يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
بين الدب الروسي والسلطان التركي.. المنطقة تتأرجح

Wednesday, November 11, 2020 2:47:29 PM



تتأرجح العلاقة بين روسيا وتركيا بين التعاون والتوتّر، وهذا النمط فرضته ظروف الواقع في المنطقة التي تُشكّل امتداداً للنفوذ والعمق الاستراتيجي للطرفين.   

في مطلع العام 2016، سلك التعاون المشترك بين الجانبين مساراً تصاعدياً عقب حادثة إسقاط طائرة حربية روسية قرب الحدود التركية-السورية، عن طريق استهدافها من قبل مقاتلة تركية، فحلّت القطيعة كردّ على هذا التطور، قبل ان تعود المياه الى مجاري العلاقة الثنائية من البوابة السورية مجدداً، حيث وجدت موسكو في انقرة شريكاً دولياً حقيقياً لإنجاز حل سياسي وفق رؤية الكرملين، وذلك انطلاقاً من دور تركيا صاحبة التأثير الأكبر في المعارضة السورية والفصائل العسكرية التابعة لها. 

وتوّج التعاون بين البلدين بإتّفاق تركيا مع روسيا لشراء منظومة إس-400 في 2017، وهو ما اثار حفيظة الولايات المتحدة الاميركية التي اعتبرت ما جرى "يقوّض" مسؤوليات تركيا كحليف في حلف شمال الأطلسي ويناقض شراكتها الاستراتيجية مع واشنطن. 

الا ان في العام الحالي، بدأ التعاون بين موسكو وانقرة ينحو في اتّجاه التوتر، وكانت ليبيا وسوريا مسرحاً للتخبّط نتيجة تضارب المصالح الاستراتيجية. 

وما زاد طين علاقة التوتر بلّة الحرب القائمة بين ارمينيا واذربيجان على  إقليم كاراباخ ودخول تركيا على خط دعم اذربيجان رغم تحذير روسيا من خطورة الخطوة وإرسالها "مرتزقة" سوريين للقتال الى جانب القوات الاذربيجانية، علماً ان روسيا "نجحت" حتى الان في ابرام اتّفاق سلام بين الطرفين ووقف اطلاق النار مع إرسال نحو 2000 جندي الى اقليم كاراباخ من اجل تثبيت اتّفاق وقف الاعمال الحربية.  

وبالعودة الى الازمة السورية، تشير اوساط دبلوماسية غربية عبر "المركزية" الى "ان جمود الحلّ السياسي سيّد الموقف بسبب العلاقات المتوتّرة بين موسكو وانقرة في اكثر من ميدان، لذلك تغيب منصة استانة التي تجمع الطرفين الروسي والتركي الى جانب ايران ودول اخرى عن المشهد السوري بعدما شكّل اطاراً للحل وفق رؤية مشتركة روسية-تركية-ايرانية".  

وحطّ التصعيد بين روسيا وتركيا رحاله في ادلب تحديداً، حيث دارت منذ اشهر اشتباكات بين قوات تابعة للنظام السوري "مدعومة" من القوات الروسية وبين الجيش التركي الذي دخل ادلب ما اسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الاتراك. 

وفي وقت تمارس روسيا ضغطاً لاستعجال الحل السوري ودفع الرئيس بشار الاسد الى اتّخاذ الخطوات المطلوبة منه لتأمين استمراره في السلطة والترشّح للانتخابات الرئاسية عام 2021 والمتعلقة بفكّ تحالفه مع ايران واستعداده للتطبيع مع اسرائيل كما تفعل دول عربية اخرى بالتزامن مع بتّ ملف الجولان وترسيم الحدود مع لبنان، ترفض تركيا اي دور للاسد في مستقبل سوريا وتعتبر ان لا حلّ للازمة بوجوده وهو ما تتعارض فيه مع الرؤية الروسية. 

اما في ليبيا فالتوتّر على اشده بحسب الاوساط الدبلوماسية، وذلك بسبب دعم روسيا لقوات الجيش المتمركزة شرق البلاد في حين ان تركيا تدعم عسكرياً الحكومة في طرابلس برئاسة فايز السراج". 

ومع ان التوتر في ليبيا يأخذ طابعاً عسكرياً الا ان بُعده الاستراتيجي وفق الاوساط يتمحور حول الصراع على الثروات الطبيعية، مثل التنقيب عن النفط والغاز في سواحل شرق المتوسط"، واعتبرت "ان "عدم الاستقرار" سيتحكم بعلاقة الطرفين، بحيث ستبقى تتأرجح تارةً بين التعاون وطوراً بين التوتر ما دامت هناك منافسة "شرسة" بينهما في ميادين عدة".  

المركزية

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر بالتيمور

بالفيديو: أكثر من 30 قتيلا وعشرات جرحى في ضربات إسرائيلية على حلب

الحوثي: نحذر من التورط معنا برًا

بالفيديو.. حادث مروري "مأساوي" في جنوب إفريقيا يخلف 45 قتيلا

تجنيد "الحريديم".. معضلة شائكة تهدد حكومة نتنياهو

بالصورة... شاهدوا ما يجري قرب الحدود مع لبنان

محكمة العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل

مقرب من السنوار.. إسرائيل تعلن مقتل "مسؤول كبير" في حماس