بقلم الصحافي #سيزار_معوض

ما أصعب على البشري أن يعيش في جمهورية يقطنها كلاب، ويحكمها كلاب.. كلاب مسعورة، شاردة وجرباء كبيرهم لا يمتهن غير طأطأة الرأس ولعق الأحذية وإسلاس رقبته والكرامة..
يشعر البشري في جمهورية الكلاب أنه يختنق، يهان، ينكل به، يدعس، يرجم ويضرب لأنه بكل بساطة ليس من فصيلة الكلاب المستزلمة المتزلمة التي تمسح الجوخ عن أكتاف "الكلب الأكبر" ولا من طينتها..
في جمهورية الكلاب، ينتشر التزلم والتزلف والغباء، فيهاجر الأدمغة ويهجّر أصحاب العقول والشرفاء، يختفي الأذكياء، يفجر الرجال ويخطف الأحرار ويسجن الثوار لتنتشر الكلبنة في الجمهورية، لتجد المسؤلين فيها من فصيلة أنجس الكلاب..
كرسي الكلب الأكبر، مبني من جماجم الضعفاء، على المكر والقبح والخداع، ومن يتكلبن على الكرسي ويسفك الدماء يكون حكما رئيسا للبلاد..
في جمهورية الكلاب تصبح العبودية منهجا، الخضوع والخنوع نهجا والانبطاحية مادة أساسية تدرس في أعرف وأسمى وأغلى الجامعات، ويكون أسيادها بعض ممن يدعون أنهم باحثين واعلاميين وصحافيين..
السلطة هناك يحتكرها الكلاب الذئاب بالسلبطة، بالقوة، بالتهيد، بالترعيب والترغيب والوعيد، بمظاهر خداعة، ببذة رسمية وربطة عنق، بمظاهر ظاهرها جميل وجميل وباطنها رجس، قبيح وثقيل..
قيل يوما أن الكلاب تأكل فضلات البنين وبقاياهم أما في جمهورية الكلاب، ولسخرية القدر، البنون الأشراف يتلذذون برفات، بفتات وبمخلفات ما يتركه وراءهم كلاب الكلاب، ليصبحوا طعاما دسما على موائد كلاب الجمهورية الفاخرة الفاجرة..
أيضا وأيضا، قيل أن الكلاب رمزا للوفاء، للإخلاص والاستقامة، أما في جمهورية الكلاب فهي رمزا للصوصية، عنوان عريض للعمالة والجاسوسية وشعار للغدر، للوشاية، للخداع، للعهر، للفسق وللمجون..
كتب التاريخ كذلك أن الديناصورات حمت العالم يوما، لكنه سيسجل ويدون عما قريب ان مجموعة من الكلاب استحكمت وتحكمت برقاب مجموعة بشرية ذنبها وخطيئتها الوحيد انها خلقت في #جمهورية_الكلاب..