يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الجميل يخترق ملعب خصومه ويزعزع قناعات محازبيهم

Wednesday, July 15, 2020 9:31:05 AM

خاص "اللبنانية"
الكاتب السياسي

بين من اعتقد بأن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل باطلالته عبر شاشة ال "او تي في" اختار الظهور على هذه المحطة بالذات – أو هو وافق على ذلك – ليبرر مواقفه وليدافع عن أفكاره وطروحاته وتموضعه السياسي والوطني، ومن رأى أن الجميل أراد أن يوجه رسائل "إيجابية" الى الحكم ممثلاً برئيس الجمهورية ميشال عون والى التيار الوطني الحر بشخص رئيسه النائب جبران باسيل، يبقى الاكيد ان الجميل اختار منذ بداية الحلقة "أسلوب الهجوم" والإمساك بزمام المبادرة السياسية والاعلامية لا العكس. فهو بدا منذ الدقائق الأولى ساعياً الى خلخلة منطق خصومه السياسيين ومحاولة اختراق جمهورهم بمنطقه السياسي.

فالنائب سامي الجميل الذي بدا مرتاحاً لموقعه في الشارع الثائر من خلال حضوره الشخصي سياسياً ونيابياً وإعلامياً وحضور محازبيه ومناصريه شعبياً على الأرض وفي الساحات، اختار من خلال إطلالته عبر شاشة "أو تي في" مخاطبة محازبي التيار الوطني الحر وحزب الله وتيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي وغيرهم، ولم يكن همه التوجه الى محازبيه وأنصاره.

وبدا الجميل في ذلك مطمئناً الى قواعده، وعاملاً على توسيعها من خلال ضرب منطق خصومه السياسيين لدى مؤيديهم مستفيداً من التقلبات العشوائية في مواقف قياداتهم من الثوابت التي قامت عليها شعبيتهم، في وقت يبدو محازبوه في مواقع منسجمة مع ماضيهم وتاريخهم ونشأتهم ومواقفهم المعروفة من الملفات الوطنية السيادية والسياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية.

ورأى متابعو إطلالة الجميل التلفزيونية الأخيرة أن رئيس الكتائب لم يكن تحت وطأة البحث عن طريقة للحفاظ على قواعده الشعبية، لا بل على العكس من ذلك فهو بدا طامحاً الى التوسع والاختراق على حساب خصومه ومنافسيه، مطمئناً الى صلابة الطرح الذي يقوده منذ توليه رئاسة الكتائب خصوصاً أن التطورات المتلاحقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وماليا أثبتت أنه كان يملك رؤية مستقبلية واضحة، وأن مقاربته للأمور وتحذيراته وتنبيهاته لم تكن لاعتبارات آنية ومرحلية وإنما نتيجة قراءة علمية ومنطقية متكاملة، يعمل خصومه ومنافسوه من القيادات متأخرين الى الالتحاق بها. فبعدما كان هؤلاء يعتبرون أن مقاربات الجميل وطروحاته هي طروحات "شعبوية" ومجرد ردات فعل على استبعاده عن مواقع السلطة، إذا بهم اليوم يزايدون على الملفات بدءاً بوسائل الإصلاح المالي والاقتصادي، وانتهاء بالانتخابات النيابية المبكرة، مروراً بحكومة التقنيين الحقيقيين المستقلة، وبالملفات السيادية والسياسات الخارجية التي يفترض بلبنان اعتمادها.

لقد نجح الجميل في اطلالته عبر ال"أو تي في" في الاستفادة من منبر إعلامي خصم ليعزز حضوره الشعبي، فاستعاض عن الدفاع عن نفسه، بهجوم ناعم ومنطقي وسياسي لا شك في أنه ترك علامات استفهام كثيرة لدى قواعد خصومه في شأن الخيارات التي يعتمدها قادتهم او يؤيدونها أو يسيرون فيها!

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!

خاص- الردّ الإيراني قد يأتي من جنوب لبنان

خاص- حزب الله يستعد للمعركة الكبرى