يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

وصلت مأخّر ... يا حلو!

Monday, August 17, 2020 8:13:30 PM

خاص "اللبنانية"
الكاتب السياسي

في إطار سياسات استحواز الزبائن، وزيادة الأسواق، وتوسيع الانتشار، بين حلويات دويهي وحلويات عبد الرحمن الحلاب، استفاق أبناء كسروان في أحد الايام قبل نحو من سبع سنوات على لوحات إعلانية ملأت جوانب الأوتوستراد الدولي وسطوح الأبنية تعلن افتتاح فرع لقصر الحلو الطرابلسي على أوتوستراد جونية، وقد كتب عليها: "صار بجونية؟؟؟ حلو..."
وما هي إلا ايام قليلة حتى ردّت حلويات دويهي التي كانت قد سبقت عبد الرحمن الحلاب الى جونية بسنوات بحملة إعلانية مضادة من خلال لوحات كتب عليها: "وصلت مأخر عا جونية يا حلو!!!"
بهذه المقاربة – الدعابة شبهت مصادر نيابية محسوبة على رئيس مجلس النواب نبيه بري إعلان القوات اللبنانية أنها تقدمت باقتراح قانون لتقصير ولاية مجلس النواب بعدما كانت كتلة نواب الكتائب قد تقدمت في تشرين الأول 2019، على أثر اندلاع الثورة، باقتراح قانون معجل مكرر لتقصير ولاية مجلس النواب تماشياً مع موقفها الثابت الرافض للتسوية ومفاعيلها، ودعواتها المتكررة لاعادة انتاج السلطة من خلال انتخابات يقرّر فيها الشعب مستقبله وخياراته.
وتذكّر المصادر ذاتها، بأن مجلس النواب أسقط بالتصويت هذا الاقتراح الذي لم يلق الأكثرية المطلوبة لتمريره. كما يذكّر بأن واحداً من الأسباب الرئيسية التي أدت الى سقوط حكومة الرئيس حسان دياب كانت تفرّده بإعلان نيته الدعوة الى انتخابات نيابية مبكّرة من دون العودة الى الأكثرية النيابية التي سمّته لرئاسة الحكومة والتي منحته الثقة.
وتعتبر المصادر أن حظوظ مبادرة القوات اللبنانية الحالية لن تكون أفضل من حظوظ مبادرة الكتائب، وأن ما أقدمت عليه القوات اللبنانية لا يعدو كونه محاولة شكلية لتبييض صورتها أمام مناصريها وأمام الرأي العام، بعدما فقدت القوات الكثير من وهجها منذ شراكتها في صفقة التسوية التي أوصلت الأمور الى ما هي عليه اليوم من انهيارات سياسية واقتصادية ومالية ونقدية واجتماعية وأمنية.
كما تذكّر المصادر بأن القوات اللبنانية كانت حتى الأمس القريب تعتبر الدعوة الى انتخابات مبكرة "مراهقة سياسية" ومجرد "نكتة" يطلقها "الذين الخاسرون والذين لم ينجحوا في الانتخابات الأخيرة في الحصول على حصة وازنة من المقاعد النيابية".
وتعتبر مصادر نيابية أخرى قريبة من السلطة أن القوات اللبنانية تحاول من خلال المبادرة المعروفة نتائجها سلفاً أن تلمع صورتها أمام مناصريها وأمام الثورة لتحويل الأنظار عن قرارها البقاء في مجلس النواب من خلال رفض الاستقالة بحجة العمل على التغيير من الداخل، وهي التي عندما استقالت من الحكومة بعد طول مكابرة بالحجة ذاتها، اعترفت بأنها لم تنجح في التغيير من الداخل وبأن هذا التغيير بات مستحيلاً في ظل إمساك تحالف التسوية بالسلطة علماً أن القوات تشكل ركيزة أساسية من ركائز هذا التحالف.
وفي حين تؤكد قيادة القوات اللبنانية ونوابها أن عدم الاستقالة من مجلس النواب تهدف الى منع منظومة السلطة من التحكم بالمجلس وتشريعاته وتوجهاته، تتساءل المصادر النيابية المحسوبة على السلطة: إذا كان "المعارضون" قد فشلوا في تغيير المسارات السياسية العامة على مدى سنتين، فكيف ستتمكن القوات اللبنانية لوحدها من خلال نوابها الخمسة عشر من ذلك بعد استقالة ثمانية من النواب المعارضين، وبالتالي بعدما انخفض عدد المعارضين ثمانية نواب؟
وتختم المصادر: لا شك في أن التيار الوطني الحر ليس في أفضل أحواله شعبياً على الرغم من إمساكه بمفاصل السلطة، ولا شك في أن حزب الكتائب لم ينجح في تحقيق الكثير من الإنجازات العملية من خلال معارضته، لكن الأكيد أن القوات اللبنانية تعاني من حالة تخبط سياسي وشعبي لا تحسد عليه... بانتظار أن ترسو على برّ سياسي ثابت يمكن من خلاله تصنيفها في خانة واضحة من خانات منظومة التسوية أو المعارضة!

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!