يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الدولة صادرت أموال الناس بدون اذنهم.. فهل سيقلب الشارع الطاولة على هذه السلطة الوقحة؟

Thursday, March 4, 2021 1:13:02 PM



القابضون على أرواحنا. الذين وضعنا أساميهم في الصناديق فوضعوا أسامينا على لائحة جهنّم الأبدية، الذين تمسكنوا حتى تمكنوا من رقابنا فغرسوا أظافرهم الملعونة فيها، الذين يقتاتون من خبزنا كفاف يومنا ولا يتركون لنا حتى الفتات! الذين يمشون فوق جثثنا المكدسة فوق احلامنا وطموحاتنا ويتبخترون ويتباهون ودمنا. الذين يبرّئون انفسهم على المنابر والشاشات ونحن نرى دمنا يشلي من ايديهم. 

القابضون على أرواحنا، معركتنا معهم تكبرنا وتكبر أهالينا حتى، لا نذكر كيف واين ومتى بدأت بالضبط والا نذكر عدد شهدائنا الذين سقطوا ضحيتهم، ولكن الدم لا يُنسى. والحرب الاهلية التي ترأسوها والتي ما زالت تنخر في رأسنا وتوسوس كالشيطان في رؤوسنا لا تُنسى، والاراضي التي سلبت من اهلها بعد أن قُتلوا فيها لا تُنسى. وللحق فإنهم لا يريدوننا أن ننسى لذا يذكرونا كل يوم بأي جهنّم علقنا. 

ربما الدماء لم تعد واضحة كما قبل، فالاساليب تغيرت والجائع لا ينزف. مع ان انفجار المرفأ اسال دم مدينة كاملة ودموع بلاد وشعوب لم تجف حتى اليوم. لكن فلنوضح لمن لا يرى الدماء واضحة، كيف تقتلنا السلطة دون ألوان فجّة تخيفنا وتفزعنا. منذ فترة بعيدة والبلاد تنذر بانهيار قاس قد يضعنا في أزمة لا تُحمد عقباها، مئات المقالات والتحليلات والمقابلات والتنبيهات صرخت فينا وفيهم لنتنبّه مما قادم.. مئات التظاهرات والاشارات لخطورة الوضع ومأساته والآذان طرشة. حتى اتى عام ٢٠١٩ وانفجرت الازمة في وجهنا، والسلطة؟ غائبة كالضمائر. منذ ال ٢٠١٩ ونحن لا ناخذ نفسًا او استراحة بين الازمات والمصائب والكوارث، بدأ الدولار بالارتفاع فحجزت المصارف على أموالنا وعلى شقاء عمرنا وجنا حياتنا، وبتنا ننذل على ابواب البنوك لنحصل على أموالنا.

هذه السلطة بأجهزتها وبفشلها واستهتارها، اوصلتنا الى الذل والمهانة، وقبضت على ارواحنا حرفيا. فبتنا بلا قدرة على استخدام اموالنا حتى، وأتت ازمة كورونة لتصفعنا بقوة وتردينا مع البلد الى مقعد العجز والاستسلام. فأصبحنا مفلسين، جائعين، مُفقّرين، منكوبين. والجائع قد لا بنزف دما واضحا كدم الحرب، لكن الموت نتيجة الاثنين. اليوم أصبح الدولار ب ١٠ آلاف والاسعار ارتفعت بشكل جنوني وقيمة الرواتب انخفضت حتى باتت معاشاتنا تكفينا لثلاثة أيام او اسبوع في احسن الاحوال! مُنعنا عن الحياة خارج الجدران، منعنا عن التنويع في طعامنا، منعنا عن الذهاب الى عملنا دون الاضطرار على دفع نصف معاشاتنا أجرة التنقل، منعنا من نمط حياتنا القديم لأنه اصبح أثمن مما نتخيل، وما زالت اموالنا محجوزة... بل وحددوا لنا كمية الاموال التي نستحق ان نسحب، وحددوا قيمتها بالليرة اللبنانية وليس بالدولار!!! 

المشكلة أن بعد ١٧ تشرين وخيباتها أصابنا احباط ويأس وملل، الّا ان الظروف المعيشية اليوم اسوأ بعشرات المرات من قبل، والظروف اليوم تسمح بثورة تهز الارض تحت هذه السلطة التي باتت تشكل خطرا وجوديا علينا، فمتى نقلب الطاولة؟

Ch23

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

سرقا 22 جاسوبًا من داخل مدرسة... والأمن بالمرصاد!

مولوي يكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال سرور!

محضر ضبط بحق سوبرماركت في الجنوب

اليونيفيل: عملنا داخل لبنان مستمر

إسرائيل: “الحزب” يستخدم صواريخ “بركان” الخارقة

فرنجية: باسيل أبلغني "ما رح ننتخبك" .. لا خلاف مع بكركي

بالصور: طبقة من الغبار تغطي سماء بيروت

بو عاصي من قبرص: النازحون لن يبقوا في لبنان