بقلم المحامي ناضر كسبار



        على اثر صدور كتاب القضاة والمحامون...مواقف وطرائف

 كتب المحامي الدكتور منيف حمدان ما يأتي:

هنيئاً لكل الحضاريين.

        القضاة والمحامون فريقان من الفرسان العلماء لا يتزاحمان الا على قلب ربة العدالة تيميس، ولا يستعملان من السلاح الا سرعة الخاطر والكلمة الحلوة والنكتة اللاذعة والموقف – القرار، ولا يحتكمان الا الى زميل من عيار الزميل ناضر كسبار لانه فارس مثلهم، وابن بجدتها مثلهم، ومجرب في الكر والفر مثلهم، وقادر على ربط الزمان من قرنيه، وعلى فك طلاسم عبوسه، وتحويل مراراته الى شهد، وكبواته الى استشراق، وقنوطه الى أمل وثاب، عبر كتابه "القضاة والمحامون...مواقف وطرائف".

        فهنيئاً لكل الحضاريين بالزميل المؤلف ناضر كسبار ومولوده الثقافي الجدي

* * *

الهجرة من البيوت الى الابيات

        في اسبوع الاخطل الصغير الذي اقيم في الاونيسكو بحضور مئات الشخصيات السياسية والفكرية اللبنانية والعربية برعاية مؤسسة عبد العزيز البابطين للابداع الشعري، وقف المحامي جوزيف الاخطل الخوري وقال موجها كلامه الى صاحب المؤسسة الذي يملك ثروة طائلة وعدة منازل في السعودية وبقية دول العالم.

        يا ابا سعود، عجيب امرك والله. لقد هاجرت من البيوت الى الابيات.

        هجرت بيوتا لك منتشرة هنا وهناك لتقيم في بيت من الشعر، سقفه خيال، ارضه جمال، اما ثرياته فعناقيد القوافي.

ويضيف المحامي الخوري:

        ...النثر المتانق، ايها الشعراء، كأني به يطمح الى ان يصير شعرا لا تخذلوه ايها الشعراء رأفة بطموحه.

ويختم متوجها الى والده الاخطل الصغير:

        "...ابي، عرج على اطفال فلسطين

        قل لهم ان الحجارة التي بها ترشقون

        سوف تبني لكم غدا منازل فيها تقيمون".

* * *

تحية لتاء التأنيث

يقول الشاعر احمد شوقى مبيناً انحياز اللغة العربية الى تاء التأنيث الحرف بمحدوديته ذكر واللغة بشمولها انثى.

والسجن بضيق مساحته ذكر، والحرية بفضائها أنثى، والبرد بلسعته ذكر، والحرارة بدفئها أنثى، والجهل بكل خيباته ذكر، والمعرفة بعمقها أنثى، والفقر بكل معاناته ذكر، والرفاهية بدلالها أنثى، والجحيم بناره ذكر، والجنة بنعيمها أنثى، والظلم بوحشيته ذكر، والعدالة بميزاتها أنثى، والتخلف برجعيته ذكر، والحضارة برقيها أنثى، والمرض بذله ذكر، والصحة بعافيتها أنثى، والموت بحقيقته ذكر، والحياة بألوانها أنثى.

أجمل تحية لتاء التأنيث للام والجدة والزوجة والاخت والبنت والعمة.

* *  *

خذوا درهمين

         المحامي الالمعي مطانيوس عيد في حركة دائمة ويستقبل الجميع بروح مرحة. زرناه مرة وما ان جلسنا في "جنينته" الشهيرة التي تضم دائما عشرات الاصدقاء حتى بدأ الاستاذ مطانيوس كعادته بإخبارنا عن آخر المستجدات. فهو لا يستطيع الا ان يتكلم بغزارة وضحكات الموجودين تتصاعد من هنا وهناك. وعندما قال له احدهم بأنه معجب بنشاطه وروحه المرحة لانه يتكلم دائما اجابه قائلا:

-       ايام زمان قالو لجحا: خذ درهما واسكت. فأجابهم خذوا درهمين ودعوني اتكلم.

* * *

بين الحصان والحمار

    يقول النائب السابق المحامي اوغست باخوس انه قرأ عبارة جميلة جدا وردت في كتاب الاديب سعيد تقي الدين وهي:

    "اكل الحمار في معلف الحصان...فاستطاب ولكنه نهق ولم يصهل".

* **

التابعي الزحفطون

ومن اجمل ما قرأت للاديب سعيد تقي الدين:

"مهما جهد الشريف ان يقصر دربه على الطريق القويم، فلا بد ان يعلق شيء من غبار على حذائه. وها انا انقض عن حذائي هذا التابعي الزحفطون.

* * *

فيلم اميركي طويل

        كان احد الزملاء المحامي  يترافع امام محكمة جنايات القتل في بيروت في فصل الصيف والحر في الخارج والداخل شديد عندما اطال في مرافعته التي بقيت اكثر من ساعة ونصف حيث بدأ العرق يتصبب من الجميع. وعندما وصل في مرافعته الى مقطع يقول فيه:

-       سيدي الرئيس حضرت البارحة فيلماً اميركياً، قاطعه رئيس المحكمة السيد حسن قواص مبتسماً وقال له:

-       اشنالله ما يكون طويل يا استاذ.