كتب سيزار معوّض في "اللبنانية"

شعار لفتني على أحد  الفواصل الاسمنتية في العاصمة.. أكثر ما جذبني به، انه يظهر خلفه وبشكل علني وواضح وصريح صورةعلى شكل لوحة تجسد ثالث اكبر انفجار في تاريخ البشرية..  لست بحاجة للتدقيق والتفتيش والتمحيص، لمعرفة الرسالة التي يريد ارسالها كاتب الشعار.. الراسالة واضحة(دولتي فجرت المرفأ)..
لكن أغلب الظن، أن من خط هذا الشعار، هو شخص من العامة، ليس بمتعلم بما فيه الكفاية، وعلى الأرجح ليس ضليعا ومعمقا في السياسة.. لأن التحليل المنطقي للأمور  يقضي بتعديل الشعار وكتابة (ميليشيا حزب الله فعل هذا)، أو (أسياد الحرب فعلوا هذا).. أو. أو..

لكن أهم مافي هذا الشعار، أنه عرى الميليشيات والمافيات الحاكمة حتى من ورقة التين.. كشف بقصد أو بغيره عهر وفسق وجحود ودجل واجرام كل من حكم لبنان منذ ثلاثين عاما، محولا اياه الى جمهورية موز ساقطة وفاشلة ومركوبة..
كلمات ثلاث، أصابت الهدف، وظهرت الواقع الذي به نعيش ونتخبط، ليكون الواقع زبالة كي لا أقول كلمة غير مستحبة..
أسياد هذا الواقع الردئ، هم بغاية الشرور والانفصام، لذا باعتقادي أن كاتب الشعار ثائر لا محال، يرى فيه خشبة خلاص يحض فيه للنزول الى الشارع، الانقلاب على الواقع والاقتصاص من الحكام الزبالة..