خاص "اللبنانية"


في زمن الجائحة، تتصدّر الصحة سلّم الأولويات ويتحوّل اللقاح الى ضرورة لا خيار.
ولكن مع بطء التلقيح الرسمي برغم دخول هذه العملية شهرها الثالث، وفيما لا تعد الدولة سوى بالعمل على تسريع عملية التلقيح، في حين لا تزال مؤشرات وباء كورونا تراوح مكانها صعودا وهبوطا في عدد الإصابات والوفيات، لعلّ اداء الدولة الباهت المعهود يضع اللبنانيين أمام خيارين: اما الانتظار لفترات طويلة لنيل اللقاح المجاني ضمن الحملة الرسمية أو شراء اللقاح من شركات خاصة، إذا ما استطاعوا تأمين كلفته التي تبلغ نحو 38 دولارا.
الا ان مبادرة النائب ميشال ضاهر بتأمينه لقاح سبوتنك الخاص بفيروس كورونا عبر مؤسسة ميشال ضاهر الاجتماعية شكلت حبل نجاة من الوباء الخبيث ومن "المبلغ المرقوم" في ظل الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يمرّ بها لبنان.

لخدمة "أهلنا وناسنا ووقف خسارة أحبائنا وليس للتجارة، جنّد ضاهر فريقا من الممرضات والممرضين المختصين، تأهبوا هؤلاء في مستشفى الياس الهراوي الحكومي لمواجهة هذا الوباء عبر توزيع اللقاح مجانا. وصلوا النهار بالليل وايام السبت والاحاد لتلقيح اكبر عدد من المواطنين. كخلية النحل يعملون كل في وظيفته واختصاصه.. منهم من يدوّنون اسماء الراغبين في تلقي اللقاح، وآخرون يأخذون المعلومات الشخصية لإرفاقها بملف وزارة الصحة، والبعض الاخر يتابعون الوضع الصحي لمتلقي اللقاح. اما الممرضات والممرضون فيسابقون الوقت ولكن بتأنٍ للقيام بمهامهم.

النائب ضاهر وبرغم انشغالاته بالسياسة، وضع الموضوع الصحي اولوية. فمواجهة الفيروس ليست سهلة مُطلقا، وسرعة انتشار العدوى علّة العلل التي تجعل من هذا الفيروس خطراً مجتمعياً يُهدّد كافة فئات المجتمع. ولكن ثمة فعالية للقاح في مهمّة المواجهة، إلّا أنّ تلك الفعالية تتوقّف على تلقي 70 إلى 80 بالمئة من أفراد المجتمع اللّقاح لتكوين مناعة مجتمعية تمهّد للقضاء على الفيروس. ومن هذا المنطلق عمل على استيراد ١٠ آلاف جرعة من لقاح سبوتنك لتوزيعها مجانا عبر مؤسسته "ميشال ضاهر الاجتماعية".

وبذلك يكون ضاهر قد قدّم صورة يجدها كثيرون "مشرقة" عن مسؤول يضع خدمة الانسان اولوية.
وبين من يعتبر ضاهر انه من النواب القلائل الذين يعملون بصدق من أجل المصلحة العامة، واخرون يرون فيه "نموذجا استثنائيا"، لا شك ان جوانب ايجابية اخرى تطغى على شخصيته الا وهي "التضحية والمساعدة والتشارك.."