يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

هل يصل سعر صرف الدولار فعلاً الى مئة ألف أو الى مليون ليرة؟!

Thursday, December 31, 2020 10:54:43 AM

كتب سمير سكاف - الصحافي والناشط السياسي في "اللبنانية"

إن قراءة الأحداث السياسية والتعلم من التجارب وحساب الأرقام في الاقتصاد تعطي صورة أوضح عن حقائق تفوق بصدقيتها مئات المرات "توقعات" منجمي رأس السنة، الذين "يشلحون" مئات التوقعات، ولا بد "ما يظبط معن شي"!

*كل أحداث 2020 متوقعة باستثناء تفجير المرفأ*

كل أحداث العام 2020 كانت متوقعة وبدقة، باستثناء تفجير بيروت الاجرامي الذي فاق بنتائجه كل سيناريوهات هوليوود!
كيف يمكن لمنجم أو لسياسي أو لاقتصادي أو لمصرفي أن يبشر اللبنانيين اليوم بصيف واعد إذا كانت كل "حنفيات" ومصادر التمويل مقفلة وجافة؟! كيف يمكن إعطاء اللبنانيين أملاً بغد أفضل من قبل من سرقهم وأذلهم آلاف المرات وهو لم يعترف بأخطائه وبجرائمه ولو لمرة واحدة! في متلازمة استوكهولم تتعلق الضحية بجلادها. وهذا ما يحصل لكل اللبنانيين الذين ما يزالون يصدقون ويتبعون زعماءهم!

في بداية العام 2020 حذرتُ عدداً من إدارة أخبار التلفزيونات من أن احتياطي مصرف لبنان هو أقل بكثير مما يدّعي حاكم مصرف لبنان وأن البلد سينهار، ولن يكون من الممكن لجم انهياره. يومها خاف الكثيرون من هذا التوقع "المحسوب" لأنه "بيخرب البلد"! فتمّ نشر توقعات المنجمين، ولم يتمّ نشر الخبر. وما تزال البرامج السياسية تنقل وعوداً يدركون أنها أكاذيب ويرفضون سماع الحلول الحقيقية، فهل "الرايتينيغ" أهم من الحقيقة؟! ولماذا لم تجد الحلول الجدية في الكهرباء والنفايات وفي عدد من الملفات في البرامج السياسية؟ ولماذا ما يزال التنجيم يتفوق على الشاشة على الحلول؟! أليس ذلك دليل أننا لا نؤمن أن مستقبلنا هو قرارنا، وأننا ننتظر حلول عالم الغيب؟!

كتبتُ في أول مقالاتي في العام 2020 أن من لا يملك مداخيل من خارج لبنان "رح يتبهدل كتير بلبنان"! وهذا ما حدث، وما سيكمل في العام 2021. قلت في إحدى المقابلات التلفزيونية إن سعر صرف الدولار سيصل الى 10.000 ليرة، وكان يومها سعر صرف الدولار حوالى 1.700 ليرة! يومها اعتبر أصدقاء من صحافيين ومسؤولين سياسيين أنني "عم خوِّف العالم"! ولكن، هذا ما حصل لاحقاً. وفي الحقيقة، ما قلته يومها إنه ليس هناك أي ضوابط للتحكم بسعر صرف الدولار. وما تزال هذه الضوابط في قمقم أهل السلطة!! ما يعني أن سعر صرف الدولار قد يصل في العام 2021 الى 100.000 ليرة أو مليون ليرة! والسؤال الفعلي هو: ما المانع؟!

*أكذوبة دعم السلع سوف تتوقف! وأموال المودعين تستمر في التبخر*

أكدت كتابة وفي المقابلات على عدم وجود أي دعم على السلع الأساسية!! وأن كذبة الدعم التي يصدقها الجميع تقريباً يتمّ تمويلها في الحقيقة من جيوب اللبنانيين، من ال 15% الباقية من أموال المودعين! رفع ما يعرف بالدعم مؤكد، لا بل إجباري عندما ينضب الاحتياطي الباقي في مصرف لبنان!

وكنت من أول المطالبين باستعادة الأموال المحوّلة الى الخارج، ومن المؤكدين أن أي حل مالي مؤقت يفترض عودتها الى المصارف اللبنانية. وصفت إدارة مصرف لبنان والمصارف اللبنانية والحكومات لأموال لبنان بنظام "بونزي" الذي يذل اللبنانيين يومياً على أبواب المصارف. وكتبت مراراً أن الفوائد المرتفعة التي لا تموّل الانتاج ستخرب البلد. وبالفعل خربته! كتبت عن إفلاس مؤكد للمدارس والجامعات الخاصة وعن انهيار النظام الاستشفائي... فأين هم المنجمون والمصرفيون، وحتى البرامج السياسية من هذه الحقائق؟!

أكدت عشية تشكيل حكومة دياب إن الثورة ستسقطها كما أسقطت حكومة الحريري قبلها. وسقطت حكومة دياب! وحكومة الحريري "المحتملة" لن تتشكل بسهولة، وستكون مهددة بالسقوط بالشارع من جديد، اذا ما تشكلت! فسياسة المحاصصة تؤدي الى الأداء السياسي نفسه!

*حزب الله غير قادر على حماية بيئته مالياً*

توجهت الى قيادة حزب الله مراراً وتكراراً وحملتها مسؤولية حماية الفساد. وأكرر اليوم أن حزب الله لن يكون قادراً على حماية جمهوره وبيئته من الانهيار المالي، ولا من تبعاته الكارثية عليهم! وأؤكد أن إيران لن تكون قادرة على المساعدة مالياً. وها هو السيد حسن نصر الله يعترف بعجز إيران عن المساعدة المالية لبيروت ولأهلها كما فعلت مع حزب الله وجمهوره بعد حرب تموز!

*تيتانيك 2020 يغرق في 2021 في الفوضى الأمنية*

استعمل تشبيه لبنان بالتيتانيك منذ سنة. وأكدت على غرقه. يومها أيضاً وصفني البعض بالمتشائم! وها هو الوزير الفرنسي لودريان يستعيد التشبيه بعد سنة. كررت مراراً أن لبنان والدولار فيه كسيارة تعطلت فراملها وهي نازلة "متل الصاروخ" باتجاه الوادي! فمن الطبيعي التوقع أن المصير سيكون إما السقوط في الهاوية أو الارتطام بجدار أو بصخور أو بالأشجار! فالمتوقع مثلاً في تحقيق المرفأ اليوم أنه لن يصل سوى الى كبش محرقة بأحسن الأحوال، طالما إن الطبقة السياسية باقية في الحكم! وها هو التدقيق الجنائي تمّ "تطفيشه"! الدولار الطالبي والأزمة التربوية، فقدان الأدوية، الغلاء الفاحش، الخضات الأمنية الإقليمية... كلها تهديدات قد تصل حتى الى مرافق أساسية كالمطار وغيره!

*قرار اللبنانيين بالحياة قادر على تكذيب كل السيناريوهات السوداء!*

إن التوقعات الحقيقية لمستقبل لبنان هي في إرادة اللبنانيين في تحديد مصيرهم. لهم الخيار في تغيير الطبقة السياسية لفتح باب "جهنم" والخروج منها، أو الاستسلام لإرادتهم والحصول على إقامة دائمة تحت أقدام أبالسة لبنان! كما أن إرادة القضاء في تنفيذ ثورة على الذات يمكنها إطلاق عملية تحرر لبنان، في حين أن الجيش يكتفي بتأمين حماية السلطة، مع مجهود أمني كبير، ولكنه لا يكفي لحفظ الأمن حتى في بعلبك والهرمل، وحالياً في زحلة... ومن الأرجح أنه لن يكون قادراً على لجم الفوضى الأمنية المتوقعة! إن التوقع الأساسي للّبنانيين في العام 2021 هو السيناريو الأسود الذي كتبت عنه منذ عدة أشهر محذراً ليس من حرب داخلية (غير ممكنة بسبب غياب الإمكانيات المالية لتمويلها)، ولكن من فوضى أمنية قاسية جداً، ومتوقعة... بلا تنجيم! في اللحظة الأخيرة من العام 2020، لا مجال للتمنيات بالخير للعام 2021. فالخير هو قرار يجب على اللبنانيين اتخاذه فوراً!

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟