خاص "اللبنانية"

تستغرب مصادر كتائبية مسؤولة إصرار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على شخصنة الخلاف مع حزب الكتائب اللبنانية وتجاهل الأسباب الوطنية والسياسية التي تقف وراء ابتعاد الحزبين عن بعضهما البعض منذ التسوية الرئاسية الأخيرة.

وتعتبر المصادر عبر "اللبنانية" ان إصرار جعجع على تصوير الخلاف بين الكتائب والقوات على انه بسبب مقاربة شخصية من رئيس الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل لا يخدم فكرة التقارب إذا كان جعجع يريد التقارب فعلاً. فجوهر الخلافات الراهنة بين الكتائب والقوات لا علاقة له بالاستقطاب الحزبي والشعبي بل بالخيارات السياسية والوطنية والاستراتيجية، بدليل أن الجميل ونواب الكتائب دأبوا على التصويت لرئيس القوات سمير جعجع لرئاسة الجمهورية في عشرات الجلسات النيابية عندما كان جعجع مرشح قوى 14 آذار لرئاسة الجمهورية. فهل من يختلف شخصياً مع أحد يصوّت له لرئاسة الجمهورية؟

وترى المصادر عبر موقعنا أن موقف الكتائب من جعجع والقوات هو نفسه من بقية فرقاء التسوية. فالكتائب سمت الرئيس سعد الحريري مرارا لرئاسة الحكومة في مرحلة ما قبل التسوية عندما كان التفاهم السياسي قائماُ بين الكتائب والمستقبل على الخيارات الوطنية الأساسية. فهل امتناع الكتائب عن تسمية الحريري بعد التسوية يعني مشكلة شخصية على الاستقطاب الشعبي بين الجميل والحريري؟

وتذهب المصادر في شرح موقف الكتائب الى حد السؤال: لنفترض على سبيل الجدل ان جعجع على حق في اعتباره الخلاف بين الكتائب والقوات هو بسبب موقف الجميل المبدئي من حزب القوات، فما هي طبيعة الخلاف بين القوات وكل من حلفائها السابقين كبطرس حرب وفارس سعيد، ولماذا اختلفت مع حزب الوطنيين الأحرار عشية التسوية الأخيرة وخلال الانتخابات النيابية الأخيرة، فهل بسبب موقف هؤلاء المبدئي من حزب القوات؟

وتشدد المصادر الكتائبية على أن الخلاف لا علاقة له بالأمور الشخصية، ولكنه خلاف سياسي وطني على أسباب الأزمة وطبيعة الحلول المطلوبة. واي تقارب مع اي فريق سياسي او حزبي مرتبط بقراءته للأزمة وطبيعة الحلول المطلوبة للخروج منها. فموقف الكتائب معروف من التسوية وتداعياتها وملحقاتها واي تقارب مع اي جهة سياسية وحزبية مرتبط بالالتقاء على القراءة السياسية ذاتها للأخطاء والمعالجات والمسؤوليات لا بالمزاج والاعتبارات الشخصية.