يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

نمط عيش جديد.. لا بضائع عالمية وشح في الدواء والبدائل أقل جودة! فالى متى؟

Sunday, January 10, 2021 2:52:53 PM



قد يشعر الراغب في التسوق حديثاً في إحدى الأسواق اللبنانية لوهلة، أنه في بلد غير لبنان. فالبضائع العالمية التي اعتادها المستهلك غاب معظمها عن الرفوف، وإن وجدت كانت أسعارها 4 أضعاف أو أكثر مما كانت عليه قبل ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل كبير منذ أشهر. وقد حلت مكانها بدائل أقل كلفة على المستهلك «وإن كانت أقل جودة، يتم استيراد القسم الأكبر منها من تركيا ومصر وسوريا»، وفق المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر.

وتقول غادة يونس (34 عاماً) إن حياتها وحياة عائلتها انقلبت رأساً على عقب منذ نحو عام تقريباً. فنمط العيش الذي اعتادوه لعشرات السنوات لم يعد هو نفسه، مشيرة في تصريح لـ ««الشرق الأوسط» إلى أن مواد طالما اعتبرتها أساسية باتت مفقودة، كالقهوة التي تحتسيها عادة، والأطعمة التي اعتادها أولادها. وتضيف: «صحيح أن هناك كثيراً من البدائل على الرفوف؛ لكنها جميعها لا ترتقي لنوعية المواد التي كنا نستهلكها. أعلم أننا سنكون مضطرين لنعتاد على الأنواع الجديدة؛ لكن ذلك لن يكون أمراً سهلاً، وسنعاني كثيراً مع الأولاد».


وانسحب عدد كبير من الشركات العالمية من السوق اللبنانية تباعاً خلال الأشهر الماضية، بعد تراجع حجم مبيعاتها بشكل دراماتيكي، نتيجة اضطرارها لرفع أسعار السلع تماشياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وبسبب تراجع وانعدام القدرة الشرائية لكثير من اللبنانيين الذين انحدر نحو 60 في المائة منهم تحت خط الفقر.
ويستورد لبنان أكثر من 80 في المائة من المواد الغذائية التي يتم استهلاكها، بحسب مدير عام وزارة الاقتصاد، ما يعني أن هذه المواد تأثرت بسعر الصرف، وارتفعت أسعارها بشكل كبير.
وتخطى سعر صرف الدولار الواحد في الأيام الماضية في الأسواق عتبة 8500 ألف ليرة لبنانية، علماً بأن سعر الصرف الرسمي لا يزال ثابتاً عند حدود 1500 ليرة.
ويشير محمد أبو حيدر إلى أنه تم تلقائياً استيراد مواد جديدة بديلة عن تلك العالمية التي اعتادها اللبنانيون، معتبراً أن القسم الأكبر من المستهلكين لم يعد يبحث عن النوعية الممتازة إنما عن البضائع الأقل كلفة، مضيفاً لـ ««الشرق الأوسط»: «لم يعد مجدياً للمستوردين الإتيان بالبضاعة العالمية التي لم يعد قادراً على استهلاكها إلا ما بين 5 و10 في المائة من اللبنانيين، لذلك نراهم يستوردون أنواعاً جديدة من دول مجاورة؛ حيث سعر صرف الدولار هناك ليس بعيداً بكثير عما هو في لبنان، وحيث البضاعة قريبة نوعاً ما من تلك التي اعتادها المستهلك اللبناني». وتنحصر المواد الغذائية ذات الأصناف العالمية التي لا تزال موجودة بشح في بعض الأسواق، في تلك التي تدعمها وزارة الاقتصاد، أي يتم تأمين الدولارات لاستيرادها على أساس سعر صرف 3900 ليرة للدولار الواحد.
ويعتبر نقيب أصحاب المحلات الكبرى نبيل فهد، أن على اللبنانيين التأقلم مع نمط عيش جديد، فكثير من الأصناف بدأت تختفي تباعاً وتحل مكانها منتجات وطنية وأخرى مستوردة من دول كتركيا ومصر، لافتاً في تصريح لـ ««الشرق الأوسط» إلى أن «الصناعات الوطنية تمكنت في وقت قصير من التخفيف من حدة الأزمة، واستمراريتها مرهونة بمواصلة الدولة دعم المواد الأولية المستوردة التي تستخدمها».

- بولا اسطيح - الشرق الاوسط

مع ارتفاع عدد إصابات ««كورونا» خلال الأيام الماضية في لبنان، اشتكى بعض المصابين الذين يتلقون علاجهم في المنازل من عدم تمكنهم من الحصول على الأدوية التي عادةً ما تُستخدم لمعالجة عوارض الإصابة بالفيروس والمكملات الغذائيّة، بسبب شحها في الأسواق، فضلاً عن ارتفاع سعرها بشكل مفاجئ.

وأوضح نقيب مستوردي الأدوية في لبنان كريم جبارة، أنّه «لا يوجد انقطاع لهذه الأدوية، ولكن مخزون بعضها ليس كافياً، مثل الأدوية التي يتم تناولها لتخفيف أعراض (كورونا)، أي المسكنات كالبنادول» الذي عمد بعض الصيدليات إلى بيعه بالتجزئة بدلاً من علبة كاملة، مؤكداً في حديث مع ««الشرق الأوسط» أنّ هذا المخزون من «المفترض أن يتحسن بداية الأسبوع» المقبل مع الإشارة إلى وجود بديل للمسكنات التي لا تتوفر بالكميات المطلوبة.

أما فيما خصّ المكملات الغذائية، فيشير جبارة إلى ارتباط شحّها بتأمين الدولار «الجديد»، إذ إنّها لا تدخل ضمن الأدوية التي يدعمها مصرف لبنان عبر تأمين دولار استيرادها على أساس السعر الرسمي البالغ 1515، ولذلك فسعر المكملات الغذائية غير محدد ويخضع لعملية العرض والطلب. ويشير جبارة إلى أنّ هناك مضاداً حيوياً يُعطى لمريض ««كورونا» كان مفقوداً ولكنّ شحنة جديدة منه وصلت منذ أيام وبدأ توزيعه على الصيدليات.

ويربط جبارة بين «محدودية» كميّة الدواء وبين عدة عوامل منها ارتفاع حالات ««كورونا» في الفترة الماضية وإقبال الناس غير المصابين على شراء المسكنات والمكملات الغذائية إما بهدف تناولها لتعزيز مناعتهم وإما لادّخارها خوفاً من انقطاعها لاحقاً. وفي حين يعد جبارة أنه ليس من السهل طمأنة المواطنين الفاقدين الثقة بالسلطة ولومهم في موضوع تخزين الدواء، يشير إلى أنّ هذا لا يمنع أن من يقوم بتخزين الدواء تحسباً للمرض قد يكون يحرم شخصاً آخراً مريضاً وبحاجة للدواء.

من جانبه يُطمئن مستشار وزير الصحة رياض فضل الله، بأنّ الدواء الأساسي لعلاج ««كورونا» المستجد «Remdesivir» متوفر بكميات كبيرة، فضلاً عن توافر أدوية أخرى يرى عدد من الأطباء أنها مناسبة لعلاج ««كورونا».

ويؤكد فضل الله في حديث مع ««الشرق الأوسط» أن وزارة الصحة تقوم بمراقبة حثيثة للسوق وفي حال وجود مؤشرات نقص محتمل لأي دواء أو علاج يتعلق بـ ««كورونا» تتحرك سريعاً، موضحاً أنها عمدت منذ فترة ولا تزال إلى إعطاء أذونات سريعة بشكل استثنائي مع مراعاة الشروط، لاستيراد أدوية ومتكملات غذائية مرتبطة بعلاج ««كورونا".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

هيئات زراعية في عكار طالبت بإنقاذ موسم البطاطا وإيجاد حلول لتصديره

تجمع موظفي الإدارة العامة يوضح قرار المثابرة ويحذر من التعسف بتنفيذ شروطه

حركة الأسواق التجارية خجولة!

ارتفاع سعر الذهب بشكل جنوني!

لماذا تتعمّد شركة توتال تأخير تقرير الحفر بالبلوك 9؟

"الزومبي»:شبح سلبي يعبرعن واقع المصارف في لبنان

بالتعاون مع وزارة الاتصالات اختتام النسخة السابعة من مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في لبنان

"مشروع وطن الإنسان" احذروا إحياء الشوائب..