خاص "اللبنانية"

لم تكن المرة الاولى التي ينتفض فيها عضو مجلس بلدية بيروت غابريال فرنيني في وجه القوى المسيطرة على القرار في بلدية بيروت اذ كانت له صولات وجولات على طاولة المجلس البلدي في مواجهة الملفات التي فاحت منها روائح الفساد. ويتذكر الرأي العام المظاهرة التي وقفت امام بلدية بيروت لمواجهة مشروع المحرقة وكان فرنيني مشاركاً في المظاهرة اعتراضاً على المشروع القاتل وتحمل لهذا السبب شتى انواع الاضطهاد والتضييق في البلدية بسبب مواقفه.

استقال فرنيني بعد ان طفح الكيل حين شاهد مدينته مدمرة بسبب الاهمال والفساد. وعندما وقفت البلدية عاجزة متفرجة امام هول الكارثة ولَم تتحرك كما هو مفترض بصورة فورية للملمة آثار الانفجار وانقاذ المصابين.
استقال فرنيني بعد ان رأى المعنيين يعقدون الاجتماعات في المكاتب ويجرون المقابلات التلفزيونية لتبرير التقصير واطلاق مبادرات صوتية ورصد مبالغ وهمية لم تصل الى المواطنين وقد لا تصل أبداً.
استقال حين رأى أحد فرق الانقاذ الفرنسية المؤلف من مسعفين واختصاصيين في اعمال الانقاذ قابعين على ارض المطار اربع وعشرين ساعة بانتظار من يسمح لهم بالعمل على محاولة انقاذ من قد يكون على قيد الحياة تحت الانقاض من المفقودين من بين ابطال فوج الاطفاء.

اليوم يتردد في اروقة بلدية بيروت ان العديد من زملاء فرنيني قرروا الاستقالة اعتراضاً على الاداء الذي لم يكن على مستوى الكارثة التي حلت بالمدينة لكنهم فضلوا البقاء لمحاولة المساعدة من الداخل.

صحيح ان هذا الاستقالة لن تفرط عقد المجلس البلدي لكن صداها وصل الى وجدان المواطنين. إنها استقالة عضو واحد من اربع وعشرين عضوا لكنها صرخة بحجم وجع المدينة.