يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
كتاب إلى الرئيس سعد الحريري

Friday, October 23, 2020 9:33:29 AM

كتب مازن ع. خطاب في "اللواء":

 

دولة الرئيس،

 

بعد تكليفكم تشكيل الحكومة، ستصبح الأمور أكثر صعوبةً وتعقيداً في ظلّ مواقف كلّ من رئيس الجمهورية و«التيار الوطني الحر» وحلفائهما، خصوصاً وأنّ الرئيس عون اعتاد أن يُخالف الدستور وأن يتعدّى على صلاحيات رئاسة الحكومة تحت راية «إستعادة حقوق المسيحيّين» الموارنة التي سلبتهم إيّاها السنّية السياسيّة كما يزعم. وجبران باسيل موجود في قصر بعبدا طوال ولاية الرئيس عون المتبقّية، وسيعمل على التحكّم بالحكومة الجديدة بوسائل عديدة ويكمل لعبة الاستفزاز السياسي والتحريض ضدّكم التي اعتاد عليها. وكذلك سيتمسّك «الثنائي الشّيعي» بالتوقيع من خلال وزارة المال على المراسيم في المحل الرابع في السلطة التنفيذية بعد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير المختص.

 

دولة الرئيس، لقد حصر الدستور بموجب المادة ٦٤ منه صلاحيّة إجراء المشاورات مع أعضاء مجلس النّواب بالرئيس المُكلّف، علماً أنّ المشاورات التي يجريها في العادة لا يصفها الدستور بالملزمة بنتائجها له، ما يعني أنّ مرجع التأليف يبقى الرئيس المكلّف وليس النّواب الذين قام باستشارتهم طالما سيعود إليهم في الحكومة طلباً للثقة. ويعني ذلك أيضاً انتفاء أيّ دور مُقرِّر لرئيس الجمهورية في عمليّة التشكيل الى حين تسلّمِه مسوّدة التشكيلة الحكومية الجديدة منكم، فيوافق عليها أو يطلب تعديلها أو يرفضها كلّياً بحسب توافق تلك التشكيلة مع المقتضيات الدستورية، خصوصاً لجهة ما تنصّ عليه مقدمة الدستور والمادة ٩٥ منه، سواء لجهة توازن التشكيلة الحكومية بين الطوائف والمناطق ومكوّناتها السياسية أو لجهة مراعاتها لميثاق العيش المشترك.

 

دولة الرئيس، ليس في الدّستور أي نصّ يكرّس حصرية وزارة محددة بطائفة محددة، ولم تذكر «وثيقة الوفاق الوطني» المنبثقة عن مؤتمر الطائف في محاضر الاجتماع عن اتّفاق يقضي بتكريس وزارة الماليّة للطائفة الشيعية، وليس هناك اتفاق شفهي مبرم بهذا الخصوص. وواقع الأمر أنّ «الثنائي الشّيعي» يُريد تثبيت أن تذيّل المراسيم «الدّسمة» بتوقيع الوزير الشيعي إلى حين تكوين نظام سياسيّ جديد. وإذا وافقتم على منح حقيبة وزارة المالية للثنائي على أنّ يقدّم لكم قائمة بالأسماء الشيعة المقترحين لتختاروا منها، سيؤدّي ذلك حُكماً إلى تمسّك قوى سياسية أخرى بحقائب وزارية معيّنة، الأمر الذي سيعرقل تشكيل الحكومة.

 

دولة الرئيس، أنتم مُطالبون بالتمسّك بصلاحياتكم كاملة لجهة تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن تحت سقف القواعد المنصوص عنها في الدستور وبحسب تطلّعات اللبنانيين. ويعنى ذلك تشكيل حكومة من أصحاب الاختصاص المستقلّين عن القوى السياسيّة، على أن يتولّى كل وزير حقيبة وزارية من ضمن اختصاصه وبحسب خبرته العمليّة، مع اعتماد مبدأ المداورة في الحقائب، وللقوى السياسيّة أن تتعامل مع واقع هذه التشكيلة.

 

دولة الرئيس، أمامكُم فرصة قيّمة وقد تكون الأخيرة، وفّقكم الله وهداكم الى ما هو خيرٌ للبنان وأبنائه.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

“الحزب” يستهدف ثكنة زبدين

ملتقى بيروت نظّم حفل إفطار رمضاني.. مخزومي: القيامة للبنان قدر وليس خيار

راجي السعد ينعي فؤاد السعد

مقتل شقيقتين بانقلاب سيارة في صيدا!

بالفيديو- اسرائيل تستهدف سيارة في الجنوب صباحًا

للمرّة الأولى… الرّواتب في شهر الاعياد تتأخر

خشية في بيروت من “الطابور الخامس”

لا إرادة دولية لوقف الحرب.. ولبنان مكشوف