يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
نفسي حزينة حتى الموت...يا نبع المحبّة

Wednesday, August 5, 2020 10:45:16 AM

بقلم أنطوان العويط

فَقَالَ لَهُمْ: " نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى المَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي". (إنجيل متّى 26: 38).
وها قد فعلْتُ. رحتُ أسامر الفجيعة متفقّداً الأيقونة المدينة وفي جروحها وجعٌ لمسيح بين زيتون جبل، وفي انسياب دمائِها دعوةٌ لصلاة من مئذنة.
ضمن مدار عقارب الساعات الأطول من يوم أمس، وبانقباضٍ شديد، تيقّنَت الوجوه الحبلى بالصبر أنّ الوقت قد حان وقد آن موعد الرحيل.
كان لي ان أقلبَ الورقة. أن أرفعها كأساً مع صلاة بيضاء. كأس وداع أرفع. ولا أبكيكم.
لا أبكي أطفال بيروت. لا أندب نساءها وشيوخها وشبابها. أبكي أحوالي فحسب، وأندب أحوال الحياة والضمير.
أنا العاجز عن الفعل لكم، كيف لي أن أنعس على الفجيعة النكبة الموحشة، وأنا لا أملك قطرة ندى أمسح بها الوجوه النازفة؟
أنا العاجز عن الفعل لكم، كيف لي ألاّ احتقر هذا العالم الوحش وأنا يداي تخوناني ارتفاعاً للصلاة؟
بين أدراج سدوم وعمورة المتهالكة، رحت أناديكم يا من رحلتم أحراراً. أنا الأسير المخطوف أناديكم. كيف لكم أن تغادروا قبل أن تحلّوا وثاقي؟
أناديكم. من صميم جراح امرأتي وعائلتي وأنا.
بين غبار فجوات الموت وحطام الأمكنة أناديكم.
أناديكم المنتصرون أنتم من كثرة هزائمي.
تناديكم الأناجيل والمصاحف.
رُضّت الأرض رضّاً. حُطِّمت الأرض حَطماً. زُعْزعت الأرض زعزعة. مادت كما السكران وتدلدلت كأرجوحة النائم.
وأنتَ يا نبع المحبّة. يا من نفسك حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى المَوْتِ، أشلاء شعبك ممزّقة فاجْمعها. عطش هو شعبك فاسْقه. غريبٌ فآوه. عريانٌ فاكْسه. ميْتٌ فاحْيه.
أرض شعبك ارتوت مجدّداً وتكراراً بعظيم الحبّ. دمُ شعبك هو الشهادة مضرّجة ببخورها. فلتكن هذه الدماء امتحاناً للأحرار والأبطال والقدّيسين. يا نبع المحبّة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

حركة الأسواق التجارية خجولة!

وزير التربية يقتحم مدرسة لإقالة مديرة!

بالفيديو: أكثر من 30 قتيلا وعشرات جرحى في ضربات إسرائيلية على حلب

دبل تسلك درب صليبها: كما في السلم كذلك بالحرب

هوكشتاين والسلّة الكاملة

من الكسليك إلى بكركي: الدولة بلا رأس

الحوثي: نحذر من التورط معنا برًا

حكم بالسجن 25 عامًا على ملك العملات المشفرة