يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
هل أصبحت الترامباوية مرضا كالعونية؟

Sunday, January 17, 2021 9:44:01 AM

كتب الدكتور أحمد سامي شريف

قرأت اليوم ولأول مرة عبارة Trumpism أي الترامباوية.
فسرعان ما خطر في بالي عبارات عهدناها في العالم الذي تحكمه الأنظمة الشمولية أو الشعبوية، عبارات مثل الناصرية والعونية والخمينية والماركسية إلخ...

توقفت عند عبارة الترامباوية متفاجئا غير مستغربا.
فلقد كنت أفكر منذ أيام بالتبعية العمياء للأشخاص بدل التبعية للدولة. وكيف أن التبعية للأشخاص تكون فارغة ومدمرة للمجتمع بأسره. إن أتباع موسى (ع س) هم يهود وليسوا موسويون، وأتباع عيسى (ع س)  هم مسيحيون وليسوا عيسويون، وأتباع محمد (ص) هم مسلمون وليسوا محمديون. فجاءنا زعماء ألهوا أنفسهم أو ألههم الناس الذين ارتضوا أن يكونوا ناصريون او عونيون أو ماركسيون أو خمينيون أو فاطميون أو زينبيون. وليس من الضروري أن يكنّوا أنفسهم بإسم الزعيم. فمجرد الإنتماء الحزبي أو النفسي لجماعة لمجرد الإيمان الأعمى بالزعيم، هذا الإنتماء مرتبط فقط بكاريزما الزعيم، فلا يقل هذا الإنتماء خطرا عن خطر الذين كنوا تبعيتهم بإسم الزعيم. وأذكر على سبيل المثال لا الإنتقاد: الحزب التقدمي الإشتراكي يتزعمه عائلة جنبلاط ولا يضم سوى الدروز وكأن التبعية لكاريزما جنبلاط وليس لأفكار الحزب، فالأتباع جنبلاطيون. وكذلك الأمر بالنسبة للعونيين وللحريريين وأغلب إن لم أقل كل الحركات والأحزاب والتيارات. ولو خرجنا خارج لبنان لوجدنا حالة مشابهة في فلسطين (فتحاوي و حمساوي) والعراق وسوريا (سوريا الأسد) واليمن ومصر وإيران (الولي الفقيه). هناك وضع مشترك بين هذه الدول: شعبوية وتضارب وانهيار اقتصادي واجتماعي سببه الرئيسي الإنتماء الأعمى للشخص بدل الإنتماء للدولة.

ولقد لاحظت منذ أيام ولأول مرة الإنقسام العمودي في المجتمع الأميركي والذي تسبب به شخص ترامب الذي نجح في استقطاب شريحة لا بأس بها من المجتمع الأميركي، شريحة رأينا عينة منها اقتحمت مبنى الكونجرس. فاستنتجت أن أميركا تمر حاليا بتجربة سوداء تشبه التجارب السوداء في جزء كبير من منطقة الشرق الأوسط حيث التبعية للشخص.

لذلك تفاجأت اليوم بسماع من يردد في أميركا عبارة الترامباوية لأنني لم أتوقع سماع هكذا عبارة في بلد الديمقراطيات ولكنني لم أستغربها لأنها تمثل واقع الحال الأميركي الذي يشبه حال منطقتنا منذ عقود.

ويبقى السؤال: هل ستتمكن الإدارة الأميركية الجديدة من القضاء على ما زرعه ترامب؟ هل سيتم القضاء على "الترامباوية"؟

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟