يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

في ذكرى ثورة بلاد الياسمين - محمود القيسي

Monday, March 22, 2021 1:27:22 PM

بقلم محمود القيسي

هل تعلمون من هي بلاد الياسمين وعاصمة الياسمين ايها "التحالف الغادر" والهتلريين الجدد وفاشيين "القرنين"، القرن العشرين والواحد والعشرين مرتزقة وزبانية "نظام البعث "الجذموري" المنتحل صفة "دولة" ومنظومة ما يسمى "ممانعة".. قتلة الاطفال الرضع والنساء والشيوخ، قتلة البشر والحجر، مدعي شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية بالمقلوب البسيط والمُركّب في اكبر عملية تزوير يشهدها تاريخ الفكر الانساني الحديث في مفهوم والية العمل الوحدوي وحرية التعبير ومعنى الاشتراكية.. والتي اصبحت فيه، وعلى قاعدة معزوفة نظام "الاسدين" الشهيرة في علم الخيانة والتخاذل ( لن نسمح للعدو الاسرائيلي ان يفرض علينا زمان ومكان المعركة )، زمن الكوميدية وسوق الانظمة "التقدمية" السوداء، انظمة الحروب والطائرات والصواريخ والدبابات والمدافع .. الوهمية اللهم الا في قتل شعوبها.. انظمة مآجورة ومآمورة واسلحة لا تعمل وتفتك الا في وجوه وقلوب واجساد وعلى رؤوس الاطفال السوريين والفلسطينيين واللبنانيين.. زمن انظمة البراميل المتفجرة والقادمة من "سماء" البعث، ومخازن الممانعة الجديدة او المتجددة.. زمن البراميل المتفجرة على شفاه الاطفال الرضع قبل ان ينضج الحليب النقي على الخدين.. زمن البراميل المتفجرة على عيون وضفائر طلبة المدارس والكتب.. زمن البراميل المتفجرة على بيوت الناس وبيوت الله كذلك، في رمضان وقبل رمضان وبعد رمضان .. قبل الافطار وعلى الافطار وبعد الافطار، وعلى السحور وبعد السحور كذلك.. وفي كل المناسبات والاعياد الدينية والغير دينية كذلك.. لا بالله لا بالله كيف النار تخفي النار..

زمن قذف العدو الصهيوني وكيانه المحتل الغاصب لارض فلسطين باسلحة وصواريخ السح والدح والمبو، حتى تكتمل "معجزة" الواد طالع لابوه، الولد القاتل وابيه القاتل.. بقايا مخلفات التيمورلنكية الموضبة بايدي واصابع لا تُخفى بعد اليوم على احد.. من محافل "كوروش" الاولى او الاولية.. وصولاً الى بنى صهيون هذا الزمان واحفاد كوروش الجدد وحلفهم المتجدد وجذمورهم الصغير..

بقايا "عفن" التاريخ والمؤامرات التي لم تتوقف حتى تاريخه، واذكر منها في عصرنا الحديث على سبيل المثال وليس الحصر :

- منع قيام، بل اجهاض اي مشروع وحدوي عربي..

- وزير دفاع مهزوم في حرب "مصيرية" اطلق عليها مسمى "النكسة" يصبح رئيس احدى اهم الدول العربية، ويغيبر اسمه الاخير من "الوحش" الى الاسد..

- الغدر بالرفاق وزجهم بالسجون والقبور من اجل متابعة المعركة القومية "العفلقية" في استيراد واستيلاد الحروب المركبة وقتل الشعوب وتدمير مستقبلها..

- وديعة الوحش الكبير او ما اصبح يعرف بحافظ الاسد لدي الكيان الصهيوني اي هضبة الجولان الاستراتيجية في الصراع العربي الاسرائيلي احدى اهم وظائف الاسد ونظامه المتوحش في تحقيق الدولة العبرية في قلب الشرق..

- اقفال جبهة الجولان وبشكل "مؤقت" ولاكثر من اربعة عقود وحتى تاريخه، الجبهة الاكثر استراتيجية والاهم جغرافياً في الصراع مع العدو الاسرائيلي..

- اشعال الحروب الاهلية والطائفية والمذهبية.. الحروب "العبثية" في لبنان وضرب وحدته.. كذلك ضربه مع ثورة الشعب الفلسطيني.. وقتل وجرح وتشريد مئات الالوف.. ناهيك عن حرق وتدمير وسرقة البلد التي ما زلنا نعاني من اثارها حتى هذا التاريخ.. الحروب المفتعلة والتى كان عنوانها واهدافها الرئيسية حماية الكيان الصهيوني المحتل الغاصب لفلسطين..

- تكريس النظام الفئوي-الطائفي-المذهبي-الاقلوي-البعثي-الجذموري في بلاد الياسمين، قلب العروبة النابض، حاضرة الامويين، البوابة الشمالية، عاصمة التاريخ.. سوريا.

- ضرب الثورة الفلسطينية وحركتها الوطنية في اكثر من بلد ومدينة ومخيم.. وتصفية قضيتنا المركزية وثورتها .. في احدى اخطر واهم التلزيمات التى قام بها النظام "المتوحش" في تكريس وقيام الدولة العبرية.. تلزيمات الصهيونية العالمية للنظام المتوحش.. التلزيم الذي يأخذ في جزءه الثاني تدمير وتقسيم وتفتيت سوريا.. في اخطر مراحلنا الوجودية..

- التحالف الغادر ايضاً وفي نفس السياق مع السرطان القادم من بلاد فارس بقناع الولي الفقيه استمراراً في محاربة وضرب وتقسيم وتفتيت وسرقة امة الضاد ولغة القران ومهبط الاديان وارض الحضارات.. كذلك انتاج واخراج "المقاومة" البديلة في اكبر عملية تزوير تشهدها الشعوب وحركات تحررها..

- تحويل ثورة الشعب السوري السلمية من اجل الحرية وبناء مستقبل وحياة افضل الى بحور من الدماء العرقية والفئوية والطائفية والمذهبية والداعشية.. والتي يتقنها نظام الاب والابن واسيادهم.. وحلفائهم.. واتباعهم.. وازلامهم.. وكلابهم..

- تخطيط وتنفيذ اغتيال الكثير من نخب وقادة وعلماء ومفكري.. العرب، والتي ما زال معظمها في ذمة التاريخ. بل، في رقبة التاريخ.. ونار تحت رماد الشعوب.

هل تعرف يا هولاكو العصر الحديث وربيب عصابة "الممانعة" وجحافل اصحاب الغرائز الحيوانية المتوحشة من هي عاصمة بلاد الياسمين؟؟؟

كتب الشاعر والأديب العراقي الكبير شاعر الحزن والآهات مظفر النواب...

هل تعرف من هي أو ما هي دمشق؟

شقيقة بغداد اللدودة..
ومصيدة بيروت
وحسد القاهرة
وحلم عمّان
وضمير مكة المكرمة
وغيرة قرطبة
ومقلة القدس
ومغناج المدن
وعكاز تاريخ عريق لخليفة هرم؟!

إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات
وخمسة أسماء
وعشرة ألقاب
مثوى ألف ولي
ومدرسة عشرين نبي
وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على أبوابها؟!!

إنها دمشق الأقدم والأيتم
ملتقى الحلم ونهايته
بداية الفتح وقوافله
شرود القصيدة ومصيدة الشعراء
دمشق التي تتقن كل اللغات..
ولا أحد يفهم عليها إلا الله
جل شأنه وملائكة عرشه..

دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق..
حرر صلاح الدين القدس
وطاب موتاً في دمشق..
لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم..
من الأزرق ما يكفي لتغرق القارات الخمس..
لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحدوها عبق الملائكة..
ومن المداخن ما يكفي "لتشحير" وجه الكون..
لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية..
ومن الأحذية و "الشحاحيط" المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بجميع قيادات العالم..
لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل..

دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على إثنين في أرقى أحيائها تسمع وجع "الطبالة"، وفي ظلمة "حجرها الأسود" يتسلق كشّاشو الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين"..

دمشق لا تُقسم إلى محورين
فليست كبيروت شرقية وغربية..
ولا كما القاهرة أهلي وزملكاوي..
ولا كما باريس ديغول وفيشي..
ولا هي مثل لندن شرق وغرب نهر التايمز..
ولا كمدن الخليج العربي مواطنون ووافدون..
ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم..

دمشق مكان واحد
فإذا طرقت باب توما
ستنفتح نافذة لكِ من باب الجابية
وإذا أقفل مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة
وإن أضعت طريق الجامع الأموي، ساداك عليه "كنيسة السيدة".
لا تتعب نفسك مع دمشق..
ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها
ومن يهدد بترويضها..
فتود آن تعانقها أو تهرب منها..
وتقول جملة واحدة للجميع..
إنها دمشق.


يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟