يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

أسلوب مميز للكتائب في مقاربة معالجة الأزمات

Tuesday, July 21, 2020 11:18:46 AM

خاص "اللبنانية"
الكاتب السياسي

يرى المتابعون عن قرب لمواقف الجهات الشعبية والسياسية والحزبية عبر "اللبنانية" أن ما يميّز موقف حزب الكتائب ورئيسه النائب سامي الجميل عن مواقف غيره من الأطراف لناحية مقاربة أسباب الأزمة والحلول المقترحة للخروج منها هو تصوّر متكامل مبنيّ على دراسة معمقة تحدد الأسباب وتقترح الحلول.
في المقابل، فإن بقية الأطراف يخوضون المواجهة على قاعدة تفاصيل وملفات "بالمفرق" تبعاً لاهتماماتهم واختصاصاتهم أو حتى بحسب مصالحهم السياسية والسلطوية.

فمن بين ناشطي الثورة من يحصر اهتمامه بقضايا الفساد وهدر المال العام والقضايا الحياتية والمعيشية والماكل الاجتماعية.
ومن بينهم من يركز على اعادة انتاج السلطة من خلال اسقاط كل الأشخاص والأحزاب والقوى السياسية التي سبق لها أن شاركت في السلطة منذ العام 1990 الى اليوم.
وقلة قليلة من المعارضين الذين يسمون أنفسهم سياديين يعتبرون أن معالجة موضوع سلاح حزب الله في شكل نهائي وحاسم على نحو يلغي أي سلاح غير شرعي في لبنان هو المدخل الى كل الحلول السياسية والاقتصادية والمالية والأمنية وأن كل حديث في التفاصيل الأخرى هو مقاربة للنتائج لا يمكن أن تؤتي ثمارها بمعزل عن معالجة الأسباب.

في المقابل، فإن حزب الكتائب وفق المراقبين ل"اللبنانية" يتعاطى مع الأزمة من خلال الأسباب والنتائج والعواض في آن معاً. فمنذ ما قبل اندلاع الثورة في 17 تشرين الأول الماضي كان النائب سامي الجميل واضحاً في اعتبار أن ما يعيشه لبنان من أزمات هو نتيجة:
1- غياب السيادية الوطنية من خلال سيطرة حزب الله على قرار المؤسسات الدستورية.
2- سوء إداء المنظومة السياسية الممسكة بالسلطة على قاعدة الصفقات والتسويات والمنافع على حساب الدستور والقوانين والتوازن السياسي والوطني والتمثيل الشعبي الصحيح.
3- استشراء الفساد والمحسوبيات على مستوى الإدارة واستباحة الممسكين بالسلطة للخزينة العامة لتمويل الحياة السياسية ونشاطاتهم الفئوية.
4- تراجع المستوى المعيشي والخدماتي للمواطنين اللبنانيين بفعل استنزاف مقدرات الدولة.

من هنا، فإن حزب الكتائب يتقاطع مع معظم المشاركين في الثورة والمعترضين والمعارضين على المستويات كافة باعتباره صاحب طرح متكامل يعالج الأسباب والعوارض والنتائج مجتمعة، وهو لا يكتفي ببعض المقاربات والملفات التفصيلية، ولكنه يسعى لحلول ثابتة ومستدامة لا يمكن الوصول اليها من دون سلة متكاملة تشمل السيادة والسياسة والإدارة والتمثيل الصحيح والحوكمة الرشيدة والنزاهة والاستقامة والمحاسبة. ومع ذلك يبدو مرناً في سياسته بحيث لا يعتمد أسلوباً جامداً في الالتزام بالأولويات، ولكنه يستفيد من كل فرصة لتحقيق ما يمكن تحقيقه سواء كان ذلك مرتبطاً بالأسباب أو بالعوارض أو بالنتائج. فإذا كان هدف الطبيب هو معالجة المريض من خلال معالجة أسباب المرض، فإن ذلك لا يمنع الطبيب من تخفيف الأوجاع والعوارض من خلال المسكنات والمهدئات بالتزامن مع الدواء الأساسي الذي يعالج سبب المرض!

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!