يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

حلفاء الحريري يسقطونه بعد إسقاط نواف سلام.. استبعاد "النادي الرباعي" ومخزومي محور الاهتمام

Friday, August 21, 2020 9:48:13 PM

خاص "اللبنانية"
الكاتب السياسي

في ظل تهاوي الخيارات المطروحة لتولي رئاسة الحكومة الجديدة لم يُعثر بعد على قائد جيد للسفينة الحكومية التي تتميز هذه المرة بحمولة ثقيلة ينبغي التخلص منها بلا تلكؤ او تأجيل لتلافي الغرق، وهذه الحمولة هي الاصلاحات الادارية والإقتصادية والمالية المطلوبة محليا واقليميا ودوليا لمساعدة لبنان ووضعه على طريق الانقاذ.
والبحث عن رئيس الحكومة العتيد يتجاوز نادي رؤساء الحكومة السابقين الذي ثبت بالوجه الواقعي والعملي والشرعي انه لم يعد يصلح لقيادة اي سفينة حكومية جديدة بعد الانهيار الذي وصلت اليه البلاد ويُعدّ شريكا فيه، وجزءا من المنظومة السياسية المتهمة بالفساد وبالتسبب بالازمة الاقتصادية والمالية الخانقة. ويركز البحث على اختيار شخصية سياسية نيابية سنية لها حيثية تمثيلية شعبية وتتمتع بمواصفات تكنوقراطية وعملية تليق بمشروع الاصلاحات المطلوب من الحكومة تنفيذه سبيلا لإنتشال البلاد من الهاوية السحيقة.
و في هذا المضمار يتصدر اهتمام الباحثين عن رئيس الحكومة العتيد اسم النائب فؤاد مخزومي الذي له حيثيته الشعبية على مستوى بيروت وكل المناطق، ويتمتع بشبكة واسعة من العلاقات العربية والدولية، وبالاضافة الى ذلك، هو جاء الى الحياة السياسية من البوابة النيابية ولم يكن يوما شريكا في السلطة الى جانب المنظمومة السياسية الفاسدة والمفسدة، وذلك بعد بدأ تعاطي الشأن العام من بوابة مؤسسة "مخزومي فوندايشن" التي تمد يد المساعدة للمحتاجين من اللبنانيين بلا استثناء وتنفذ مشاريع تنموية في كل المناطق وفي مختلف المجالات.
وقد تكشف من الاتصالات التي جرت منذ مغادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بيروت ان اسم الرئيس سعد الحريري قد استبعد من التداول على رغم من حماسة رئيس مجلس النواب نبيه بري له ومحاولته اقناع رئيس الجمهورية به في لقائهما الاخير ، فيما لا يبدي حزب الله حماسة لافتة هذه المرة لعودة الحريري مثل كانت الحال قبيل تأليف حكومة الرئيس حسان دياب. وذلك قبل ان يتبين ان كلا من "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لا يؤيدون عودته الى رئاسة الحكومة، وقيل انهم ابلغوا هذا الموقف الى باريس وواشنطن، وشاع ان الرئيس الفرنسي اتصل ببري وابلغ اليه ان الحريري لم يعد خيارا مرجحا لتولي رئاسة الحكمة الجديدة.
وللوهلة الاولى فسرت الاوساط السياسية موقف "القوات" وجنبلاط غير المؤيد لعودة الحريري على انه انعكاس لموقف سعودي كونهما يرتبطان بعلاقة وثيقة جدا بالرياض، ليتبين الى هذا السبب انهما لا يريان ان لدى الحريري الخارج من رئاسة الحكومة في تشرين الاول الماضي شيئا جديدا ليقدمه، خصوصا وانهما شاركا في اجتماع "قصر الصنوبر" وسمعا ماكرون يقول للحريري ان الاصلاحات المطلوبة لانقاذ لبنان كان ينبغي ان تنفذ ايام حكومته قبل سنتين اثر انتهاء مؤتمر "سيدر" الذي رعته فرنسا لاقرار مساعدات وقروض ميسرة للبنان، وذلك في انتقاد فرنسي واضح للحريري يشير الى عدم تأييد عودته الى رئاسة الحكومة.
بل ان "القوات" تذهب الى المطالبة بتأليف "حكومة غير سياسية" لا تمثيل للقوى السياسية فيهاتتعاطى بأي شأن الا الازمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة واتخاذ كل الاجراءات واجراء كل الاصلاحات اللازمة لمعالجتها، وفي الوقت نفسه التحضير لانتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة جديدة.
ويأتي سقوط الحريري من لائحة المرشحين لرئاسة الحكومة بعد سقوط الدكتور نواف سلام الذي ووجه برفض "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر" وحلفائهما
على ان كل التوقعات تشير الى أن أمل الرئيس الفرنسي في اتفاق المرجعيات والقيادات السياسية اللبنانية على حكومة جديدة قبيل عودته الى بيروت المقررة في أول ايلول المقبل للمشاركة في الاحتفال بمئوية "دولة لبنان الكبير" قد يخيب، لأن خيارات بعض القوى السياسية حول طبيعة الحكومة العتيدة ومواصفاتها متضاربة ومتناقضة، وهي تراوح بين حكومة الاقطاب وحكومة "الحياديين" وحكومة "الوحدة الوطنية" والحكومة "التكنوسياسية"، ما يعني ان اقامة حكومة تصريف الاعمال قد تستمر الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني المقبل، ان لم يكن الى ابعد من ذلك..
ولذلك يسأل كثيرون: هل يتحمل الوضع اللبناني المذري اقتصاديا وماليا ومعيشيا، خصوصا بعد تفجير مرفأ بيروت، بقاء البلاد طويلا رهن حكومة تصريف اعمال؟
تلك هي المسألة التي ستجد الجواب عليها في المقبل القريب من الايام...

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- لماذا ينتخب الثنائي مرشّح باسيل؟

خاص- احتفالات أحد الشعانين عمت لبنان.. ماذا عن أسعار الشموع والملابس؟

خاص- هل ضغط "التيار" أدى إلى تراجع الحكومة؟

خاص- أدوية خطيرة تغزو السوق.. انتبهوا!

الخازن لـ"اللبنانية": النافعة بجونية ستفتح بوقت قريب

خاص- حرب الجنوب.. مخاطر تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها

خاص - اقترب الحل... وينتظر اختيار رئيس الحكومة

خاص- إسرائيل مستعدة لحرب الأثمان الباهظة