يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

عن قصة تماثيل ميشال عون بلسان جميل السيد

Saturday, November 7, 2020 9:51:23 PM

خاص "اللبنانية"
المحرر السياسي
 

تنهال السهام على الرئيس ميشال عون من كل حدب وصوب، الرجل الذي وضعته الظروف منذ ثمانينات القرن الماضي في مراكز القرار وسمحت له أكثر من فرصة بتغيير الكثير من المعادلات على حساب لبنان ومسيرته العسكرية، الا أنه قرر اتخاذ الموقف الذي يتصارح به مع نفسه من دون المضي بالاجندات الاقليمية والدولية فدفع الثمن على مدى حوالى الخمس عشرة سنة.

 

تأتي تغريدة اللواء جميل السيد عن "تاريخ" العماد ميشال عون لتكشف بعض تلك المحطات، ففي العام تسعين رفض الرجل التوقيع على الطائف، جاءه أكثر من مبعوث حاول ارضاءه لفتح قنوات التواصل مع سورية التي فرضت على اللبنانيين بالتنسيق مع السعودية اتفاق الطائف لتكون الوصية على هذا البلد.

الضغط الكبير على عون والحرب التي شنت على قصر بعبدا عندما كان رئيسا لحكومة انتقالية لم تدفعه الى التنازل عن قناعاته رغم كل العروضات التي وصلته من قبل مبعوثين دوليين واقليميين ولكنه أصر على موقفه وظل بعيدا عن منظومة الفساد التي حكمت لبنان على مدى أكثر من عشرين سنة ، ففضل الابتعاد الى الربوع الفرنسية من دخول جنة المقاولات والاستثمارات التي تحاول الابتعاد والدفع بالتدقيق الجنائي نحو الهاوية ووضع فيتوات على صناديق الفساد التي غطتها منظومة "الطائف".

جاء مورفي حضر مخايل الضاهر أو الفوضى استنفر الاميركيون حضر السفير الاميركي جان كيلي حينها الى بعبدا عله يفاوض عون ويأخذ منه التنازل وامضاء صك الاعتراف بالوصاية السورية بالطائف، الا أنه رفض عندها توجه دايفيد ساترفيلد الى قصر الشعب وتحدث حينها عن "تركيبة" مخايل الضاهر أو الفوض، فعاد الرجل ب" خفي حنين"، دفع قائد الجيش ورئيس الحكومة الانتقالية حينها ثمن رفضه الانصياع فكانت المكافأة ارتالا من الجيش السوري بمواكبة جوية تفرض على الرجل المغادرة الى فرنسا. 

عند دخول الاميركيين والاسرائيليين الى لبنان وفي عز الصراع الدولي على الساحة اللبنانية رفض عون التخلي عن القيادة العسكرية ولم يستجب لكل الضغوط التي مورست عليه بل ظل الجيش متماسكا بعد تعرضه لانتكاسات عدة.

كان الهدف الاسرائيلي تفكيك الجيش اللبناني والزج به بقتال طائفي ولكن عون لم يتماهى مع كل الاملاءات وبقي الشرعية بوجه الميليشيات التي عبثت بالبلد لتطبيق أجندات اقليمية ودولية.

عند وصوله الى قصر بعبدا عام 2016 وبقوة شعبية مكنته من اعتلاء الكرسي الاولى، حاول محور الثمانينات والتسعينات اخضاع عون من جديد وممارسة أقصى أنواع الضغوطات ليكون نسخة منقحة عن الرؤساء السابقين. ظل الرجل عنيدا لا يساوم على كل ما حارب من أجله منذ أن كان ضابطا في الجيش، وضع نقاط العلاقة على الحروف الدبلوماسية بين الدول، وربما يدفع الرجل اليوم ثمن دفاعه عن عروبة سورية التي أخرجتها مقاومته من لبنان، وثمن تمسكه بلبنان القوي كدولة مؤسسات بعيدا عن الميليشيات التي اشترته وطنا وباعته جزرا أمنية للمصالح الاقليمية.

لو كان ميشال عون رئيسا لكل تلك الدول على حساب لبنان كانت تماثيله منتشرة على كل اصقاع هذا الوطن. 

 

 

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!