يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الأسد.. الذي لا يتزحزح

Sunday, January 31, 2021 7:27:26 PM

ترى صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن بقاء بشار الأسد على رأس نظامه يبدو أمراً استثنائيا، نظراً للتطورات التي مرّ بها الصراع في سوريا والحالة التي هي عليها اليوم، فثلاثة أرباع البلاد خراب، ومدنها مدمرة وخاوية على عروشها، والقتلى بمئات الآلاف واللاجئون 6 ملايين خارج البلاد، والنازحون بعشرات الآلاف داخلها، و"مع ذلك يستعد هذا المستبد الباقي الوحيد بعد ثورات 2011 للترشح لولاية رابعة بعد أشهر قليلة". 

وتضيف "ليبراسيون" في تقرير إن هذا هو الثمن الذي كان النظام على استعداد لدفعه للبقاء في مكانه، منذ أن هتف أتباعه في مواجهة المحتجين عام 2011 "الأسد.. أو نحرق البلد"، وبعد 10 سنوات ها قد اجتمع الأسد وحرق البلد، فالأسد موجود والبلاد رماد. 

وتقول الصحيفة في التقرير الذي ترجمه موقع "الجزيرة نت"، إن الدفاع عن الكرسي كان دائماً هاجس الأسد ومفتاح بقائه، معتمداً في ذلك على الدولة الأمنية التي ورثها عن والده الذي بناها بطريقة منهجية على مدى 40 سنة لحماية عائلة حاكمة متماسكة عقدت العزم على الحفاظ على النظام وعدم الاستسلام للثورة الشعبية. 

وفي عام 2013، وصل الأمر إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، وانخرط الجيش في القمع ضد شعبه تحت قيادة الضباط "الموالين"، لأن العائلة الحاكمة حشدت الأقلية العلوية التي تنحدر منها أسرة الأسد، من خلال جعلها تعتقد أن بقاءها مرهون ببقاء النظام. 

وعندما لم يكف كل هذا للدفاع عن سلطته، لجأ الأسد إلى حلفائه الخارجيين، فحشدت إيران مليشيات قوية إلى جانب قواتها، بدءاً من حزب الله ثم عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة الإيرانيين والعراقيين وحتى الأفغان، وقد ترك لهم الدكتاتور السوري -من دون أن يطرف له جفن- كامل الصلاحيات في دولته وجيشه، ما داموا يقاتلون من أجله. 

وتخلى الأسد عن مزيد من السيادة عندما دعا روسيا لإنقاذه عام 2015، بعد أن فقد السيطرة على 80 في المئة من الأراضي، لتتدخل موسكو عسكرياً، بعد أن كانت تحمي النظام سياسياً ودبلوماسياً بحق النقض في الأمم المتحدة، وذلك مقابل انفتاح على البحر الأبيض المتوسط، وامتيازات ذات أولوية في الموانئ والفوسفات السوري. 

ويشير تقرير إلى أن الفتح الكبير والرائع بالنسبة للنظام كان إقامة تنظيم داعش "خلافته" عام 2014 في العراق وسوريا، واتخاذ مدينة الرقة السورية عاصمة لها، وإن لم تتعرض هذه العاصمة قط لقصف من قبل القوات الجوية السورية ولا الروسية مثل الذي تعرضت له حلب وإدلب، وإن قصفها التحالف الدولي الذي يحارب السلفيين. 

وبعد شعورها بتهديد أكبر يمتد إلى مجتمعاتها، كما تقول الصحيفة، تخلت الدول الغربية عن معارضة النظام السوري، حتى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في اليوم التالي لانتخابه إن "الأسد ليس عدونا"، بل "داعش" هي عدو فرنسا في سوريا. 

وخلص التقرير إلى أن الأسد ربما يرى نفسه كأنه قد ربح الرهان وقدم نفسه بديلاً وحيداً عن فوضى الإرهاب، غير أنه بعد هذا النصر في حربه، ليست لديه خطة لإعادة بناء سوريا الآمنة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

الحوثي: جنود العدو طيور بط في مرمى النيران.. وعمليات “حزب الله” منكلة به

لإجبار الفارين من القتال على العودة... هذا ما قامت به كييف!

بالصورة - السنوار يتجوّل في غزّة!

إصابة 4 جنود إسرائيليين على الحدود اللبنانية

"حماس": مستعدون لإلقاء سلاحنا بهذه الحالة

مئات المستوطنين يواصلون اقتحام الأقصى بـ"الفصح".. واعتداءات على المصلين (شاهد)

خدعته إيران باستخدان فتاة.. جندي إسرائيلي أرسل صوراً لـ”القبة الحديدية” إلى إيران! هكذا خدعته استخبارات طهران باستخدام “فتاة” وهمية

“تيك توك” يتعهد بالطعن على الحظر الأميركي