يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

قلب فرنسا على لبنان وقلب مسؤولينا عالحجر

Friday, July 24, 2020 5:27:20 PM

بقلم المحامي لوسيان عون - Almostakel.org

ربما كانت الفضيحة الاكبر والافظع منذ عام 1975 وحتى اليوم

هي فضيحة العصر حيث يخصص الغربيون أوقاتهم في زمن الكورونا التي تعصف بمعاقلهم وعواصمهم ومدنهم لكنهم أرادوا المجيء الى لبنان وتوسل مسؤوليهم لكي يعودوا الى ضمائرهم ويرحموا بلدهم ، لكن على من تتلي مزاميرك يا داوود

لو كان المتعاطف أميريكي ربما اتهمناه بالمصلحة والطمع والجشع واستجلاب المنفعة لبلاده

لكن فرنسا الام الحنون لم يكن لها بعد زوال آخر جندي فرنسي عن أرضنا عام 1946 أي منفعة سوى تراث فرنسي ناتج عن حضارة وثقافة وتعامل من الند الى الند بين شعبين فيما نحن فعليا من ينتفع من فرنسا وليس العكس وها هي اليوم تغدق علينا بمساعدات مدرسي وثقافية في عز أزمات تقض مضاجع اللبنانيين وفي غياب أي مساعدة دولية تذكر .

لقد جاء رئيس الدبلوماسية الفرنسية ليحذرنا مما نحن غائبون عن اصلاحه ، وها أن الطبقة الحاكمة عندنا غائبة عن السمع والبصر ، همها العمل على طمأنة الضيف المرشد أن كل شيء على ما يرام ، والقطار على السكة بينما لا قطار ولا سكة ولا عربة ولا حصان ، بل دولة مهترئة تنتظر المشحة الاخيرة والترياق الذي لم يأت من مكان .

فرنسا قالت كلمتها ومشت ، فيما لبنان أشبه كذاك الغريق الذي غرق بمياه المستنقع وجهه ضاحك شعاره ” أنا مسرور لاني أموت واقفاً وليس نائماً ” ….

وزير الخارجية الفرنسي عائد الى بلاده وسوف يرفع تقريراً مفاده : حاولت نصح الطبقة الحاكمة بضرورة الاسراع بالاصلاح ووقف الهدر ومكافحة الفساد لكنهم نصحوني بعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وهو ليسوا بحاجة لاي مساعدة ” …

في المحصلة : روما تحترق …ثمة أناس يرونها من فوق … وآخرين يكتوون بنارها من تحت ، أما المسؤولين فيها فهم مطمئنون الى تمكنهم الدائم من اشعال سجائرهم … والتمتع بدفىء نارها ويقينهم بأنهم لن يشعروا بالبرد يوماً .

واقع مرير مبكي يعيشه اللبنانييون الذين فقدوا المال والرسمال وجنى العمر والثقة بوطنهم وبأنظمتهم المؤسساتية الرسمية والمصرفية وانهارت الليرة بين ايديهم وباتوا في أسفل قائمة الدول الفقيرة يئنون من الجوع والعوذ

قريباً سينام حكامنا على الوعود المعسولة وسيستفيقون على وقع ثورة شعبية جارفة للجياع عندما يدرك هؤلاء أن راتب الخمسين دولاراً لن يعد يكف لشراء علبة حليب لاطفالهم على مدى شهر كامل

أي توصيف لما يجري عندنا غير مقولة راسخة في معرض زيارة مسؤول سياسي رفيع الى لبنان لوأد أزمة خانقة تلف أعناق اللبنانيين :

 قلب فرنسا على لبنان

وقلب مسؤولينا عالحجر

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟