يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

التيار أصبح نصف "القوات"!

Sunday, April 28, 2024 5:17:13 PM

بقلم محمد المدني

يجوز القول إن "اللقاء الوطني" الذي عُقد أمس في معراب برئاسة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لم يكن على قدر التطلّعات والتوقّعات من حيث الحضور حتى لو تمثّل الجميع فيه.

كان جعجع يودّ حضوراً أكبر من عديد الصفّ الأول النيابي والسياسي، لكنهم في الحقيقة امتنعوا عن الحضور فقط لعدم منحه صورة "زعيم المعارضة"، حتى لو أنهم يسلّمون ضمناً بهذا الواقع بعد الصعود المتزايد ل"القوات اللبنانية" في الشارع المسيحي وتصدّرها للمواجهة السياسية التي تجري في سياق صراع المحاور.


الغائب الأكبر عن اللقاء كان حزب الكتائب بشخص رئيسه سامي الجميّل، الذي غرق في مستنقع الشكليات والنكايات، وتناسى أن كتلة حزبه هي عبارة عن 4 نواب فقط بينما كتلة "القوات" 19 نائباً، وهذا ما لا يمكن تجاهله في لعبة الأحجام، حيث ل"القوات اللبنانية" حصة الأسد (65%) من المعارضة التي تضم 31 نائباً، وليس غريباً أن تكون "القوات" هي القاطرة للمعارضة التي لولا "القوات"، لما كان لها التأثير الكبير في الحياة السياسية.

فبدل أن يتكاتف سامي الجميل مع سمير جعجع المتقدّم عليه حجماً وتجربةً وسنّاً، تراه أسير العقد المارونية المزمنة التي تطيح بالمضمون بسبب الشكل.

الغائب أيضاً كان الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذي قاطع اللقاء نظراً لتموضعه القديم - الجديد إلى جانب "الثنائي الشيعي"، وتحديداً حليفه التاريخي الرئيس نبيه بري. لم يرغب جنبلاط الحضور كي لا يتبنّى الخطاب السياسي الذي صدر عن "اللقاء" والموجّه بشكل مباشر ضد "حزب الله" الذي يخوض حرباً شرسة مع العدو الإسرائيلي.

وليس من مكان للشكّ بعد الآن، بأن المعارضة لم يعد بمقدورها الإتّكال على جنبلاط بأي مواجهة مع "الثنائي"، بعدما أعاد مراجعة كل حساباته الداخلية على أثر حرب غزة واستشعاره أن "حزب الله"، سيكون الوحيد من الأفرقاء اللبنانيين إلى طاولة التسوية عند حلول وقتها.

لقاء "معراب"، غابت عنه أيضاً الغالبية الساحقة من النواب السنّة، ويعود تفسير ذلك إلى مناخ عارم في الشارع السنّي متعاطف مع الفلسطنيين، وعدم رغبة النواب السنّة معاكسة هذا المزاج عبر المشاركة بلعبة الهجوم على "حزب الله"، الوحيد الذي يقاتل من أجل القضية الفلسطينية، بمعزل عن موقفهم عموماً من الحزب على المستوى السياسي، ناهيك عن وجود ما لا يقلّ عن 10 نواب سنّة ينتمون سياسياً إلى محور "الممانعة".

يبقى أنه في وقتٍ يصنع سمير جعجع لنفسه مكانةً سياسية كقائد لقوى المعارضة، واستطاع بطريقة غير مباشرة أن يوسّع كتلته النيابية لتتخطّى حدود "القوات اللبنانية" إلى تكتل يضمّ 31 نائباً، يستمرّ رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بمعاركه العبثية بوجه نوابه، الأمر الذي سيؤدّي حتماً إلى إضعاف دور "التيار" وتقليص حجم تكتله الى ما دون نصف حجم تكتل المعارضة.

ليبانون ديبايت

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

عائلتا جنبلاط والضاهر احتفلتا بعمادة حفيدتهما... وجنبلاط يزور فرنجية

بري يكلف خليل التواصل مع الكتل النيابية قبيل جلسة مناقشة "النزوح"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

قوى الأمن تطلق حملة لحماية القصّر.. أولادنا خط احمر!

مكتب افرام ينفي الاخبار المتداولة حول تدخله لاخلاء سبيل موقوفين سوريين غير شرعيين

عاملو المستشفيات الحكومية في يوم الممرض: انتم من يبعث في نفوس المرضى الأمل

هدى غادرت ولم تعد... هل من يعرف عنها شيئًا؟

غرق 4 شبان على شاطىء جبيل