يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

لبنان في المرتبة الأخيرة في كل شيء.. وصلنا إلى جهنّم

Thursday, March 4, 2021 9:16:41 AM

ليس صحيحاً ان الإحتجاجات الشعبية التي هبّت فجأة تحركت بسبب تعثر تأليف الحكومة او الإنقسام اللبناني حول طرح التدويل. فالعودة الى الشارع لم تكن خارج دائرة التوقعات كنتيجة مباشرة لتدهور الوضعين المالي والاقتصادي والحال السيئة التي يعيشها المواطن المحاصر بأزمات اجتماعية واقتصادية خطيرة.

ويمكن القول ان تقارير الخبراء الاقتصاديين صَحّتْ ووصلنا إلى مرحلة الأسوأ اقتصادياً ومعيشياً ومالياً، فالدولار وصل الى العشرة آلاف ليرة وقد يواصل ارتفاعه الى ألفية العشرين، هذا اذا لم تَصُحّ توقعات بنك اوف أميركا بأن يصل الى الخمسين ألفاً. فالمصارف العالمية لا تبني تقديراتها على التوقعات بل بناء على المؤشرات. كل ذلك وسط انهيار شامل وتام في القطاعات وغلاء فاحش في الأسعار وعوز وفقر وبطالة حيث كل عوامل الوصول الى جهنم صارت موجودة.

الاحتجاجات الشعبية الأخيرة مقدّمة لإنفجار شعبي كبير، فالمواطن عاجز عن تأمين قوته اليومي مع تدني القيمة الشرائية لليرة وتراجع الأجور. فراتب العسكري بات في حدود المئة دولار، والقاضي لا يتجاوز سقف الأربعمائة، وفيروس كورونا يفتك باللبنانيين كما يفعل الفيروس السياسي الذي صادر مالهم وحرمهم وظائفهم وفاقم معاناتهم وأخّرَ عملية الحصول على اللقاحات او التوزيع العادل لها.

لا عَجَبَ إذا كان المواطن بات يفضّلُ الموت حرقاً او انتحاراً على الموت جوعاً، فـ "شرشحة" اللبناني مستمرة في العمل وأمام المصرف والسوبر ماركت وعلى أبواب المستشفيات، ولبنان أصبح "الطش" صحياً نتيجة السياسة الصحية للدولة وفضائح اللقاحات، بعد ان كان مستشفى الشرق. والوضع الأمني ليس أفضل حالاً مع عودة الاغتيالات والجرائم الغامضة المتنقلة في المناطق.

إحتل لبنان مؤخراً مرتبة متقدمة على لائحة الدول الأكثر تعثّراً وبات ينافس السيناريو الفنزويلي والأرجنتيني في عوامل الانهيار. فالوضع المعيشي فوق طاقة الإحتمال بسبب ارتفاع الأسعار وجشع التجار وفي غياب فاضح للدولة والرواتب المتدنية، حيث يُصنّف لبنان الى جانب أنغولا وأفغانستان بالحد الادنى للأجور. لذلك فالمواطن في لبنان فاقد الأمل وليس معروفاً بعد الأحداث التي عاشها اللبنانيون مؤخراً اذا كان سيكون لديهم مكان آخر يذهبون اليه غير جهنم.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

كلاس حدد يوم اختتام فعاليات "بيروت عاصمة الشباب العربي ٢٠٢٣"

بكمين محكم... توقيف سارق في صبرا

رياح محملة بالغبار والحرارة إلى إرتفاع... اليكم طقس نهاية الأسبوع

بالفيديو- ميقاتي يقبل الشخص الخطأ!

حركة الارض اللبنانية: وثيقة بكركي لم تعد تنفع

مشهديّات عن زوي وجدّها في هيام مطر إلى العيد وفي شغف وطن إلى الأنهار

الناشط السياسي والاجتماعي رمزي بو خالد : ينبغي على السلطة في لبنان محاسبة التجار والمهربين

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟