يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
ظاهرة عادت لتنتشر على الطرقات... والآتي أعظم

Tuesday, September 22, 2020 11:15:14 AM



لم يدم توفّر مادتي البنزين والمازوت طويلاً. فما إن غابت الأزمة أسابيع حتى عادت لتطلّ برأسها من جديد، وجعلت من أبناء عكّار أسرى أمام محطات الوقود، يصطفّون بالطوابير ولساعات عدّة.

ثلاثة أيام مرت على عودة أزمة نقص البنزين والمازوت في محطات عكار، وعمدت المحطات يوم أمس إلى رفع خراطيمها، معلنة عدم وجود المحروقات بشتّى أنواعها، بينما طوّقت محطات أخرى وسوّرت حدودها بشريط أحمر، فيما انتظرت محطات حتى ساعات بعد الظهر، حتى لحظة وصول البنزين والمازوت من شركات التوزيع من أجل التعبئة.

عدد قليل جداً من المحطات زوّدت المواطنين بمادتي البنزين والمازوت يوم أمس في ساعات بعد الظهر ولمدة لم تتجاوز الساعة. واصطفّ الناس بالطوابير سواء أكانوا في سياراتهم أم من دونها، وكان لافتاً وجود أعداد كبيرة من المواطنين يشترون البنزين والمازوت بـ"غالونات البلاستيك" ليعمدوا إلى بيعها بعد ذلك إلى مواطنين محتاجين للبنزين أو للمازوت على الطريق، مع رفع سعرها عمّا هو عليه في المحطات. وهناك من انتظر بالطابور ونفدت الكمية ولم يستطع التعبئة. وهناك من فضّل شراء البنزين من السوق على الطرقات ولو بسعر أغلى كحلّ أفضل من الإنتظار لساعات والنتيجة غير مضمونة، وبعضهم اشترى المازوت بـ"الغالونات" وبكمية قليلة، بضعة ليترات من أجل المولد الكهربائي أو من أجل الآليات.

وفيما ارتفعت صرخة المواطنين من هذه الأزمة التي لم تعرف طريقها إلى الحل، فضّل الكثيرون عدم استعمال سياراتهم وعدم الخروج من المنازل تفادياً لـ"القطعة". أما أصحاب المحطات في عكار ولدى استطلاع رأي عدد منهم، نفوا "أي تخزين من قبلهم لمادتي البنزين والمازوت وأن ما لديهم من مخزون باعوه وأقفلوا". والمشكلة في رأي أصحاب المحطات "عند شركات التوزيع التي لا تسلّمهم الكميات المطلوبة".

وأكد أصحاب المحطات أن الكميات المستلمة لا تكفي الحاجة ونفدت في فترة ما بين نصف ساعة إلى ساعة كلها. ويعمد أصحاب المحطات إلى إبلاغ زبائنهم الدائمين بموعد وصول الكميات لأنه وكما يقول أحد أصحاب المحطات في عكار "زبوناتنا الن الأولوية". في هذا الشأن يرمي أصحاب شركات التوزيع باللائمة على الدولة لتأخّرها عن القيام بفتح اعتمادات الأمر الذي يتسبّب بهذه الأزمة.

إلى ذلك تشير المعلومات إلى أن "لأصحاب شركات التوزيع اليد الطولى في الأزمة الحاصلة. فهم يعمدون إلى بيع جزء كبير من الكميات التي يتسلّمونها من الوزارة في السوق السوداء بدل تسليمها إلى المحطات وذلك من أجل تحقيق أرباح كبيرة على حساب المواطن، لا يمكنهم تحقيقها في عمليات التسليم للمحطات". وعادت وانتشرت من جديد يوم أمس على طرقات عكار ظاهرة بيع المازوت والبنزين بـ"غالونات" بعد أن كانت عملت القوى الأمنية على ملاحقة هؤلاء وتتبّعهم الأمر الذي حدّ من انتشار هذه الظاهرة.

شيئاً فشيئاً، يتجه لبنان في اقتصاده ويومياته نحو النموذج السوري. فالمواد الغذائية ستصبح بالبطاقات المحددة مسبقاً كمياتها، وأسعار الأدوية إلى ارتفاع بعد رفع الدعم، والناس يصطفّون بالطوابير أمام محطات البنزين والمازوت، والآتي أصعب.

نداء الوطن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

راجي السعد ينعي فؤاد السعد

مقتل شقيقتين بانقلاب سيارة في صيدا!

بالفيديو- اسرائيل تستهدف سيارة في الجنوب صباحًا

للمرّة الأولى… الرّواتب في شهر الاعياد تتأخر

خشية في بيروت من “الطابور الخامس”

لا إرادة دولية لوقف الحرب.. ولبنان مكشوف

مخاطر المقامرة جنوبًا قبل آب المقبل

فضيحة الأجهزة المخترقة تخترق التهويل بحرب!