يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

"رباعي الفاشلين" من ميقاتي الى السنيورة فالحريري وسلام انتهت اللعبة.. والمنظومة الفاسدة على طريق الحساب

Tuesday, September 22, 2020 12:55:26 PM

خاص "اللبنانية"
الكاتب السياسي

يحاول رباعي رؤساء الحكومة السابقين الفاشلين ان يصدق نفسه وان يوهم الرأي العام السني خصوصا واللبناني عموما انه هو من يملك زمام المبادرة في الاستحقاق الحكومي، وان المبادرة الفرنسية هي التي اعطته صلاحية تسمية مصطفى أديب لرئاسة الحكومة، لكن هؤلاء الفاشلين كشفوا نزعتهم الالغائية لكل من يتمايز عنهم في المواصفات او الحيثيات والتمثيل، في اعتبار ان ما لديهم من حيثيات انما صنعت بصرف النفوذ وبالمال والعطاءات والرشاوى من خلال السطو على المال العام وليس من جيوبهم واموالهم التي كدسوها هي الاخرى من الصفقات والسمسرات والهبات، بدليل الـ 11 مليار دولار التي اختفت منذ ايام حكومة فؤاد السنيورة ولم يعثر على أثر او قيد يدل الى مصيرها بعد.

طالب الولاية لا يولّى
رباعي هؤلاء الفاشلين اشاع انه سلم الجانب الفرنسي لائحة مرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة تضم نواف سلام ومحمد الحوت ومصطفى اديب، ليتبين لاحقا وبعد تكليف اديب ان هذه اللائحة ضمت نجيب ميقاتي ومحمد الحوت وأديب ولم يرد فيها اسم نواف (الذي رشحه السعوديون والاميركيون)، اذا ان ميقاتي اعتقد بعد تفاهم ضمني مع بقية زملائه الفاشلين سعد الحريري والسنيورة وتمام سلام ان الجانب الفرنسي سيختاره هو وسيقبل به الثنائي الشيعي طالما ان الحريري الذي رشحه الثنائي يعارضه السعوديون والخليجيون والاميركيون ولم ينفع العطف الفرنسي والاوروبي عليه في تبديد الرفض الاميركي والخليجي له. لكن ميقاتي فوجىء برفض الثنائي الشيعي له وكذلك الجانب السوري، في اعتبار ان الرئيس ميشال عون لم يقبل به، ما دفعه الى ارتداء لبوس الزهد، والقول في مجالسه وعلنا وعبر "لغة المصادر" انه لا يقبل بترؤس حكومة في خلال ما تبقى من ولاية عون، فيم هو كان يسعه جاهدا اليها.
وعلى قاعدة "طالب الولاية لا يولّى" سقطت محاولة ميقاتي للعودة الى السراي الحكومي مجددا، مثلما سقطت محاولة تمام سلام الذي اشاع ان الرئاسة عرضت عليه وانه رفض توليها في عهد عون فيما هو سعى لان يكون "المرشح التوافقي" ولكنه فشل في مساعه. فيما الحريري ضُرب من بيت أبيه بسبب الحركة التي يقوم بها شقيقه بهاء الدين وذلك بعد ان ضرب من بيت حلفائه السابقين الداخليين (خصوصا "القوات البنانية") والسعوديين والخليجيين والفرنسيين والاميركيين الذين اتهموه بالتماهي مع عون وتياره الوطني الحر ومع حزب الله والرئيس نبيه بري. اما السنيورة فينتظر عند ضفة النهر ممنا النفس بان حلفائه الاميركيين سيقلبون ظهر المجن اللبناني والاقليمي ما يجعله المرشح "الخالص المخلص" لهم نسبة الى "علاقته التاريخية" معهم والتي انقذته حتى الآن من "جائحة" الـ مليار دولار المتهم بالسطو عليه مع بعض افرقاء معسكر 14 آذار..

الملاءة لم تنفع ميقاتي
ولم تنفع ميقاتي محاولاته لاقناع بري وحزب الله بتبني ترشيحه طالما ان طريق الحريري الى الى السراي الحكومي مقفلة خليجيا وغربياً، معتقدا ن ملاءته المالية تغري الخارج والداخل للقبول به وان مواصفاته هذه تنفع في معالجة الانهيار المالي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد. معتقدا ن الاخرين نسوا أو تناسوا انه كان شريكا من خلال حكوماته في التسبب بهذا الانهيار، خصوصا وانه كان مدد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في اول حكومة ترأسها ثم كررها في الحكومة الثانية. علما أن الجميع لم ينسوا لميقاتي الثري الكبيرعلى لائحة الاغنياء العرب والعالميين عشرات ملايين الدولارات التي حصل عليها قروضا سكنية ميسرة من مصرف لبنان له ولاولاده وعائلته وموظفين في شركاته بتسهيل من سلامة على حساب المحتاجين الى مثل هذه القروض من ابناء الشعب اللبناني.

محاولة الخلاص من أديب
والآن يحاول ميقاتي وزملائه الثلاثة الانتصار لصلاحيات رئيس الحكومة المكلف يزعمون ان الآخرين يعتدون عليها، فيطلبون منه في اجتماعهم الاخير من أديب ان يمارس صلاحياته الدستورية بتأليف الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية من دون تدخل احد، وهو الامر الذي لم يفعلوه هم عند تأليفهم حكوماتهم التي امضوا اشهرا ومددا زمنية قاربت السنة احيانا حتى شكلوها، وهي حكومات ما كان لها ان تولد لو لم يتفقوا مع الآخرين وقبول مطالبهم بالتمثيل في هذه الحكومات. وهم اذ يدركون ان اديب لن يتمكن من تأليف حكومة ما لم تتمثل فيها الكتل النيابية على الاقل التي سمّته، فإنهم انما يدفعونه الى الفشل او الاعتذار للخلاص منه كون الفرنسيين هم من سموه وفرضوه عليهم وكلفوهم تغطية هذه التسمية حتى لا تظهر باريس وكأنها تتدخل علنا في شأن دستوري لبناني داخلي لا يجوز لها ولغيرها من الدول التدخل فيه من حيث المبدأ.

التبرير الفرنسي
ولم يتأخر التبرير الفرنسي لرفض تبني ترشيح ميقاتي وحتى الحريري لرئاسة الحكومة، فظهر من خلال ما سربه الرئيس ايمانويل ماكرون عبر صحيفة "الفيغارو" بلسان مصادر قريبة من الرئيس الفرنسي من ان باريس ستضع كل من يعرقل من القيادات اللبنانية تأليف حكومة اديب والمبادرة الفرنسية التي سترعاها على لائحة الفساد في الاتحاد الاوروبي، وكانت اسماء بري وميقاتي والحريري وباسيل ووليد جنبلاط بين الاسماء التي نشرتها "الفيغارو" في هذا الصدد نقلا عن مصادر قريبة من الرئاسة الفرنسية. اما الرفض الفرنسي لترشيح رئيس مجلس ادارة شركة "الميدل ايست" محمد الحوت لرئاسة الحكومة فكان بسبب علاقاته بالمنظومة السياسية الفاسدة عموما ومع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خصوصا، ولم يُخفِ الفرنسيون أخيرا رغبتهم في عزل الاخير من منصبه عبر مشاركة المصرف المركزي الفرنسي في التدقيق الجنائي الذي تقرر إجراؤه في حسابات مصرف لبنان، قبل ان يسكتوا عنه في الآونة الاخيرة نتيجة تدخل اميركي خفي في هذا الصدد لدى الجانب الفرنسي.

في المحصلة ثبت للقاصي والداني ان رباعي رؤساء الحكومة الفاشلين سقط الى غير رجعة وانه سيكون على الارجح على لائحة من ستطاولهم العقوبات وتجميد الحسابات التي ستقدم عليها عواصم غربية ومؤسسات مالية دولية، وقد بدأت الاشارات الى هذا التجميد تظهر تباعا، وليس مستبعدا ان تشمل العقوبات كل المنظومة الفاسدة في 8 و14 آذار. فالولايات المتحدة التي تخلت عن حلفاء كبار لها في المنطقة والعالم (حسني مبارك وزين العابدين بن علي مثالاً) لن تحتفظ بسياسيين فاسدين صغارا (وبعضهم ادوات في يدها) لا تأثير لهم الا في حدائقهم الخاصة التي لا مكان لها في سياسة اميركا في لبنان والمنطقة.. فلقد انتهت اللعبة وكل سيعود الى حجمه، سواء فاز الرئيس دونالد ترامب بولاية جديدة او فاز منافسه الديموقراطي جو بايدن في انتخابات تشرين الثاني المقبل. ولذلك هناك سباق فرنسي ـ اوروبي من جهة واميركي من جهة ثانية على الفوز بدور "البطل" الذي سينقذ لبنان من منظومة الفساد ومن ضمنها "رباعي الفاشلين" حتى ولو جاء هذا الانقاذ على حساب السيادة اللبنانية.


يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- لماذا ينتخب الثنائي مرشّح باسيل؟

خاص- احتفالات أحد الشعانين عمت لبنان.. ماذا عن أسعار الشموع والملابس؟

خاص- هل ضغط "التيار" أدى إلى تراجع الحكومة؟

خاص- أدوية خطيرة تغزو السوق.. انتبهوا!

الخازن لـ"اللبنانية": النافعة بجونية ستفتح بوقت قريب

خاص- حرب الجنوب.. مخاطر تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها

خاص - اقترب الحل... وينتظر اختيار رئيس الحكومة

خاص- إسرائيل مستعدة لحرب الأثمان الباهظة