عشية تطبيق قرار الإقفال للمؤسسات العامة والخاصة مع بعض الإستثناءات، تنفيذاً لقرارات مجلس الدفاع الأعلى لم يعوّل وزير الصحة السابق الدكتور محمد جواد خليفة كثيراً على مفاعيل هذه القرارات، ففي اعتقاده ان الحجر وعدم التنقّل وعدم الاختلاط صحيح انه يحدّ من انتشار"كورونا"، لكن اذا كان فريق سيتحرّك على الارض ضمن الاستثناءات، فانتقال الفيروس هو نفسه، إذ انه دخل البلاد عبر مصاب واحد، فكيف الحال اذا ابقينا على ربع الشعب يتحرك ضمن الاستثناءات؟ معناه "بعدنا محلنا"، وجدوى الاجراءات عملياً راحة نفسية اكثر من اي شيء آخر.

وقال خليفة لـ"نداء الوطن": الفيروس تغيّر من طبيعته، وبات سريع الانتشار اكثر من اللزوم وساعد على ذلك عدم الالتزام، كما ان هناك اشخاصاً لازموا منازلهم ولم يتجوّلوا لكنهم اصيبوا، واضاف: "لا شك ان الحيطة والحذر والتباعد الاجتماعي امور اساسية مطلوبة، ولم نهملها، لكننا تخطينا هذه المرحلة وبات الفيروس في كل بيت وفي كل بناية وتفشّى مجتمعياً، في بريطانيا رغم كل الاجراءات والاقفال ومحاضر الضبط وعدم السماح بتواجد اكثر من اربعة اشخاص في المنزل ظلت اعداد الاصابات تتصاعد صاروخياً بالرغم من تحوّل لندن مدينة اشباح، فيجب الا نلوم ونجلد انفسنا، هناك وباء له عوارض، وأحد اساليب محاربة هذه العوارض هو الالتزام وتخفيف الاختلاط، فكله يساعد لكنه ليس ذلك سيقضي على الوباء. وانتشار الوباء سيخفّ حتماً مع اكتسـاب المناعة عبر اللقاحات.

وأيّد خليفة كل اللقاحات التي تعترف بها المؤسسات العالمية ذات الصدقية وقال: "نحن ندرك ان اكثر جهتين بتشريع الادوية التي يستند اليهما العالم هما وكالة الأدوية الأميركية "إف دي إيه" والوكالة الاوروبية للادوية (EMA) فما توافق عليه هذه الدول هو الاقرب الى العقل، صحيح ان لا شيء مئة في المئة في نهاية الامر، لكن الأسلم هو ما توافق عليه هاتان المؤسستان.

واكد ان "القانون موجود ويحق للدولة في الاوبئة دائماً اتخاذ بعض الاجراءات التي تتعلق بتسجيل الادوية بشكل سريع تجنباً لاضرار فتاكة وهذا ما يحصل في كل الدول، واللقاح اعلنت الشركات بانه للاستعمال الطارئ وللحالات الطارئة وأخذت إذناً لاستخدامه بشكل طارئ، ولم تأخذ موافقة كاملة كي تتحمل هي مسؤولية الأعراض الجانبية. وطلبت إقرار قانون خاص في لبنان يجيز استخدامه ورفع مسؤوليتها عن الأعراض الجانبية التي قد تطرأ. وما على مجلس النواب الا التحرك السريع للاجازة باستخدام اللقاح ضمن الشروط الموضوعة".

نداء الوطن