بقلم المحامي ناضر كسبار

        المعروف عن الاستاذ مطانيوس عيد انه يتحلى بروح النكتة الدائمة. وبعد كتابتي عشرات الطرائف عنه ترشح لمركز نقيب المحامين مما حدا بالمحامي ميشال سمعان للقول:

-       "لقد كتب الاستاذ ناضر عشرات الطرائف عن الاستاذ مطانيوس عيد الذي تصدرت صوره صفحات جريدة الديار املا في كسب وده لانتخاب قريبه النقيب الشيخ ميشال خطار الا ان الاستاذ مطانيوس ترشح لهذا المنصب"..ويضيف الاستاذ سمعان:

-       لقد ضرب الاستاذ ناضر حجرا في الجوزة فوقع على رأسه.

* * *

دور القضاء

        القاضي السابق المحامي المرحوم سليم العازار كان من اجرأ المسؤولين واشجعهم. فهو يتكلم بحرية وبقناعة في اي موضوع يتطرق اليه.

        كتب مرة مقالة حول دور القضاء في مكافحة الفساد ومما جاء فيها:

        فأين نحن من العدل الذي يقال عنه انه اساس الملك؟

        أين نحن من عدل الخليفة عمر بن الخطاب الذي يروي عنه ان امرأة يهودية جاءته يوما شاكية اليه ابنه الاصغر، قائلة انه اغتصبها فأنتفض عمر وقال لها:

        اصدقيني يا امرأة، ان الامر لخطير، فاكدته له مصرة عليه، فاستدعى عمر ابنه واستجوبه، فاعترف. فأمر عمر ان يجلد ابنه سبعين سوطا.

        واخذ الجلاد بجلده، وكان يضربه ضربات خفيفة. فانتهره عمر وقال له: اعد الضربات، واضرب من اعلى ابطك. فامتثل الجلاد.

        وفي الجلدة السابعة والستين، طلب ابن عمر ماء، فلم يعط. واما الجلدة السبعون، فلقد انطلقت وانطلقت معها روحه فبكاه عمر ودفع ديته لامه.

        بهذا العدل، وبهذه الاستقامة، وبهذه الطهارة، انتشر العرب في مطلع حكمهم من مشارق الدنيا الى مغاربها، ولما افلتت عندهم هذه القيم، افلت معها دولهم.

* * *

الخبرة

    كتب المحامي الدكتور هيثم عزو ما يأتي:

 محرك سفينة عملاقة لم يتمكن احد من اصلاحها، لذا استاجروا مهندساً ميكانيياً لديه خبرة تزيد عن 40 سنة. قام بتفتيش المحرك بحذر شديد من اعلى الى اسفل. بعد ان رأى كل شي المهندس قام بتنزيل الحقيبة وسحب مطرقة صغيرة. ضرب النقاط الاستراتيجية برفق. قريبا، عاد المحرك للعمل مجددا. تم اصلاح المحرك! بعد 7 ايام ذكر المهندس ان تكلفة اصلاح السفينة العملاقة كانت 20.000 دولارا للمقاول. ماذا قال المالك" انت لم تفعل اي شي تقريبا "اعطنا حساباً مفصلاً" الاجابة بسيطة: اضرب بمطرقة: 2 دولاراً اميركياً اعرف اين تضرب وكم تضرب: 19,998 دولاراً اميركياً اهمية تقدير المعرفة والخبرة نفسها...لانها نتائج القتال والتجارب وحتى الدموع. اذا قمت بعمل خلال 30 دقيقة، فذلك لانني قضيت به في 30 دقيقة. انت تدين لي بالسنوات وليس بالدقائق....

* **

وهرة الحاكم

    كتب القاضي الصديق نبيل صاري، إبن طرابلس الفيحاء ما يأتي:

كنت محامياً في نقابة المحامين بطرابلس واعتز انني توصلت ان اكون عضواً في مجلس نقابتها واميناً للصندوق قبل دخولي الى القضاء.

وفي صيف 1982 بناء لطلب موكل قصدت موظفاً في مالية طرابلس آنذاك وطلبت براءة ذمة واجابني هذا الاخير انها تستغرق لانجازها ستة اشهر فأستعجلته ولو اضطر ان يعمل خارج الدوام مع رفاق له.

        وانتخب الراحل الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية والقى خطاباً شهيراً هدد به كل من يرشي او يأخذ مبلغ اكرامية بالويل والثبور.

        وبعد ايام تلقيت الاتصال من الموظف ان المعاملة انجرت فذهبت اليه ومعي المبلغ وضعته في كيس لانه آنذاك كانت الاوراق النقدية من قطع صغيرة والمبلغ المطلوب يشتري نصف مكتب عقاري تقريباً.

        وسلمني المعاملة وعندما حاولت  تسليمه كيس النقود قبلني في وجهي بشدة قائلاً:

        ولو نحن في خدمتكم وخدمة المواطنين.

        وانكر طلبه اي مبلغ فأعتذرت منه لسوء الفهم وسكرته وسلمت الموكل المعاملة المنجزة مع المبلغ الذي لم يأخذه الموظف.

        وبعد اسبوع اغتيل الرئيس الراحل بشير الجميل ولعلع الرصاص ليلا في طرابلس ونزلت في الصباح الباكر الى المكتب لإغلاق الغاز والكهرباء خوفاً من اي حريق او توتر امني.

        وكانت الساعة الثامنة صباحاً عندما صعدت الى مكتبي في الطابق الاول وفوجئت بوجود الموظف الامين بأنتظاري على الباب.

        ورحبت به وسألته عما يريد بعد عمله المجيد، وصدمني جوابه ان لي بذمتك مبلغ الفي ليرة لبنانية ساعات اضافية. وعندما ذكرته بموقفه بالرفض وانني اعدت المبلغ الى الموكل صرخ وقال:

        انا كنت مضطراً خوفاً من المساءلة فلماذا لم تأخذ انت ايها المحامي المبلغ وتقول لموكلك انك اعطيتني إياه...

ياذوي الشأن

        الموضوع ليس بحاجة لمجلس الامن ورامبو لمكافحة الفساد.

    أعطوا المثال الصالح والقدوة الحسنة والمساواة وارفعوا ايديكم عن هيئات الرقابة والمحاسبة وسترون ان الامور ستنتظم لوحدها بدون بواخر او طائرات وغواصات.