خاص "اللبنانية"
الكاتب السياسي

في جلسة لقراءة تطورات الساعات الماضية التي أفضت الى تسمية السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة تساءل قريبون من رئيس حزب الكتائب سامي الجميل: "ماذا يعني قرار رؤساء الحكومة السابقون ترشيح أديب؟ وماذا تعني مسارعة الثنائي الشيعي (أمل وحزب الله) الى تأييد هذا الترشيح ولم يكن قد مضى على انتهاء الرئيس فؤاد السنيورة من تلاوة البيان دقائق معدودة؟ وماذا يعني أن تكون التسمية قد جاءت بعد ساعات قليلة على انتهاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من خطاب عاشوراء الذي حدد فيه البيان الوزاري للحكومة المقبلة متمسكاً بثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" قاعدة ناظمة لعمل الحكومة المقبلة؟".

أما الجواب فهو بكل بساطة أن المنظومة التي تصادر الحياة السياسية في لبنان جددت إنتاج التسوية التي سبق أن توصلت إليها بانتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية وبقانون الانتخاب الذي سمح لحزب الله وحلفائه بالسيطرة على الأكثرية النيابية وبتشكيل الحكومات التي تغطي سياسة الحزب ومشروعه الاستراتيجي الذي يتخطى حدود لبنان!

والجواب أن المنظومة ذاتها أعادت إنتاج التسوية المشؤومة بأسماء جديدة وبعمليات تجميل لن تنفع في إخفاء التشوهات الخلقية لهذه المنظومة وسياساتها القائمة على التخلي عن السيادة في مقابل بعض المواقع والمناصب إن لم يكن لأركانها مباشرة فلمن يمثلهم وينطق باسمهم وينفذ مآربهم وغاياتهم!
وعليه، يستخلص القريبون من الجميل بأن لبنان مقبل في ظل الحكومة الجديدة على مرحلة جديدة من الانهيار الذي لن يوقفه إلا الشعب اللبناني بثورته وثباته ونضالاته وتضحياته!

وبالتالي فإن على القادة الحقيقيين لهذا الشعب أن يستعدوا لجولة جديدة من المواجهة مع المنظومة وأدواتها بأسرع وقت ممكن بعد تأمين المتطلبات التنظيمية التي تضمن قيام حركة سيادية إصلاحية تسمح للشعب اللبناني بإعادة إنتاج سلطة تمثل مصالح الشعب اللبناني وتطلعاته لا مصالح الدول الإقليمية والخارجية التي تستخدم لبنان والمنظومة الحالية ورقة في الصراعات الإقليمية المحتدمة في الشرق الأوسط والخليج وشرق البحر الأبيض المتوسط!