يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

مؤسسة مخزومي.. نافذة امل للبنانيين  

Friday, August 21, 2020 1:42:50 AM

خاص "اللبنانية"

 
تستفحل الأزمة الاقتصادية والمعيشية، التي يرزح تحتها لبنان يوما بعد يوم، مصحوبة بتداعيات انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر الحجر والبشر وشدّ الخناق على رقاب اللبنانيين.
في ظل دوامة البؤس القاتلة، يستنجد اللبناني بالدولة لكن "لا تندهي ما في حدا".. وحدها، أعمال الخير التي تقوم بها الجميعات الخيرية ابرزها مؤسسة مخزومي تخفّف من وطأة الازمة وتترك بقعة ضوء على هذه المشهدية القاتمة.
ففيما يبحث المواطن عمن ينجده لتأمين حاجاته، تطلّ مؤسسة مخزومي كنافذة الأمل في بحر الأزمات المتلاطمة، تقوم مقام الدولة في رعاية أبنائها. ولكن كيف واي دور تقوم به المؤسسة؟

تقول رئيسة مؤسسة مخزومي السيدة مي مخزومي في حديث خاص عبر "اللبنانية" ان ما حصل في بيروت أصابنا في الصميم، فبيروت بالنسبة لنا هي أكثر من "مكان جغرافي"، بيروت هي هويتنا، انتمائنا، شخصيتنا، تاريخنا، ماضينا، حاضرنا، ومستقبلنا... عندما نرى مدينتنا جريحة، لا يمكن إلا أن نتجنّد لمداواتها.
ومنذ اللحظات الأولى لانفجار بيروت، وفي خضم الضياع الذي كان يلف المدينة، ما بين تضرر المستشفيات، وعدم قدرتها على استيعاب الأعداد الهائلة من الضحايا، حرّكنا العيادة النقالة التابعة لمؤسسة مخزومي لتأمين الإسعافات الأوّلية للمصابين، وفتحنا أبواب مركز الرعاية الصحيّة الأوّلية في الليلة نفسها وحتى الصباح، لتقديم واجبنا الإنساني واسعاف الجرحى والاصابات الخفيفة.
الخطوة الثانية، بعد استيعاب الصدمة، تضيف مخزومي، وفي أول صباح بعد الانفجار الأليم، تحرّك فريق الاستجابة السريعة في مؤسسة مخزومي، واضعا كل طاقاته ومقدراته بأعلى جهوزية. فتحركت فرق المتطوعين للمساعدة في إزالة الركام وتنظيف المنازل والمحال والشوارع من آثار التفجير، بمؤازرة شاحنة مبادرة "يلا نفرز" التي نقلت أطنانا من الركام الى مراكز إعادة التدوير. وعلى مدى أيام وحتى اليوم، وبمساعدة مئات المتطوعين، تستمر أعمال إزالة الركام. هذا وقد وضعنا خطا ساخنا لتلقي الطلبات عبره، لإرسال فرق متطوعين للمساعدة. هذا وتم تخصيص فرق متطوعين للمساعدة في تنظيف المستشفيات والمدارس المتضررة.
وعلى صعيدٍ موازٍ، تقول مخزومي، قامت لجنة المسح الميداني بجولاتٍ تفقّدية في مختلف المناطق المتضررة في العاصمة، وتم ملء آلاف تقارير حصر الأضرار التي سببها انفجار المرفأ. كما تعاون فريق المتطوعين مع كل من الصليب الأحمر اللبناني وفريق عمل الجامعة اللبنانية واليونيسف لإجراء مسح للمنازل المتضررة من الانفجار.
منذ اليوم الأوّل، وضعنا أيضًا خيمة في ساحة الشهداء، للمساعدة وللتطوع في آنٍ معًا، وفي الأيام اللاحقة وضعنا خيمتين إضافيتين في مار مخايل والكرنتينا، لنفس الهدف. كما نقلنا مبادرة "خبزي خبزك" من مركز المؤسسة إلى الخيم، لتكون أقرب للمواطنين المتضررين. هذا وساعدت مؤسسة مخزومي بتوزيع آلاف الوجبات الساخنة والحصص الغذائية للعائلات المتضررة في الأماكن المحيطة لمكان الانفجار، المقدّمة من عدّة جمعيات.
كما خصصنا خطا ساخنا للدعم النفسي، لمتابعة الحالات بشكلٍ سريع، وتحويل الحالات التي تتطلب متابعة إلى عيادة الصحة النفسية في مؤسسة مخزومي، بالأخص بعد الوضع النفسي المتعب الذي استنزفنا جميعًا جراء الانفجار. كما قام فريق الدعم النفسي التابع للمؤسسة بجولاتٍ في "باص المرح" في الأماكن المتضررة لتقديم الدعم النفسي للأطفال من سكان هذه المناطق، الذين عاشوا لحظات مرعبة، لا يجب التغاضي عنها.
كما سبق وذكرنا، منذ الليلة الأولى، تحرّكت العيادة النقالة والفريق الطبي، وفتح مركز الرعاية الصحيّة الأوّليّة في مؤسسة مخزومي أبوابه لتقديم الإسعافات الأوّلية. وطيلة الفترة الماضية، جابت العيادة النقالة المناطق التي طاولها التفجير، لتقديم الخدمات الطبيّة للضحايا، من اسعافات أولية، تنظيف جرح وتغيير له، فك قطب، وغيره. كما قدّمت العيادة النقالة والفريق الطبي خدمات علاجية للمتطوعين الذين كانوا يعملون على الأرض وتعرّضوا للإصابة جراء الزجاج والركام. ونظرًا للظروف، كان من الصعب على كبار السن الوصول لمراكز العلاج، فقامت العيادة النقالة والفريق الطبي بزيارة عدد من كبار السن الذين تضرروا جراء التفجير، لإجراء تقييم طبي لحالتهم وتقديم المساعدة للحالات التي تتطلب تدخلا.
هذا وقام فريق من المتطوعين، بالتعاون مع يونيسف، بتقديم المشورة للحوامل والمرضعات، مع الاستشارة عبر الهاتف، لمتابعة أوضاعهن بعد التفجير.

كيف تغيّرت ظروف عمل مؤسسة مخزومي ما قبل انفجار مرفأ بيروت والازمة الاقتصادية والمعيشية، وما بعدهما؟
تقول السيدة مي مخزومي عبر "اللبنانية" ان مؤسسة مخزومي تعمل منذ 23 سنة بشكلٍ مستمر لتمكين المواطنين وتنمية قدراتهم ليصبحوا أفرادًا فاعلين ومنتجين. إلا أن بعض الظروف القاهرة تضطرنا لتعليق بعض المهام وتقديم مهام على أخرى. فخلال الفترة الأخيرة، ومع تفشي فيروس كورونا، تم تعليق الصفوف والندوات في المؤسسة، وتحويلها لصفوف عن بعد عبر الانترنت، فيما تم تكثيف حملات التوعية حول الفيروس وتوزيع المعقمات والكمامات وغيرها. وفي خضم هذه الأزمة، حصل الانفجار الأليم، فقمنا بتسخير كل الجهود لإعادة الحياة الى مدينتنا ومداواة جرح أهلها.
نحن دائمًا في حالة جهوزية لمواجهة التحديات والأزمات، عبر لجنة الأزمة والطوارئ وفرق الاستجابة السريعة...

وهل ما زالت مؤسسة مخزومي قادرة على العطاء؟
لم تتوقف مؤسسة مخزومي يومًا عن العطاء، ولن تتوقف تقول السيدة مي مخزومي لموقعنا. هذا واجبنا الإنساني والأخلاقي، وهذه رسالتنا في الحياة، مساعدة الانسان وتمكينه.
ولكن مهما كانت قدرتنا كبيرة، لا يمكن لأي مؤسسة أن تغطي الحاجة المتزايدة بشكلٍ سريع في لبنان... لن أقول أننا قادرون على تغطية كافة الاحتياجات، لكن بإمكاني التأكيد بأننا لن نتوقف وسنعمل لمساعدة أكبر عدد ممكن. ولكن يبقى التشارك والتعاون وضم الجهود هو الأساس لنخرج وطننا من هذا النفق المظلم.
من هذا المبدأ، أطلقنا كمؤسسة مخزومي حملة لجمع التبرعات العينية (ملابس، طعام، دواء وغيره من المواد الأساسية) والمادّية، لمساعدة أهالينا في بيروت لتخطي هذه المرحلة ومساعدتهم من اجل العودة الى حياتهم الطبيعية.



يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!