الخوري يوسف عون

        من المحامين الكنسيين الذين ذاع صيتهم بالعلم والمعرفة والثقافة وروح الطرافة فذكر العلامة الخوري يوسف عون صاحب العبارة الشهيرة: كل شيء زفت في هذا البلد إلا الزفت. فالمعروف عن الخوري يوسف انه صاحب نكتة سريعة. فقد التقى يوما الدكتور البير مخيبر وقال له:

-   يا دكتور احس بأن ذاكرتي بدأت تضعف فهل عندك دواء تصفه لي؟

فوصف له الدكتور مخيبر دواء فعالا. وبعد مدة التقى الاثنان وسارع الدكتور مخيبر للسؤال عن ذاكرة الخوري يوسف الذي رد عليه وهو ينتحل الجدية:

-   ليش مين حضرتك؟

وكان الخوري يوسف وفي مناسبات متعددة يخبر النكت والطرائف. وقد اخبر مرة الطرفة الآتية:

        ذهب مرة شخص الى الكاهن وقال له ان شيطانا في داخله. فطلب منه الكاهن قراءة عشرات الكتب المقدسة. فأحضر هذا الشخص الكتب ووضعها جميعها على الطاولة امامه وفتح اول كتاب وبدأ يقرأ. وبعد قليل خرج الشيطان من داخله وقال له:

-   هل ستقرأ جميع هذه اكلتب حتى اخرج من داخلك؟

فأجابه: نعم.

فقال الشيطان وهو يهرب: إذا كان هيك. بخاطرك.

* * *

ضب سفرة موكلك

        نبقى في الايام الغابرة لنروي عدة طرائف حصلت مع القاضي الياس عساف.

        فقد كان القاضي الياس عساف (والد الزميلة المحامية نوال عساف) يتحلى بالاضافة الى نزاهته بروح النكتة:

        حضر مرة احد المحامين جلسة في محكمة جونية والتي كانت برئاسته ومعه موكلته التي كانت تلبس ثيابا غير محتشمة بحيث يبدو نصف صدرها. في هذا الوقت غاب كاتب المحكمة عن الوعي.

        فعلق المحامي قائلا:

-   يظهر انه بدون ترويقة ولم يأكل شيئا اليوم.

فأجابه الرئيس عساف فورا:

-   انت ضب سفرة موكلتك وما عليك منه.

* * *

عبقرية الاخطل التي لا تتجزأ

        يخبر النقيب ريمون عيد عن الاخطل الصغير، الشاعر اللبناني والعربي الكبير، ان الموسيقار عبد الوهاب حضر مرة لزيارته في منزله في البوشرية وكان معه احد الصحفيين. وكان النقيب عيد موجودا بحكم صداقته مع المحامي جوزيف الخوري ابن الاخطل الصغير. وبعد حديث مطول بين الاخطل وعبد الوهاب، سأله هذا الاخير عن كيفية قضاء وقته وهل يجيد لعب "الباصرة"؟ فادعى الاخطل عدم معرفته بذلك مع انه كان يلعب "الباصرة" عدة ساعات يوميا. فقال له عبد الوهاب:

-   هل لي شرف تعليم الاخطل كيفية لعب الباصرة؟

فاجابه الاخطل: تفضل.

وبدأ بلعب الباصرة. فخسر الاخطل عن قصد في بادئ الامر إلا انه بعد عدة دقائق بدأ يربح. فدهش عبد الوهاب.

وفي اليوم التالي ظهر عنوان كبير في الصحف المصرية ومما جاء فيه:

-   "ان العبقرية لا تتجزأ فبعد عدة دقائق اصبح الاخطل الصغير ملكا من ملوك الباصرة".

* * *

ادمون كسبار وبترو طراد

    روى النقيب ادمون كسبار للصحافي الاستاذ وليد عوض انه حضر كمحام متدرج احدى مرافعات الرئيس المحامي بترو طراد في العشرينات فنسي ما حوله وذاب في كلمات الرجل. ولما انتهى الرئيس طراد من مرافعته وخرج تجاه شجرة قصر العدل الشهيرة انطلق نحوه الشيخ ادمون وقال له:"كل ما ارجوه يا سيدي هو ان اصبح في يوم من الايام محاميا مثلك" فربت بترو طراد على كتف المحامي الشاب المتدرج وقال له: كل ما ارجوه لك ان تصبح محامياً افضل مني.