يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

سامي شريف - كيف يصبح الوزن المثالي تحصيل حاصل وليس غاية بذاته؟ عالج جذور المشكلة بدل مؤشراتها

Saturday, April 10, 2021 10:19:10 AM

بقلم - سامي شريف


(هذا المقال الصغير والملخص هو رأي وليس تحليل علمي. هو رأي مبني على تجربة عملية. ولكونه رأيا، يحق للقارئ تقبله أو رفض محتواه جزئيا أو كليا).

قلما تقابل شخصا لم يهتم في مرحلة ما بتخفيف وزنه، وأنا منهم. فلقد أصبح الوزن المثالي مسوقا له كقرين للنجاح والتأثير والتقبل الإجتماعي. هو الوسيلة المخفية لإغراء وجذب الجنس الآخر. لقد أصبح تخفيف الوزن غاية.

ولكونه غاية، كثرت الوسائل التجارية المطروحة لتحقيقه. وعلى اختلاف تلك الوسائل، فهي تشترك بهدف واحد وهو الربح. فشركات خدمات الريجيم بلغ حجم مبيعاتها السنوي في الولايات المتحدة فقط ٧١ مليار دولار.

الوسائل متعددة. فمنها الجراحي كعمليات شفط الدهون أو تكميم المعدة. ومنها بيع العقاقير أو بيع المنتجات الغذائية. ومنها بيع خدمات استشارية لتخفيف الوزن. ووصل البعض الى تجويع نفسه وتعريض نفسه لخطر الموت من مرض anorexia كوسيلة لتحقيق غاية تخفيف الوزن.

والغريب في الأمر أنه رغم وجود الرغبة عند الناس في تحقيق غايتهم، فإن أكثر من ٩٥% منهم فشل في تحقيق الغاية ألا وهي تخفيف الوزن. وحتى من نجح في تحقيق غايته، استعاد الوزن الذي فقده وأكثر.

أين هي المشكلة؟؟؟

المشكلة أننا ركزنا على النقطة الخطأ. فزيادة الوزن (أو السمنة) ليست هي المشكلة بحد ذاتها، لأن السمنة هي من عوارض مشاكل جسيمة صحية أخرى. وبالتالي، يجب أن يكون شغفنا منصب نحو صحتنا وليس نحن شكلنا الخارجي. فالجسم الصحي سيكون له حتما أثره الإيجابي على شكلنا الخارجي.

لا شك أن هناك أسباب مرضية تؤدي إلى السمنة وأذكر على سبيل المثال لا الحصر أمراض الغدة الدرقية. فعلاج السمنة في هذه الحالة هو بمعالجة الغدة الدرقية نفسها وليس العمليات الجراحية والعقاقير.
أما الحالات غير المرضية فتعالج باتباع نظام غذائي صحي. ولكن ليس من أجل تخفيف الوزن وإنما من أجل معالجة المشاكل الصحية الناجمة عن سوء التغذية مثل سكر الدم. ففي كثير من الحالات تكون السمنة دليل على احتمال وجود مشكلة السكر في الدم. فلو حاولنا تخفيف الوزن بتقليل السعرات الحرارية فقط، فقد ننجح في تخفيف الوزن ولكن قد نفاقم مشكلة سكر الدم الخطيرة ونحن غير مدركين للأمر.
باختصار شديد، لو كنت تعاني من السمنة دون سبب وجيه كمرض الغدة الدرقية، وإن أردت أن تنعم برشاقة وحيوية، لا تلجأ إلى الحمية بغاية تخفيف الوزن، ولا تلجأ لأي من العمليات الجراحية والعقاقير ولا تجوع نفسك وتعرضها لمرض anorexia، بل الجأ إلى نظام غذائي يعالج الأمراض المزمنة مثل سكر الدم والكولسترول والشحوم الثلاثية ومارس شيء من الرياضة لتقوية عضلات جسمك وسترى أن تخفيف وزنك سيكون المحصلة الطبيعية. واعلم أن الحمية من أجل تخفيف الوزن صعبة وشاقة ولن تنجح إلا لوقت قصير. أما النظام الغذائي الصحي فليس فيه حرمان بل حب واحترام لذاتك ولصحتك ومكافأته الوزن السليم.


هذا الكلام هو نتيجة تجربة عملية ونظرة شخصية لعلاج أمراض مزمنة عانيت منها وعالجتها عن طريق اتباع غذاء سليم يهدف إلى العيش دون الإعتماد على الأدوية. وكانت النتيجة أنني لم أعد بحاجة للأدوية. بالإضافة إلى أنني فقدت الوزن الزائد كتحصيل حاصل دون أن أسعى لذلك.
عالج جذور المشكلة وليس مؤشراتها.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟