يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

"وزير بلاطه" قدم له "التبرير العجائبي" والفاسدون تتكشف عواراتهم..  ميقاتي "شال القروض المدعومة عن ضهر الدولة"!

Tuesday, February 9, 2021 1:38:10 PM

خاص "اللبنانية"

غالبا ما يفشل الفاسد في تجميل فساده عندما يحاول اقناع الناس بأن ما مافعله كان احساناً وخدمة للناس وليس سرقة موصوفة لهم.

في مراحل مضت عرف لبنان عصابات كانت تسرق او تسطو على اموال اثرياء او على شركات او مؤسسات ثرية او حتى على مال الدولة، وكان منها "عصابة احد القدور" في طرابلس ايام الحرب الاهلية، وتوزع المال المسروق على الفقراء، ولكن الحال الان ان من يسرق هو ثري ويسرق ليكنز المزيد من المال وليس ليوزعه على المحتاجين من بني جلدته او غيرهم، وإن وزع مالا فإنما يكون من فائض او لمصلحة شخصية انتخابية او استزلامية ولمآرب و"غاية في نفس يعقوب".

مناسبة هذا الكلام هي "التبرير العجائبي" الذي قدمه "وزير بلاط" الرئيس نجيب ميقاتي ونائبه نقولا نحّاس للقروض المدعومة بقيمة 14 مليون دولار التي حصل عليها ميقاتي وعائلته وانسباؤه في لبنان والمهجر وبتسهيل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي رد له بذلك جميل اعادة التجديد له في الحاكمية المصرفية عام 2011 بعد تجديد آخر كانت اجرته له الحكومة الميقاتية الاولى عام 2005.  

فنحّاس برر لميقاتي حصوله على القروض المدعومة بأنه كان "خدمة" للدولة، لأنها، أي هذه القروض، "كانت كاسدة وما حدا عمياخدها" فلتقفها ميقاتي وانسباؤه في لبنان والمهجر و"شالها عن ضهر الدولة"، ودفع فوائدها " المدعومة" للدولة التي "فرحت" بتصريف "الانتاج الكاسد" وما حققه من "ارباح وفوائد".

ولكن نحّاس تناسى ان هذه القروض تمت هندستها لتكون على قياس المحظيين وانسبائهم فقط وليس على قياس عامة الناس أو حتى الميسوريين العاديين، اذ يستحيل ان لا يُقبل أحدٌ من الناس على هذه القروض لو كنت طريقة الحصول عليها ميسرة وخالية من الشروط التعجيزية وضرورات الوساطات. فلو اعطي مبلغ الـ 14 مليون دولار قروضا مدعومة للمحتاجين الى مساكن لما كانت وقعت ازمة القروض السكانية في المؤسسة العامة للإسكان  والمستمرة منذ سنوات وحتى الآن حيث لا  احد يحصل على قرض سكني استجابة لطلب قديم او جديد، وكذلك لما كانت وقعت هذه الازمة حتى لدى مصرف الاسكان. وهنا ينكشف في المشهد  احدى الجرائم الواقعة على امن الدولة والناس المالي والإسكاني نتيجة السياسات والهندسات المالية التي اعتمدها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالتكافل والتضامن مع المصارف التي يتخفى خلفها كل ارباب المال كميقاتي وسواه ومن والاه من كل المنظومة السياسية الفاسدة التي تقاسمت الهيمنة على المال العام قطاعات قطاعات داخل الدولة وخارجها واوصلت البلاد الى هذا الانهيار المريع الاقتصادي والمالي والمعيشي.

فحصول ميقاتي على القروض المدعومة "الكاسدة" تحت انظار حلفائه يومها من حزب الله وحلفائه الذين جاؤوا به الى رئاسة الحكومة بعد اطاحة حكومة الرئيس سعد الحريري بـ"ضربة الثلث المعطل القاضية"، كان مقابله حصول عليه الاخرين من الحلفاء وغير الحلفاء على "قروض مدعومة" أخرى في مواقع ومواطِن أخرى في الدولة، ذلك ان البيزنس بين كل هؤلاء عابر للخلافات السياسية في ما بينهم، ويتركز في قطاعات النهب التي يعاودون تقاسمها في كل مرحلة سنوياً او دورياً على طريقة اعادة انتخاب رؤساء اللجان النيابية واعضائها والمقررين في العقد التشريعي الثاني لمجلس النواب الذي يبدأ  في الخريف من كل عام.

ولذلك وعلى طريقة "شيّلني بشيلك" تدور كل وقائع فساد المنظومة الفاسدة التيي يتستر ويتكتم اركانها بالتكافل والتضامن على سرقاتهم وموبقاتهم، ثم يخرجون الى الناس محاضرين في العفاف و"مصلحة" الدولة والشعب، وكأنهم قديسين واطهار  لا يخشون في الحق لومة لائم ويحضّون على اكرام اليتامى وإطعام المساكين ويؤكدون ان "في مالهم حق معلوم للسائل وابن السبيل". تماما كالذين نالوا القروض السكنية المدعومة من ابناء ميقاتي وانسبائهم في الوطن والمهجر وسائر المشرق، وكذلك غيرهم من ابناء وانسباء واقارب بقية المسؤولين والنافذين الذين حصلوا بالتأكيد على قروض مدعومة من أنواع أُخرى، او على عطاءات وتسهيلات في مجالات وإدارات دسمة داخل الدولة وحارجها...

هذه الواقعة، الى غيرها  من الوقائع، تكشف امام عامة اللبنانيين ان اوراق التوت التي تستر او تتستر خلفها كل عورات اركان المنظومة الفاسدة  قد بدأت بالسقو ط الواحدة تلو  الأخرى، والمفارقة ان هذه العوارات تنكشف على ألسنة هؤلاء او معاونيهم وتمعن فيهم سقوطا في هاوية التاريخ تماما كالهاوية التي اوقعوا البلاد فيها بسبب ما ارتكبوه من جرائم سرقة موصوفة وفساد يدمر البشر قبل الحجر.

ثمة من يعتقد ان ما حصل في طرابلس أخيراً  كان احد اوراق التوت التي كانت تستر عورات ميقاتي والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري وحلفائهما وخصومهما المعروفين والمستترين في المدينة  خارجها، ودلّ الى ذلك تهديد ميقاتي باللجوء الى "الامن الذاتي" وهو ما لن تتورع بقية المنظومة الفاسدة عن التلويح به واللجوء اليه عندما ستصل قريبا الى "الفينش"، خصوصا بعد ان تؤلف حكومة المحاصصة الجديدة والتي يتوقع ان تكون "القشة التي ستقصم ظهر البعير" على طريق خلاص البلاد من هذه المنظومة ومن شرور اعمالها.

          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

بروتوكول تعاون بين جامعة بيروت العربية وجمعية "بيروت بخير"

جمعية تجار صيدا أعلنت فتح الأسواق ليلا بدءا من الإثنين وحتى ليلة عيد الفطر

افتتاح معرض "فصول من يوميات الأزمنة الراهنة" للفنان نديم كرم

الخارجية الفرنسية: سنخصص 30 مليون يورو للأونروا في 2024

تحليق لمسيرة اسرائيلية في أجواء بعلبك

بوشكيان يتابع العلاقات بين لبنان وألمانيا

الأونروا: نسبة الأطفال دون السنتين الذين يعانون سوء التغذية شمالي قطاع غزة بلغت 31 بالمائة

عملية طعن على متن قطار في لندن والركاب يتفرّجون