يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

كتب محمود القيسي - "بحيرة" لبنان السوداء!

Thursday, March 25, 2021 4:37:27 PM

بقلم محمود القيسي

لم يدع الباحث والفيلسوف الأميركي اللبناني الأصل نسيم طالب المقيم في مدينة "التفاحة الكبيرة" نيويورك، اية شاردة أو واردة في عالم البجع الأبيض والبجع الأسود، إلا وقدمها على طبق من فضة ومن ذهب. ووضعها على "طاولة" في "غرفة" التشريح والتحليل الفكري العملي العميق، إلى مستوى أن ارتفعت أصوات مدارس الواقعية السياسية، أو السياسة الواقعية والدعوة إلى "قتل" جميع البجعات البيضاء.. والتفكير بالبجعة السوداء ونظريتها فقط (Black Swan Theory) للخروج من التفكير التقليدي، أو للخروج من النمطية الفكرية. والقفز من الصندوق وليس داخل الصندوق، كي لا يصبح الخروج هو الدخول.

تشير نظرية البجعة السوداء إلى عدم قدرة التنبؤ بالأحداث النادرة وكأنها مستحيلة الحدوث. أخذت النظرية أسمها من طائر البجع، حيث كان الاعتقاد سائداً آن كل طيور هذا النوع لونها أبيض، حتى تم اكتشاف البجع الأسود في غرب أستراليا في القرن الثامن عشر.

حتى يأخذ حدث ما صفة البجعة السوداء، يجب أن يكون مفاجئاً غير قابل للتوقع وله تأثير كبير، وبعد وقوعه تظهر التفسيرات التي تعتبره قابلاً للتوقع. من الأمثلة على أحداث البجعة السوداء اختراعات الحاسوب والإنترنت وهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

وصف النظرية نسيم طالب في كتابه "البجعة السوداء" (The Black Swan) عام 2007، إلا أن أول من استخدم المصطلح كان الاقتصادي "جون ستيوارت ميل" في القرن التاسع عشر عند حديثه حول تحديد التزييف. ويعتقد ميل أنه إذا تسنى لكل إنسان أن يعرف قدر ما يستطيع، ولم يتسنى له من السلطة إلا مقدار معين، فقد نتجنب حينئذ دولة "تمسخ مواطنيها" يكون فيها الحكم "المطلق" بيد رأس السلطة التنفيذية على مجموعة من الأفراد المتفردين المتساوين كلهم، إلا أنهم كلهم"عبيد" أيضا، ذلك أنه، إذا كان الناس "أقزاما" فلا يمكن "إنجاز" أشياء كبيرة، كما أن هذا "خطرا" مريعا يكمن في تلك العقائد وأشكال الحياة التي تمسخ البشر، فالإدراك المرهف لأثر التربية الجماعية التي تجرد البشر من مزاياهم الإنسانية، وتجعلهم كائنات غير عقلانية، يجب التصدي لها ومقاومتها بمختلف الوسائل والأدوات والطرق!

ليس المقصود في هذه المقدمة استفزاز جمعية الرفق بالطيور، أو استفزاز فكر ونهج الرومانسية "الثورية".. جماعة الاستمتاع بمشاهدة البجع الأبيض يعوم بكبرياء على "سطح " البحيرة "، نافش ريشه" على أنغام سمفونية، أو رائعة "تشايكوفسكي" الخالدة "بحيرة البجع"، دون الغوص فكرياً في أعماق البحيرة، أو الالتفات ذات اليمين وذات اليسار وذات الوسط. لعل وعسى ان يكون هنا أو هناك أو هنالك في أعماق البحيرة أو على اطرافها البعيدة والممتنعة بجعة "سوداء"، بجعة واحدة سوداء!!

يقول ألبرت انشتاين: "ليس كل ما يُمكن حسابه محسوبا، وليس كل شيء محسوب يُمكن حسابه".
نحن في لبنان أعتقدنا إننا حسبنا كل الحسابات إلا أن يكون ميناء البحيرة هو القاتل. إلا ان يكون هذا الميناء، أو هذه البحيرة، أو هذه الجغرافية "التاريخية" كاذبة أو غبية.. بل، ملعونة تحكمها بجعة سوداء. بجعة واحدة سوداء، "تختبئ" بين أزهار الشر، "تحت" البحيرة.. بحيرة، لبنان السوداء..!!!


يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟