يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
لبنان بين سيد الضاحية وسيد بكركي.. وزيارة البابا الى العراق

Friday, March 5, 2021 7:59:37 PM

كتبت جانين ملاح في "اللبنانية"

ينحدر الوضع العام السياسي في لبنان بسرعة قصوى وبلا فرامل رغم كافة المواقف والنداءات التي اطلقت وآخرها النداء الموقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
هذا الموقف الذي يبدو وكأنه كسر حلقة الجمود المستحكمة في البلاد رغم ان مشكلات لبنان باتت أكبر منه ومن القوى المحلية المتحكمة فيه، بحيث ان القرار اللبناني بات يخضع لمشيئة اصحاب القرار في العواصم الدولية والاقليمية من ايران الى الولايات المتحدة الأميركية مرورا بفرنسا والاتحاد الاوروبي وروسيا من دون ان نغفل عدم التدخل السعودي والعربي في هذه المشكلات اللبنانية التي باتت تسير على ايقاع التطورات الميدانية التي تعصف في العراق وسوريا واليمن.
وبات من المؤكد ان الحل خرج من ايادي اللاعبين المحليين من دون ان يضع اللاعبون الدوليون لبنان على سكة الحل وابقوه كساحة لتبادل الرسائل الباردة والساخنة على السواء وهذا ما تعبر عنه اليوم مظاهرات واحتجاجات الغضب التي يقوم بها اللبنانيون في شتى المناطق اللبنانية بسبب التدني الجنوني لليرة اللبنانية امام الدولار الاميريكي ما ادى الى ارتفاع اسعار السلع الغذائية بشكل هستيري وانعكس ذلك في الاسواق التجارية ومحلات بيع المواد الغذائية.
هذا الواقع المأساوي في لبنان يذكّر بالسيناريو الذي حدث عام ١٩٩٠ اثناء اخراج رئيس الحكومة العسكرية آنذاك ميشال عون من قصر بعبدا برعاية عربية دولية هدفت الى تطبيق اتفاق الطائف.

لكنّ التطور البارز اليوم تمثل بدعوة البطريرك الراعي الى مؤتمر لتثبيت وجود لبنان برعاية الامم المتحدة وهو المؤتمر الذي عارضه التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل لكن الحشود الشعبية الى بكركي المتلقّفة لصرخة الراعي سحبت الغطاء الكنسي عن رأس الجمهورية وحزبه ووضعت لبنان امام ثنائية جديدة يمثلّها سيد الضاحية حسن نصر الله وسيد بكركي مار بشارة الراعي. لكنّ التشرذم في الساحة اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا تبقى لحزب الله لمحاولة الالتفاف على طرح بكركي من خلال اطلاق لجنة للحوار هدفها الحقيقي محاولة تفريغ دعوة البطريرك من محتواها.

في هذه اللحظة تأتي زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الى العراق والى مرجعية الشيعة العرب الممثلة بعلي السيستاني لتشكّل نوعا من التناغم الضمني مع الدعوات اللبنانية والعراقية من اجل رفع هيمنة ايران واذرعتها عن كل من العراق ولبنان في لحظة تستهدف الميليشيات التابعة لايران في العراق القواعد الاميركية في اربيل وعين الاسد ما يشي وكأنّ المنطقة على وشك الانزلاق الى حرب كبرى. فهل ينجح البابا فرنسيس في لجم هذه الحرب واشاعة السلام في المنطقة؟ هذا ما تجيب عليه الايام المقبلة..

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- لماذا ينتخب الثنائي مرشّح باسيل؟

خاص- احتفالات أحد الشعانين عمت لبنان.. ماذا عن أسعار الشموع والملابس؟

خاص- هل ضغط "التيار" أدى إلى تراجع الحكومة؟

خاص- أدوية خطيرة تغزو السوق.. انتبهوا!

الخازن لـ"اللبنانية": النافعة بجونية ستفتح بوقت قريب

خاص- حرب الجنوب.. مخاطر تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها

خاص - اقترب الحل... وينتظر اختيار رئيس الحكومة

خاص- إسرائيل مستعدة لحرب الأثمان الباهظة