يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

ذكرى الحرب اللبنانية: مازلنا "ساحة".. ونقاتل "الآخرين على أرضنا"

Tuesday, April 13, 2021 10:40:47 PM



تكفي جولة صغيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، ليتبيّن أن الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت في 13 نيسان 1975، لم تنتهِ بعد.

كان "اتفاق الطائف" في العام 1998 مجرّد وقف للعمليات العسكرية لا أكثر، إلا أن اللبنانيين بقوا متمترسين خلف دشم طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم السياسية، وقد تكون بوسطة عين الرمانة الشهيرة العام 1975، مجرد إطلاق رصاصة البداية للأعمال العسكرية لتستكمل حرباً كانت قد بدأت منذ أمد بعيد.


بعد انتهاء الأعمال العسكرية وتوقيع اتفاق الطائف، اتفق اللبنانيون باطنياً على تسمية الحرب الأهلية "حرب الآخرين على أرضنا"، أطلق على لبنان اسم "الساحة". اعتبروا أنها كانت مجرد تصفية حسابات بين دول إقليمية ودولية حيث كان اللبناني مجرد ضحية، بيدق على رقعة شطرنج الدول الكبرى تحركه بغية تحقيق مصالحها. 

تعود اليوم الاصطفافات السياسية والمذهبية بقوة إلى الشارع اللبناني. يتّضح من خلال التغريدات المنتشرة في وسائل التواصل أن هذا التوصيف للحرب قد تغيّر، أصبحت حرباً مشروعة للدفاع عن النفس والوجود. تغريدات تمجّد أبطال الحرب والشهداء الذين "ماتوا لنحيا" وبفضلهم "صمدنا" بوجه "الفلسطيني" و"الاسرائيلي" و"السوري"، و"استعدنا أرضنا". هؤلاء، مستعدون تماماً لتكرار التجربة ألف مرة.


كان لافتاً أن المغردين تحت وسم "ماتوا لنحيا"، ووسم "13 نيسان"، والذين مجدوا الحرب وأبدوا استعداداً لخوضها من جديد، هم من أنصار "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب". بالنسبة إليهم فإن حرب 1975 كانت للدفاع عن لبنان بوجه الفلسطيني والسوري، اليوم يواجهون الخطر نفسه وهو الاحتلال الايراني عبر "حزب الله". 


تهرّب اللبنانيون من كتابة تاريخ الحرب، تهربوا من التعامل مع تبعاتها وأسبابها، اختبأوا خلف أصابعهم ودفنوا روؤسهم في الرمال على أمل أن تلتئم الجراح وحدها.

لم تجر محاسبة أي من زعماء الحرب ومرتكبي الجرائم، لم يتم ردم الهوة بين اللبنانيين كما لم يتم العمل على تشكيل هوية وطنية عابرة للطوائف والانتماءات القبائلية والسياسية، تجمع اللبنانيين وتضعف الولاءات الخارجية. 

النتيجة كانت أن الحرب استمرت إنما اختلفت أدواتها. في العام 1990 توقفت الأعمال العسكرية لكن التجاذب والتشنج استمر، خصوصاً بعد خروج الجيش السوري وعودة الأحزاب المسيحية المؤثرة لتعلب دوراً أساسياً في الحياة السياسية اللبنانية. وإستمرت الحرب وليس مستبعداً أن تطلق بوسطة جديدة رصاصة البداية للأعمال العسكرية مجدداً.

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

أهالي محتجزون في قبرص يطالبون بمعرفة مصيرهم وإعادتهم

وزير الدفاع يهاجم الياس المر: ينضبّ… ولو بيسكت أشرفلو

بعد زيارتهم لسكاف... وعدٌ من فياض لأهالي زحلة!

"أمل" تُطالب بتصحيح معيار مقاربة الامتحانات الرسمية في الجنوب

وزير الثقافة يبحث مع السفير التونسي مشاركة بلاده ضمن فعالية طرابلس

توقيف مواطنَين ودهم منازل... سلسلة عمليات للجيش!

باسيل: إذا صدقت النوايا يكون لنا رئيس للجمهورية

رجل أمن في مستشفى البقاع ضحية حادث سير مروع!