنسا بوجود قوى سياسية بديلة في لبنان عن أحزاب السلطة. 

حكومة مستقلة
ولبت مجموعات حزب تقدم، وبيروت مدينتي، وتحالف وطني، ومنتشرين، وعامية 17 تشرين، ومسيرة وطن، والكتلة الوطنية، وحزب الكتائب، ورئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، والنائب المستقيل نعمة افرام، الدعوة. 

ووفق مصادر المشاركين، كان الضيف الفرنسي مستمعاً وملماً عن كثب بالملف اللبناني. وأبلغهم أنه لن يلتقي بأي أولئك الستة الكذّابين الذين لا يحترمون أقوالهم ولا تعهداتهم (أي الزعماء السياسيين في لبنان). لذا، قصر لقاءته على رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي وكان واضحاً معهما، أن الحكومة الجديدة يجب أن تكون مستقلة. وطالبت المجموعات أن تكون من خارج التوازنات التي انتجتها الانتخابات النيابية في العام 2018.

وأكد لودريان أن لبنان لن يتلقى أي مساعدات قبل تشكيل حكومة، مشدداً على أنها لن تكون من القوى السياسية الحالية. وقال لهم إن لبنان ليس على طاولة أي بلد في العالم، ولا يوجد أحد يكترث إليه إلا فرنسا، وأنه متخوف من أن تكون وتيرة الانهيار أسرع بكثير من وتيرة إيجاد حل سياسي في لبنان.

أما المجموعات فأكدت بشكل أساسي على مطلب إجراء الانتخابات بموعدها لأنها المدخل للإنقاذ. وطالبت بتعديل المبادرة الفرنسية والأخذ بالاعتبار أن السلطة السياسية مجرمة وفاسدة وتعيد إنتاج نفسها، ويجب عدم الخضوع للابتزاز الذي تقوم به. وطالبت بتشكيل حكومة إنتقاليّة فوراً، وإعادة إجراء تحقيقات محايدة في انفجار 4 آب.

وحدة المعارضة
وسأل لودريان عن وحدة المعارضة وإمكانية توحيدها عملياً في الانتخابات، مشدداً على عدم تضييع الوقت في مطلب تغيير قانون الانتخابات. وكانت آراء المجموعات أنه يمكن توحيد المعارضة لأن كل المجموعات، حتى تلك التي لم تلب الدعوة، تشعر بالمسؤولية.

وأكد لودريان أنه لمس تبدلاً في لبنان بخصوص قوى المعارضة. فوفقه، المعارضة حالياً تعمل أفضل من السابق، خصوصاً بعد بدء تشكيل جبهات سياسية. لذا، دعا المعارضة إلى توحيد صفوفها والضغط من أجل تشكيل حكومة مستقلة. فـ"المعركة معركتكم، ولا يمكن لأي أحد أن يخوضها عنكم".  

رفض تلبية الدعوة
وكانت السفارة تواصلت مع نحو 14 مجموعة سياسية. وشملت مجموعات مثل لحقي والمرصد الشعبي لمحاربة الفساد ومجموعات شبابية والتنظيم الشعبي الناصري ومواطنون ومواطنات في دولة، لكنها رفضت المشاركة. وفيما حسمت المجموعات المشاركة موقفها يوم أمس، أجرت مجموعات أخرى نقاشات داخلية امتدت لأكثر من 24 ساعة من دون حسم قرار المشاركة. وشهدت بعض النقاشات خلافات حادة بين الراغب بالمشاركة لعرض مواقف المجموعة، والرفض القاطع لها. ووصلت حدة الرفض في تبرير عدم المشاركة بأن فرنسا دولة استعمارية أو لأنها تزود السلطة اللبنانية بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي الذي استخدم في التظاهرات وأدى إلى عشرات الجرحى بإصابات بليغة. 

وإذ أبدى البعض عن عدم تمنعه من المشاركة، عاد وعدلّ رأيه بسبب جلوس حزب الكتائب معهم على الطاولة نفسها! كما أن البعض خاف من "النميمة" التي قد تثيرها مجموعات أخرى، لم يتم دعوتها، أو "تعييرهم" بلقاء وزير خارجية دولة أجنبية، والذي يعني عدم "الممانعة" بلقاءات أخرى قد يطلبها وزراء خارجية دول أخرى.
وهذا لا يبشّر كثيراً بقرب التخلص من "المراهقة السياسية" التي تميّز تلك المجموعات والأحزاب. 
   

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

أهالي محتجزون في قبرص يطالبون بمعرفة مصيرهم وإعادتهم

وزير الدفاع يهاجم الياس المر: ينضبّ… ولو بيسكت أشرفلو

بعد زيارتهم لسكاف... وعدٌ من فياض لأهالي زحلة!

"أمل" تُطالب بتصحيح معيار مقاربة الامتحانات الرسمية في الجنوب

وزير الثقافة يبحث مع السفير التونسي مشاركة بلاده ضمن فعالية طرابلس

توقيف مواطنَين ودهم منازل... سلسلة عمليات للجيش!

باسيل: إذا صدقت النوايا يكون لنا رئيس للجمهورية

رجل أمن في مستشفى البقاع ضحية حادث سير مروع!