يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

لم يتحملهما الحريري الأب ولا الحريري الإبن.. نهاد المشنوق ورضوان السيد: الوشايات تودي باصحابها

Thursday, April 29, 2021 10:46:01 AM

خاص "اللبنانية"
       
نهاد المشنوق ورضوان السيد، ثنائي نما على ضفاف سلطة الرئيس الراحل رفيق الحريري، الاول قرّبه صديقه السفير جوني عبده الى الحريري، والثاني قرّبه رئيس "مؤسسة الحريري" يومذاك المهندس الفضل علي شلق والذي كان يعمل في شركة "سعودي اوجيه"..

المشنوق عينه الحريري مستشارا اعلاميا وسياسيا له، فيما ضم السيد الى جوقة كتبة خطاباته وتحضير الافكار لاطلالاته الاعلامية. ومنذ ذلك الحين نمت في نفس كل منهما طموحات الوصول الى السلطة نيابة ووزارة، فرئاسة حكومة اذا تسنى لهما ذلك. ودعما لطموحاتهما عمل كل على طريقته على ابعاد هذا او ذاك عن الحريري خصوصا من كان يمكن ان يختارهم لهذا المنصب او ذاك، مستعينين بمشغليهما للتأثير عليه لهذه الغاية. الامر الذي ولد مع الايام انقساما في صفوف الفريق الاستشاري للحريري، وهو انقسام استغله الاخير لتطويع المستشارين على طريقة "فرّق تسُد" فينفذ كل منهم له ما يريد ومهما كان من دون نقاش او تلكؤ على قاعدة "أمرك يا معلم".

المشنوق ومع الايام جمع مالاً وعدده نتيجة قربه من الحريري الاب، وبلغ الذروة في ذلك لاحقا بعد توليه وزارة الداخلية في حكومتي سعد الحريري وتمام سلام، علما ان المشنوق الذي عانى عزلة كبيرة منذ ان عزله الحريري الاب من منصبه في اواخر حكوماته، لم يترك صديقا في لبنان والخارج الا وطلب منه التدخل لاعادة وصل ما انقطع بينه وبين آل الحريري الى ان رضي سعد الحريري عنه وضمه الى مستشاريه ثم الى كتلة نواب "المستقبل" الى ان وقعت القطيعة بينهما اثر اكتشاف الحريري انه يسعى من خلال علاقاته العربية  الى دعم سعودي وخليجي ومصري يزكي وصوله الى رئاسة الحكومة، وذلك خلال غياب الحريري القسري عن لبنان طوال ايام حكومتي نجيب ميقاتي وتمام سلام، اي من خريف 2010 الى خريف 2016 حيث حصلت التسوية الرئاسية الشهيرة التي ادت الى عودته الى رئاسة الحكومة وانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

عندما تولى المشنوق وزارة الداخلية ممهدا لذلك بحملات شعواء شنها على حزب الله بالتعاون مع نجله صالح (فرخ البط العوام) تعاظم طموحه للوصول الى رئاسة الحكومة، اذ ساوره اعتقاد ان هذه الوزارة ستكون تأشيرة دخوله الى السراي الحكومي، ولذلك صال وجال في السياسة جاعلا من فسه صقرا من صقور تيار "المستقبل" في مواجهة خصومه وعلى رأسهم حزب الله والنظام السوري وايران محاكيا بذلك الموقف السعودي المواجه لهذا "الثلاثي" الممانع. وقد وصل الامر بالمشنوق الى ان يصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بـ"المرشد الاعلى للسلاح" فيما كانت اتصالاته السرية بالحزب ناشطة على قدم وساق مسوقا نفسه مداورة لرئاسة الحكومة الى درجة اته كان يسابق في هذه الاتصالات يومها وزير العدل السابق اشرف ريفي، حيث تلقى الحزب في بعض المراحل طلباً متشابهما منهما يستبطن رغبة كل منهما الوصول الى رئاسة الحكومة، ويقضي برفع مستوى التواصل معهما من المستوى الامني، اي من مستوى "مسؤول الارتباط والتنسيق" في الحزب الحاج وفيق صفا، الى المستوى السياسي، اي الحاج حسين خليل المعاون السياسي للسيد نصرالله، فجاءهما الرد في حينه ان "الافضل ابقاء العلاقة في اطار التنسيق الامني فقط"، ومنذ ذلك الحين تقوم قيامة المشنوق وريفي على "الحزب" ولم تقعد بعد وفي مضمونها رسائل الى دول الخليج ولا سيما منها السعودية مفادها انهما اذا وصلا الى رئاسة الحكومة يستطيعا النجاح حيث فشل سعد الحريري في مواجهة حزب الله وسوريا وايران على الساحة اللبنانية.

في عضون ذلك، فإن المشنوق لا يتوانى عن السعي الى تشويه اي مرشح لرئاسة الحكومة غير مراع لصداقة او لمبدأ، فالغاية عنده تبرر الوسيلة، ولذلك دب النزاع بينه وبين الحريري منذ ما قبل انتخابات 2018 حيث ان الحريري عمل على اسقاطه في هذه الانتخابات للخلاص من مشاغباته السياسية عليه لدى السعوديين، وخصوصا لدى ولي العهد ووزير الداخلية السابق محمد بن نايف، ولكنه فشل لان المشنوق وانطلاقا من موقعه كوزير للداخلية كون ماكينة انتخابية خاصة به بمعزل عن ماكينة "المستقبل" وتمكنت من "عمل اللازم" الذي مكنه من الفوز، ولكنه لم يقدر على اسقاط النائب فؤاد مخزومي الذي كان يشكل التهديد المباشر له في تلك الانتخابات. فالمشنوق خدم مصالحه الخاصة في وزارة الداخلية سعيا الى رئاسة الحكومة ولم يخدم اهل بيروت الذين لم يخذلوا مخزومي في المقابل، ولذلك لم يتمكن من هزيمته رغم ما شاب الانتخابات من تزوير مفتعل تبين انه ادى الى فوز بعض من قاموا به ولم ينل من خصومهم.

والآن يدور الخلاف على اشده بين المشنوق والحريري الذي كان طرده من كتلة "المستقبل"، وكذلك طرد الدكتور رضوان السيد من حلقة اصدقائه ومستشاريه المعلنيين والمستترين، وذلك بعدما اكتشف حجم وشاياتهما عليه لدى دول الخليج، وفي ضوء تعثره المستمر في تأليف الحكومة شعر الحريري ان المشنوق وكل الجوقة التي ينتمي اليها يعمل هنا وهناك على تقديم نفسه البديل له من دون ان ينسى "لازمة" شتم حزب الله وايران والنظام السوري امام اعين دول الخليج والاميركيين وغيرهم ممن ينتمي الى المحور المواجه لـ"محور الممانعة". ولذلك الحرب شعواء الان بين الحريري والمشنوق الذي جند عشرات الصحافيين للكتابة ضده.

اما "مولانا" رضوان السيد فيكتب ايضا مقالات و يبدو انه أُسقط من يده ان يكون نائبا ثم وزيرا رغم "خدماته الجليلة" لـ"المستقبل" فقد تحول نمًاماً لدى بعد عواصم دول الخليج ضد كل ادمي يمكن ان تكون له فرصة الوصول الى رئاسة الحكومة او الى وزارة، وذلك وفق مقولة "إن لم تكن لي لن أقبل أن تكون لغيري ومن بعدي الطوفان"..

وقصة "مولانا" هي انه في يوم من الايام وفي ظل تولي الشيخ محمد رشيد قباني منصب القائم مقام مفتي الجمهورية  بعد اغتيال المفتي الشسخ حسن خالد، خطر للحريري ان يدفع بالسيد الى موقع مفتي الجمهورية كونه من مستشاريه ومن متخرجي الازهر الشريف وهو استاذ جامعي يدرس الاسلاميات، ولكن  الحريري واصدقاؤه عندما فاتحوه بالامر لم يقبل مؤكدا لهم "إني اريد ان اعيش ملذات الدنيا دعوني من ذلك"، وذلك لان منصب المفتي يمنعه من ذلك ويفرض عليه طقوسا صارمة امام المجتمع.

وقد جاء الى الحريري يومها من يقول له: "ويحك ماذا انت بفاعل، ان من ترشحه لمركز مفتي الجمهورية ليس اهلا لذلك بكل المعايير المطلوبة لهذا المنصب". فكان ان طوى الحريري هذا الامر لتبقى لرضوان صفة "مولانا" التي ما زال يناديه بها عارفوه حتى اليوم..

ومولانا "جلال الدين السيد" الذي يبطن طموحه الوزاري الذي لم يلبه له الرئيس فؤاد السنيورة يوم عمل مستشاره طوال ايام حكومته، لم يلبه الحريري له ايضا، خصوصا بعدما علم الحريري يوما انه والنائب السابق فارس سعيد هما اول من اوغر صدر القيادة السعودية ضده حيث اوشيا به بأنه "منصاع" لارادة الرئيس ميشال عون وحزب الله. وعلى قاعدة "كل ذي عاهة جبّار" يكره السيد الجميع ويعتبر نفسه الوحيد النخبوي الذي يدرك ما وراء الاكمة، وها هو يلعب الان اللعبة نفسها لدى الجانب السعودي ضد كل طامح او من له فرصة الوصول الى السراي الحكومي، عبر لصق تهمة الصداقة او "الارتماء" في حضني عون او رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل..

ربما "السيد" كالمشنوق، يعتقد ان حرق المرشحين لرئاسة الحكومة سيحمله اليها، ولكنه نسي ان المسافة بينه وبينها هي كالمسافة بين الارض والسماء، أولا لأن ليس له الكاريزما المطلوبة ولا القماشة  اللازمة رغم دراساته في الشؤون الاسلامية والسياسية المنحازة التي تلغي الآخر دوما، وثانيا ان من يمتهن الوشاية على هذا وذاك من الناس لا يصح ان يكون رئيسا ولا يكون ذي حظوة او احترام لدى من يوشي لهم، وعند تغيير الدول عادة ما يتم التخلص من الواشين بحق ابناء بلدهم...

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!