خاص "اللبنانية"

كشف الوزير السابق سليمان فرنجية عن زنوده الميليشياوية التي يخفيها تحت بذته الرسمية وربطة العنق خلال حلقة "صار الوقت"، اذ لم يتحمل كلام أحد الثوار في الإستوديو.

بجدية وتصميم، هدد فرنجية الثوار من خطر التعرض لأحد من مناصريه أو مسؤولي "تيار المردة" أينما وجدوا، وقال أن "أي تعرض من الثوار على كرامة أي مسؤول من "المردة"، سيقابله التعرض لأحد من الثوار في مناطقنا". قالها بوضوح، وأعلنها حرباً مفتوحة بميليشياته على الثوار في كل المناطق، وتحديداً في مناطقه، في حال تم التعرض لناسه في مناطق أخرى.

محاولة غير مستغربة من فريق سياسي بات يشعر أن الثورة وشبابها باتوا على مسافة بسيطة من سحب البساط من تحته في مناطقه، بعدما كان الآمر والناهي فيها. واضح جداً على إنفعاله مدى الإنزعاج الذي احدثه الثوار في زغرتا، بات جمهور كبير هناك متحرراً من السلطة الاقطاعية التي حكمت هذه المنطقة العزيزة في الشمال بسبب الإحتلال السوري وسلطة الأمر الواقع.

ولم يقف فرنجية عند الحد، بل ذهب أبعد من ذلك بكثير، مهدداً الثوار، وتحديداً الشباب المسيحي من السير بخيارات الخارج في لبنان. وهذا الخطاب الذي أعلن فيه الحرب على الثوار، ليس بعيداً عن "البلطجية" الذين هاجموا الثوار في ساحة الشهداء في وسط بيروت مرات عدة، وينتمون إلى حزب الله وحركة أمل حلفاء فرنجية في الطغمة الحاكمة. وها هو فرنجية ينضم إلى الحرب التي تخاض من قبل أهل السلطة لضرب الثورة وتفتيت صفوفها، خصوصاً بعدما لمسوا التغيير الكبير الذي حصل في المزاج الشعبي، وتحديداً في الجامعات حيث إكتسح طلاب الثورة والمستقلون المقاعد الطلابية في نتائج تاريخية لم تشهدها الانتخابات الطالبية منذ زمن بعيد.

سقط فرنجية في إمتحان التقارب المزيف من الثورة، وبات في مواجهة مباشرة مع اللبنانيين الذين يطالبون بمحاربة الفساد الذي قام به حلفاؤه في السلطة، وسقط القناع الذي وضعه فرنجية لفترة طويلة، حين قال انه ينادي بما تنادي به الثورة منذ زمن طويل، واذ تبين أنه كغيره من أهل السلطة حدوده، هي مصالحه وحصته في السلطة الحلوب.