يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

أضرار الانفجار الصحيّة: هل علينا أن نغلق نوافذ بيوتنا وهل على أبناء العاصمة أن يغادروها؟

Wednesday, August 5, 2020 10:40:05 AM

تشير المعلومات الأوليّة الى أنّ انفجار مرفأ بيروت ناتج عن اشتعال كميّة كبيرة من مادة نترات الأمونيوم. فما هي الأضرار الصحيّة التي قد تنتج عن ذلك؟

قد تكون الغازات المنبعثة من انفجار مادة "نترات الأمونيوم"، والمصطبغة باللون الأصفر، خطيرة في حال تنشقها بشكل كبير، لكنها مع ذلك لا يمكن عدها "غازات سامة" بأي شكل.

تتفاعل "نترات الأمونيوم" على حرارة تبلغ 200 درجة مئوية، لينبعث منها "النيتروجن"، وهي غازات ملوثة تصدر عادة من عوادم السيارات والمصانع بشكل يومي، لكن ما يجعلها أكثر ضرراً -كما في حالة انفجار بيروت اليوم- هو حجم الغازات المنبعث في زمن قصير، الأمر الذي قد يسبب صداعاً أو ضيق نفس أو وجع في الحلق أو سعال، إلا أن ذلك لن يؤدي إلى تشوهات خلقية أو إلى مشاكل مزمنة كما يجري الترويج بشكل خاطئ.

غاز "النيتروجين" سيتبدد مع الوقت في الهواء، وسيتفاعل مع رطوبة الهواء، ليتحول إلى "حمض النيتريك"، الذي قد يتسبب بأضرار للمزروعات والسيارات، في ما يعرف بالمطر الحمضي

كتبت تالا غمراوي في "أساس ميديا":

"نيترات الأمونيوم ليست مسمّمة بطريقة مميتة، والمكيّفات آمنة ولا تدخل المواد المسمّمة إلى بيوتكم، ولا داعي لمغادرة بيروت، ولا خطر على حياتكم في المناطق المحيطة بالانفجار"، بهذه الجملة يطمئن عضو "اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية" والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري. ويؤكّد أنّه من الضروري إقفال النوافذ لتنقضي الغيمة الملوّثة، ومن الضروري لبس الكمّامات لعدم استنشاق الهواء الملوّث الليلة، لكن لا يرى خطراً تسمّمياً كبيراً.

رغم ذلك شهدت بيروت أمس نسختها الهيروشيمية. فالمدينة التي واجهت كلّ أنواع الحروب تعيش اليوم قلق الموت. فالانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت (العنبر رقم 12 ) لم يكن انفجاراً كباقي الانفجارات. إنّه أشبه بالقنبلة الذريّة وبالزلزال الذي لامس عتبة الخمس درجات، وسمع صوته في قبرص.

هيروشيما بيروت لا تقف عند حدود الشهداء وقد تجاوزوا الـ70 شهيداً، ولا عند الجرحى الذين تجاوزا الـ3000. بل سكّانها كلّهم مهدّدون بالموت بفعل الانبعاثات السّامة التي خلّفها الانفجار. فغيمة الموت تظلّل بيروت.

أمين عام مجلس البحوث العلمية الدكتور معين حمزة وفي اتصال مع "أساس" طالب سكان بيروت باتّخاذ كامل الاحتياطات لتجنّب تنشق الهواء الملوّث وقال: "بسبب كورونا كنّا نضع كمامة واحدة واليوم علينا وضع كمامتين. هناك خطر بيئي أكيد على بيروت. موقع الانفجار عند شاطئ البحر قد يساعد على تبديد الغيمة الملوّثة سريعاً لكن أمامنا أيام صعبة".

أما البزري فأوضح لـ"أساس" أنّ "المجلس الوطني للبحوث كان في السابق يحذّر من التلوث واليوم اعتقد أنّ نسبة التلوث قد ارتفعت وأصبح هناك سبب آخر غير وباء كورونا يستدعي منّا أن نرتدي الكمامة أكثر من الأول لأنّ هذه المواد المنبعثة من الحريق الكيميائي هي ملوثة للبيئة واستنشاقها مضرّ بالصحة لذلك ندعو لاغلاق أبواب المنازل وعدم فتحها بانتظار أن تتوضح المزيد من الحقائق".

في المقابل صُور الموت والألم كانت حاضرة في مستشفيات العاصمة والتي كانت بدورها الضحية وهي تواجه هذا الكمّ من المصابين والقتلى.

نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة هارون سليمان يصف لـ"أساس" الوضع بالكارثي بالقول: "لا يمكنني الحديث للأسف. الكلمات لا معنى لها نحن نعيش كارثة طبية حقيقية، الجرحى على الطرق أمام أبواب المستشفيات وطلبنا دعم كافة الطواقم الطبية والتمريضية وأحضرناهم من منازلهم. وغرف العمليات في كافة مستشفيات العاصمة امتلأت".

وأضاف: "وضع البلد أشبه بالخبصة" الطواقم الطبية تعمل على معالجة الجرحى على الأرض. هناك أضرار كبيرة في بعض المستشفيات منها مستشفى الروم في الأشرفية وهي عملت على إجلاء المرضى، موجّهاً دعوة إلى المستشفيات كافة لاستقبال المرضى منها".


 

هذه الفترة هي من أصعب المراحل وتفلت الأمور في هذه المرحلة تحديداً. وبالتالي يجب على العاملين الصحيين ألا يتجاوزوا قواعد السلامة الصحية والحماية كي لا ننزلق إلى الأسوأ والمجهول

أما مستشار وزير الصحة رضا الموسوي وفي اتصال مع "أساس" ففرفض التعليق على "الوضع الصعب"، وقال: "ليس عندي أيّ تعليق فالكلمات لا يمكنها أن تصف الحالة التي نحن فيها. إنّها مصيبة كبرى". مشيراً الى أنّه تم نقل الجرحى إلى خارج بيروت منها مستشفى بعبدا، ضهر الباشق والبوار وجميعها مستشفيات حكومية.

الدكتور البزري وصف الوضع بـ"الكارثي". وتابع: "في السابق كانت المستشفيات في لبنان تئن تحت مشاكل وبائية ومالية وعدم توفر المواد والمعدات فكيف حالها اليوم مع هذا العدد الكبير من الاصابات والجرحى. في مدينة صيدا فتحت المستشفيات أبوابها كذلك الأمر في جبل لبنان. وعلى جميع المستشفيات في لبنان أن تفتح أبوابها وأن تعتبر نفسها معنية بردّ الفعل بسبب الضغط على مستشفيات العاصمة".

وتابع: "الضغط على المستشفيات سيجبر الأطباء على اتّخاذ قرارات صعبة، من ناحية أفضلية من هو بحاجة لعناية، ومن يمكن تأجيل علاجه. لأنّ هناك حالات إذا لم تتم معالجتها أو إجراء عملية جراحية عاجلة لها، من الممكن أن تخسر حياتها أو أعضاء حسّاسة من جسده. كلها قرارات صعبة أعادت بنا الذاكرة إلى أيام الحرب الاهلية والاعتداءات الإسرائيلية الكبرى على لبنان. كما يجب أن تتحرّك هيئة الكوارث".

وعن مخاطر تفلّت كورونا بعد هذه الكارثة أجاب: "هذه الفترة هي من أصعب المراحل وتفلت الأمور في هذه المرحلة تحديداً. وبالتالي يجب على العاملين الصحيين ألا يتجاوزوا قواعد السلامة الصحية والحماية كي لا ننزلق إلى الأسوأ والمجهول". مضيفاً: "ندرك أنّ هناك ضغطاً  وأنّ حجم الصدمة سيجعلنا ننسى سبل الوقاية من كورونا. لكن علينا أن نتأمّل بالحفاظ على الحدّ الأدنى للوقاية (الكمامة) كي لا نزيد الطين بلة عندما نستيقظ من الصدمة".

في الخلاصة، ليلة صعبة عاشتها بيروت، لكن لا داعي للهلع، ولا داعي لمغادرة المدينة. وغداً يوم آخر.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

ندوة توعوية حول الصحة الجلدية في مدرسة السلام للرهبان الانطونيين

ما هي الأطعمة التي تحسن البشرة؟

"مرض قاتل" ينتش ويهدد حياة البشر!

وزارة الصحة و"امبرايس" أطلقتا فريق طوارىء الصحة النفسية في طرابلس

ماذا يفعل تناول وجبة واحدة فقط في اليوم بجسمك؟

التقرير التراكمي للطوارئ الصحية

تحذير طبي من الألعاب المغناطيسية!

إرشادات صحية حول مرض تليّف الكبد من مستشفى أوتيل ديو الجامعي